Investing.com - على وقع أزمة نقص العملة التي تشهدها مصر في الآونة الأخيرة، وهو الأمر الذي دفع مصر إلى اللجوء لصندوق النقد من أجل تغطية الفجوة التمويلية، يعتقد الخبير الاقتصادي والاستراتيجي في الأسواق الناشئة في "ويلز فارغو"، بريندان ماكينا، أن مصر تمثل فرصة للاستثمار في حال نجح برنامج صندوق النقد الدولي في دعم اقتصادها.
وأضاف المحلل: يستعد المستثمرون لموجة محتملة من التخفيضات بالعملات المحلية للدول المثقلة بالديون، كمصر وباكستان ولبنان، بالتزامن مع محاولتها الحصول على حزم تمويلية جديدة، حيث تعرضت عملات هذه الدول بالفعل لانخفاضات قياسية بعملاتها خلال الفترة الماضية.
يأتي ذلك في ظل توقعات بتراجع جديد في قيمة الجنيه المصري خلال الأسابيع القادمة، حيث ترجع هذه التوقعات إلى عدة بنوك ومؤسسات دولية.
وبالتزامن أيضًا مع تصريحات حكومية بشأن حزمة استثمارات خليجية جديدة متوقعة بـ 4 مليارات دولار خلال الفترة القادمة.
اقرأ أيضًا
عاجل: مصر تعتزم بيع جزء من هذه الشركة الكبرى.. بعد دقائق من إعلان أرباحها
عاجل: بداية أسبوعية مثيرة للذهب.. تحول للصعود بعد ارتباك شديد
فرصة استثمار
سجل مؤشر أسواق الجيل القادم من جي بي مورغان (NYSE:JPM) تشيس وشركاه، الذي يقيس ديون الدولار للبلدان الناشئة، انخفاضاً بنسبة 0.4% فبراير، وهو الأكبر منذ سبتمبر. ووسط النشاط الأخير للدولار، انهارت عملات غانا ومصر وباكستان وزامبيا أكثر بكثير هذا العام من نظيراتها العالمية.
وتصطف حوالي عشرين دولة للحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي، على الرغم من أن التقدم كان بطيئًا بالنسبة للدول التي تعثرت بسبب مفاوضات الديون. شهد العام بالفعل انخفاضًا في أسعار صرف العديد من الدول المثقلة بالديون - بما في ذلك مصر وباكستان ولبنان - أثناء محاولتها الحصول على حزم تمويلية جديدة، مع استعداد تجار العملات لموجة محتملة من التخفيضات بالعملة.
بالنسبة لبريندان ماكينا، الخبير الاقتصادي والاستراتيجي في الأسواق الناشئة في "ويلز فارجو"، يمكن لأولئك الذين يرغبون في المخاطرة أن يجدوا فرصة في البلدان التي لديها أجندة إصلاح واضحة وطريق نحو الدعم من المقرضين الرسميين، مثل صندوق النقد الدولي.
وقال: "باكستان وسريلانكا وغانا - ربما لم يحن الوقت الآن لضخ الأموال هناك. لكن مصر قد تكون فرصة إذا نجح برنامج صندوق النقد الدولي في دعم الاقتصاد بينما يتم تنفيذ إصلاحات صارمة".
استثمارات جديدة
توقع الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، أيمن سليمان، الاثنين، استثمارات خليجية جديدة بقيمة 4 مليارات دولار، وذلك ضمن مشروعات الحزمة الأولى.
وقال سليمان: "إن الجولة التمويلية التي قامت بها الحكومة المصرية الشهر الماضي لعدد من الدول الخليجية استهدفت إلقاء الضوء على القطاعات الاقتصادية التي تشهد نمواً جيداً رغم التحديات".
وأشار إلى وجود "رغبة من مستثمرين قطريين للعودة للسوق المصرية، لا سيما في قطاعات اللوجستيات وتداول الحاويات والأسمدة والقطاعات التصديرية".
وعن الاستثمارات الحالية ضمن المنصة المشتركة بين مصر والإمارات والتي تستهدف 20 مليار دولار خلال 10 سنوات وتم إطلاقها في العام 2019، قال إنها تبلغ حالياً 5 مليارات دولار، متوقعاً أن تشهد طفرة في الفترة القادمة.
وكشف رئيس صندوق مصر السيادي أنه خلال أيام سيتم الإعلان عن ترسية استثمارات في 7 فنادق، مضيفاً أنه سيتم إطلاق صندوق فرعي متخصص بالاستدامة والاستثمارات الخضراء قريباً.
توقعات الجنيه
أفاد تقرير بنك كريدي سويس أن سعر الدولار في مصر سيصل إلى مستويات الـ 35 جنيها.
ويرى البنك السويسري أيضا أن تنفيذ برنامج صندوق النقد يعتبر مناسبًا لتحسين الوضع الاقتصادي الحالي حتى وإن تم تنفيذه بشكل جزئي أو متأخر من قبل الحكومة.
بينما لم يحدد بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) سعرا متوقعًا للدولار، لكنه يرى أن تراجع الجنيه هو الحل العملي لسد فجوة التمويل الخارجية التي تعاني منها مصر في الآونة الأخيرة، حيث توقع تراجعًا كبيرًا دون تحديد نسبة التراجع.
وفي الوقت نفسه، أكد بنك "سوسيتيه جنرال" الفرنسي، منذ أيام، أن الجنيه سيتراجع بنحو 10%، قبل نهاية شهر مارس الحالي، ليصل إلى 34، بضغط من تزايد الديون أدى إلى حاجة الدولة إلى عملة أرخص، مع تعاظم عجز الحساب الجاري والنقص الحاد في الدولار. متوقعًا أن تنخفض قيمة الجنيه مرة أخرى في المستقبل القريب، مرجحاً أن يُنهي الربع الحالي دون مستوياته الحالية بنحو 10%.
فيما تحدثت كارلا سليم، الاقتصادية المختصة بشؤون الشرق الأوسط في بنك ستاندرد تشارترد، عن الوضع الاقتصادي المصري في مقابلة على بلومبرج. وقالت كارلا إن التأخير في توفر الأموال الساخنة قد يدفع الجنيه للهبوط مقابل الدولار إلى مستويات الـ 33-35 لتحفيز الاستثمارات الخليجية للدخول وإعادة الأموال الساخنة من جديد للاقتصاد المصري.
وكان بنك "إتش إس بي سي (LON:HSBA)" (HSBC) توقع هو الآخر أن يبلغ سعر الدولار مستوى 30-35 جنيها على المدى القصير خلال العام الحالي.