من مايان لوبل وأوري لويس
القدس (رويترز) - عزز موقف إسرائيل الصارم تجاه إيران شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الداخل، ويمكنه أن يتوقع المزيد من التغطية الصحفية الإيجابية لصالحه في الأيام المقبلة عندما تفتح الولايات المتحدة سفارتها في القدس.
ولا يبدو أن تحقيقات الفساد الثلاثة الجارية ضد نتنياهو، الذي لم يكد يغادر عناوين الأخبار الرئيسية لأسابيع، تؤثر في شعبيته بين قاعدة مؤيديه.
وبصفته أقرب حليف في الشرق الأوسط للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان نتنياهو محوريا في القرارات الأمريكية التي أعادت تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة.
وفي 30 أبريل نيسان ظهر نتنياهو في وقت ذروة المشاهدة التلفزيونية ليعرض حجج إسرائيل بشأن ضرورة أن ينسحب ترامب من اتفاق إيران النووي الموقع في عام 2015.
وقام ترامب بذلك بالفعل بعد نحو أسبوع فقط.
وأشاد نتنياهو علنا بالقرار ثم وجه ضربات جوية إلى مواقع عسكرية إيرانية في سوريا التي تخشى إسرائيل أن يتزايد استخدام إيران لها كقاعدة لانطلاق هجمات عليها.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة الثانية التلفزيونية في إسرائيل بعد يوم من انسحاب ترامب من الاتفاق النووي أن حزب ليكود اليميني الذي ينتمي له نتنياهو سيضيف خمسة مقاعد لما لديه في البرلمان إذا أجريت الانتخابات الآن، ليجمع 35 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا ويعزز موقفه في الائتلاف الحاكم. كان استطلاع آخر أجري في أبريل نيسان قد منح ليكود 28 مقعدا.
واتهمت إسرائيل إيران يوم الخميس بإطلاق صواريخ من سوريا على مرتفعات الجولان المحتلة وهي المرة الأولى التي تهاجم إيران فيها إسرائيل بالصواريخ.
وردت إسرائيل بشن أعنف ضرباتها الجوية في سوريا منذ بدء الحرب الأهلية هناك عام 2011، وقالت إنها هاجمت كل البنية التحتية العسكرية الإيرانية تقريبا في سوريا.
لكن الهجوم لم يلحق باستطلاع رأي نشرته صحيفة معاريف اليومية الإسرائيلية يوم الجمعة، وعلى الرغم من ذلك أظهر أن 69 بالمئة من المشاركين كانوا راضين عن تعامل نتنياهو مع "سياسة إسرائيل حيال وجود إيران في سوريا".
كما أظهر الاستطلاع أن 59 بالمئة من المشاركين قالوا إنهم يعتبرون أن قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران سيدعم أمن إسرائيل.
لكن 54 بالمئة قالوا إنهم يخشون أن تكون مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران قد أصبحت وشيكة، واتفقوا مع مسؤولين قالوا إن من الأفضل "خوض القتال الآن وليس في مرحلة لاحقة" وفق ما نشرته الصحيفة.
ومن المنتظر إجراء الانتخابات الإسرائيلية المقبلة في نوفمبر تشرين الثاني من 2019 لكن نتنياهو قد يسعى لإجراء انتخابات مبكرة للاستفادة من الدفعة التي حدثت لشعبيته.
وقال هانان كريستال المحلل السياسي في راديو إسرائيل "وضع بنيامين نتنياهو رهانه على ترامب وعلى انسحابه من الاتفاق النووي والآن يحتفل بإمكانية الحصول على 35 مقعدا. لقد أثبت أنه ليس هناك من يضاهيه في المجال الدبلوماسي الأمني".
*جدول مزدحم
يقول أبراهام ديسكين أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية إن من المرجح أن يؤدي الوقوف في وجه إيران إلى زيادة التأييد لنتنياهو، وهو ما كان سيحدث لأي حكومة أخرى سواء يمينية أو يسارية.
لكنه يضيف أنه على الرغم من زيادة شعبية ليكود فإن توازن القوى بين تكتلات اليمين واليسار في الكنيست الإسرائيلي لم يتغير بشكل كبير.
وقال في مقابلة عبر الهاتف مع رويترز "وفقا للاستطلاع، فإن نتنياهو لا يملك الأغلبية لكنه يملك بالفعل كل الأوراق في يده".
وأضاف أن تحقيقات الفساد بحق نتنياهو "يعتبرها أنصاره اضطهادا، ومع طول أمدها يترسخ هذا الاعتقاد لديهم".
ويوافق الأحد المقبل "يوم القدس" في التقويم العبري وهو اليوم الموافق لاحتلال القدس الشرقية في حرب عام 1967.
وبعده بيوم في 14 مايو أيار ستفتح الولايات المتحدة سفارتها في القدس. وحدد موعد الاحتفال بذلك ليتزامن مع إحياء ذكرى اليوم الموافق في التقويم الغربي لإعلان قيام دولة إسرائيل.
ويحيي الفلسطينيون يوم 15 مايو أيار ذكرى "النكبة" عندما طرد أو فر مئات الآلاف منهم من منازلهم في عام 1948.
واستعدت قوات الأمن الإسرائيلية لمواجهة احتجاجات فلسطينية تتزامن مع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ومع إحياء ذكرى "النكبة"، وسط حديث من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة عن محاولات لاختراق الحدود بين القطاع وإسرائيل.
ويعتبر أغلب الإسرائيليين من كافة الأطياف السياسية أن خطوة نقل السفارة الأمريكية تأكيد على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ولطالما اعتبرت إسرائيل المدينة عاصمتها الأبدية وغير القابلة للتقسيم لكن ذلك لم يحظ باعتراف دولي. وتعتبر الأمم المتحدة أن القدس الشرقية محتلة عسكريا من إسرائيل، ويقول الفلسطينيون إنها يجب أن تكون عاصمة دولتهم المستقبلية.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)