بقلم جيفري سميث
Investing.com – موسم الأرباح ينطلق رسمياً مع صدور البيانات الفصلية لعمالقة القطاع المالي والمصرفي جاي بي مورغن وسيتي وويلز فارجو. الأجندة الاقتصادية الأمريكية المزدحمة تتضمن أرقام مبيعات التجزئة ومؤشر أسعار المنتجين والإنتاج الصناعي لشهر ديسمبر. الأسهم العالمية والأمريكية لا ترى أي جديد في خطط التحفيز التي طرحها جو بايدن، ولا أي شيء يثير حماسها. وفي ألمانيا، حزب أنغيلا ميركل يجتمع لانتخاب خليفة للقائدة الألمانية الأسطورية. اليك ما تحتاج إلى معرفته حول الأسواق المالية لليوم الجمعة 15 يناير:
1. البنوك العملاقة تفتتح موسم الأرباح
رغم صدور البيانات الفصلية لبعض الشركات الأمريكية يوم أمس الخميس، إلا أن موسم الأرباح سيبدأً "رسميا" اليوم الجمعة، مع إصدار جاي بي مورغن و ستي و ويلز فارغو و بي إن سي لبيانات الربع الرابع من 2020. وستصدر هذه البيانات في نهاية الأسبوع الذي شهد تحسناً حاداً في توقعات الأرباح لجميع الشركات الثلاثة بفضل عمليات البيع الكثيف الذي تعرضت لها سندات الخزينة الأمريكية.
ويحدد الفرق بين عوائد سندات الخزينة قصيرة الأجل وطويلة الآجل هوامش الإقراض للبنوك. ويُتوقع أن تبقى عوائد سندات السنتين ثابتة بالقرب من الصفر خلال العامين المقبلين، نظراً لتوقعات واسعة النطاق بعدم رفع أسعار الفائدة من طرف الاحتياطي الفيدرالي حتى عام 2023.
وستكون نتائج البنوك في الربع الأخير من العام مختومة بالانتعاش الحاد في الأسهم الدورية في أعقاب تراخيص اللقاحات في نهاية العام الماضي.
ومن بين أهم الأرقام في البيانات الفصلية للبنوك، سيراقب المستثمرون أرقام مخصصات القروض المعدومة، والتي انخفضت بشكل حاد في الربع الثالث بعد الارتفاع الأولي في الربع الذي سبقه.
2. بايدن يُعلن خطته التحفيزية والأسواق لا تكترث له
يمكن وصف رد فعل الأسواق العالمية على خطط التحفيز التي أعلنها الرئيس المنتخب جو بايدن، بأنه نوع من اللامبالاة، حيث يبدو أن هذه الأسواق لم تجد الجديد في معظم تفاصيل الحزمة التي ستكلف الحكومة الأمريكية 1.9 تريليون دولار، والتي تم الإعلان عنها في وقت متأخر من مساء أمس الخميس.
فلقد تراجع كل من مؤشر نيكاي 225 الياباني ومؤشر يوروستوكس 600 الذي يضم أسهم 600 شركة كبيرة وصغيرة ومتوسطة من 17 دولة من دول القارة الأوروبية، بنسبة واحدة بلغت 0.6٪، بينما انخفض مؤشر (سي إس أي 300) الصيني أيضاً.
وكان بايدن قد كشف النقاب عما أسماه "خطة الإنقاذ الأمريكية" في وقت متأخر من ليلة أمس الخميس، والتي تتضمن موجة جديدة من الانفاق الحكومي الفلكي، والمزيد من المدفوعات المباشرة للأسر، وتمديد لبرنامج مساعدات البطالة، وتمويل لتوسيع برامج التطعيم واختبارات كورونا. ومع ذلك، جاءت الأسئلة من كل صوب وحدب عن الكيفية التي يتم بها تمويل هذه الخطة التي تحتاج إلى أطنان من المال.
وكانت هذه الحزمة متوقعة منذ أن فاز الديمقراطيون بانتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا، والتي جرت في 5 يناير وأعطت الحزب الأزرق السيطرة على مجلس الشيوخ، بعد 6 سنوات من السيطرة الحمراء. لكن الشكوك حول تمويل الخطة دفعت عوائد سندات الخزينة إلى الأعلى، وقدمت الدعم للدولار.
وشكك بول دونوفان، كبير الاقتصاديين في (يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت) بخطة بايدن، وقال إنه من غير المرجح أن يتم تمرير جميع إجراءاتها دفعة واحدة، وأنها بالتأكيد لن تمر بالشكل المحدد أمس.
3. الأسهم الأمريكية أيضاً لا تهتم بخطة بايدن
مثل بقية الأسهم العالمية، فضلت الأسهم الأمريكية أيضاً أتباع مبدأ "اشترِ الإشاعة وبِع الحقيقة" بعد أن لم يتضمن إعلان بايدن أي شيء لتبرير عمليات شراء جديدة في سوق الأسهم. وكانت التوقعات المرتفعة لتفاصيل هذه الخطة قد دفعت جميع المؤشرات الرئيسية الثلاثة إلى مستويات قياسية في وقت سابق من الأسبوع.
وعند الساعة 6:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:30 صباحاً بتوقيت جرينيتش)، تراجعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز بـ 141 نقطة أو ما يعادل 0.5٪، والعقود الآجلة لمؤشر إس إن بي 500 بذات النسبة، والعقود الآجلة لمؤشر نازداك 100 بنسبة 0.4٪.
ومن بين الأسهم التي من المرجح أن تسلط عليها الأضواء فور افتتاح الجلسة، بالإضافة إلى البنوك، هنالك الأسهم الصينية على بابا وبايدو وتنسنت، بعد أن قررت الإدارة الأمريكية العدول عن إضافة إيصالات الإيداع الأمريكي ADRs الخاصة بها إلى القائمة السوداء للشركات الصينية. وعلى العكس من ذلك، سقطت أسهم إكسياومي المدرجة في هونج كونج بأكثر من 10٪، بعد أن تم إضافة شركة تصنيع الهواتف المحمولة بشكل مفاجئ إلى القائمة.
4. الأجندة الاقتصادية: توقعات بتراجع مبيعات التجزئة
هناك الكثير من البيانات الأمريكية التي ستصدر في الساعات القادمة. ويتضمن ذلك مبيعات التجزئة لشهر ديسمبر و مؤشر أسعار المنتجين والإنتاج الصناعي.
ومن المتوقع أن تكون مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة قد انخفضت في ديسمبر تحت تأثير إجراءات الإغلاق التي يبدو الآن أنها تعمل على تسطيح منحنى الإصابات في البلاد. ومن المرجح أن تظهر البيانات المقرر صدورها عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي، انخفاضاً بنسبة 0.2٪، وفقاً لتوقعات إجماع المحللين، وهو ما سيمثل انخفاضاً شهرياً ثانياً على التوالي.
وبعد ذلك، سيتم الإعلان عن بيانات الإنتاج الصناعي وتضخم أسعار المنتجين لشهر ديسمبر. وأشارت أحدث البيانات إلى أن قطاعات الصناعة والتصنيع قد صمدت بشكل أفضل لدرجة ملحوظة من إنفاق المستهلكين خلال الارتفاعات الأخيرة في اصابات كورونا.
وتقترب الولايات المتحدة الآن من 400 ألف حالة وفاة مرتبطة بفايروس كورونا، لكن الوفيات اليومية انخفضت إلى أقل من 4 آلاف يوم أمس الخميس، في حين لم تسجل حالات دخول المستشفى رقماً قياسياً جديداً منذ أكثر من أسبوع.
5. الحياة بعد أنغيلا
شيء يجب الانتباه إليه ليس اليوم، ولكن خلال عطلة نهاية الأسبوع، يحدث في ألمانيا. فمن المقرر أن يصوت حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لزعيم جديد يخلف قائدته الأسطورية أنغيلا ميركل، التي قالت إنها لن تترشح لمنصب المستشارة مرة أخرى.
من بين المرشحين الثلاثة، من المرجح أن يكون فريدريك ميرتز هو القادر على الخروج عن نهج ميركل الوسطي، حيث يتمتع بسجل حافل وخط أعمال أكثر احترافية، وأقل تساهلاً تجاه الأطراف المثقلة بالديون في منطقة اليورو. أما المرشحان الآخران، أرمين لاشيت ونوربرت رويتجن، فيُنظر إليهما على أنهما مرشحان لاستمرار نفس سياسة ميركل.
وقد لا ينتهي الأمر بالفائز النهائي ليكون هو مرشح يمين الوسط لمنصب المستشار في الانتخابات الفيدرالية المقرر إجراؤها في سبتمبر. فهنالك أيضاً منافسة من ماركوس سويدر الحزب البافاري الشقيق لحزب ميركل. وبالنظر إلى تقدم حزب الاتحاد الواضح في استطلاعات الرأي الوطنية، فمن المرجح أن يكون الزعيم القادم لأكبر اقتصاد في أوروبا هو من سيأتي في مقدمة هذه المنافسات.