Investing.com - تترقب الأسواق بفارغ الصبر موعد اجتماع الفيدرالي الأمريكي الذي سيقرر فيه مصير أسعار الفائدة، حيث يتابع المستثمرون بانتباه شديد البيانات الاقتصادية الأمريكية، في محاولة لاستنتاج قرار البنك المركزي بشأن تيسير السياسة النقدية. حيث يُعتبر خفض أسعار الفائدة بمثابة إشارة إيجابية قوية للأسواق.
وفي هذا الصدد، من المتوقع أن تستمر الأسواق في الارتفاع حتى لو اختار بنك الاحتياطي الفيدرالي عدم خفض أسعار الفائدة هذا العام، وفقًا لستيفن بليتز، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في "تي إس لومبارد".
اقرأ أيضًا: الذهـب يتحرك فوق الـ 2200 دولار .. وفي هذه الحالة سيتجه نحو 2300 دولار
تأتي تعليقات بليتز في الوقت الذي ينتظر فيه المستثمرون صدور المزيد من البيانات الاقتصادية الأمريكية ويراقبون عن كثب أدلة من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي حول العدد المتوقع لتخفيضات أسعار الفائدة في عام 2024.
وفي الأسبوع الماضي، أبقى البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الخامسة على التوالي، وذلك تماشيا مع التوقعات، وأبقى سعر الفائدة القياسي على الاقتراض لليلة واحدة في نطاق يتراوح بين 5.25% و5.5%. وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا في ذلك الوقت إنه لا يزال يتوقع تخفيضات بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية بحلول نهاية العام.
وقد غذت هذه الرسالة ارتفاع الأسواق في الولايات المتحدة وخارجها، مع ارتفاع المؤشرات الرئيسية في وول ستريت إلى مستويات قياسية جديدة منذ ذلك الحين، بجانب وصول الذهب أيضًا لمستويات قياسية جديدة.
وردًا على سؤال طرح عليه في برنامج على شبكة "سي إن بي سي"، يوم الخميس، حول احتمال قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة مرة واحدة أو عدم خفضها هذا العام، قال بليتز إن الأمر "سيصبح جيدًا جدًا". أنت تعلم أن ارتفاع التضخم بنسبة 0.4% شهريًا يعد رقمًا مرتفعًا، حيث إنهم ينظرون إلى ذلك، أي التضخم على أساس شهري ولا يهتمون بالتضخم على أساس سنوي وحده. مشيرًا إلى أن هذا يعد تطورًا بشكل عام في خفض التضخم.
قال بليتز: "لقد أخبرك بنك الاحتياطي الفيدرالي بالفعل أنهم لن يقوموا برفع أسعار الفائدة لمحاولة تقصير هذا الجدول الزمني للوصول إلى هدف 2%، وهذا ما تفضله الأسواق".
يضع المتداولون حاليًا فرصة بنسبة 60% تقريبًا لخفض سعر الفائدة الفيدرالي لأول مرة في يونيو، وفقًا لأداة متابعة الفائدة الأمريكية المتاحة على موقع إنفستنغ السعـودية، وهذا أقل من ما يقرب من 70% الأسبوع الماضي.
وقال بليتز إن الأسواق من المرجح أن تستمر في الارتفاع، حتى لو قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي عدم إقرار أي تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام - وهو احتمال حددته شركة إدارة الأصول الأمريكية فانجارد كسيناريو الحالة الأساسية.
وأكد أيضًا أن مهمة مستثمري الأسهم هي اختيار ما هو أفضل، كما تعلمون، وأين تكمن القيمة، لكن كخبير اقتصادي أقول إنه لن يكون هناك سبب لتراجع سوق الأسهم.
اقرأ أيضًا: عملة رقـمية شهيرة تحقق إنجازًا قويًا بعد إدراجها في بورصة كريبتو أخرى
ماذا عن خفض أسعار الفائدة؟
قال محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر يوم الأربعاء إنه "ليس هناك تسرع" لخفض سعر الفائدة للبنك المركزي الأمريكي.
وفي حديثه في اجتماع للنادي الاقتصادي في نيويورك، استشهد والر ببيانات التضخم الأخيرة، والتي "تخبرني أنه من الحكمة الإبقاء على الفائدة عند المستويات الحالية ربما لفترة أطول مما كان يعتقد سابقا للمساعدة في إبقاء التضخم على مسار مستدام نحو 2 في المائة".
وبشكل منفصل، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، الأسبوع الماضي، إنه يتوقع الآن خفضًا واحدًا فقط لسعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية هذا العام، بانخفاض عن التخفيضين اللذين توقعهما سابقًا.
وعلقى بليتز على هذه التصريحات قائلاً: "أعتقد أن بوستيك صوت مهم، ولكن أعتقد أن والر أكثر أهمية بكثير. حيث أعتقد أن والر يُنظر إليه نوعًا ما على أنه شخصية بديلة لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، لذلك عندما يقول شيئًا ما، يجب أن تتفاعل الأسواق معه".
وأضاف بليتز إن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون مستعدًا لخفض أسعار الفائدة إذا انهار أكبر اقتصاد في العالم بعد يونيو، لكنه حذر من أن رؤية مثل هذه الخطوة قد تصبح "صعبة للغاية" في النصف الثاني من العام، مستشهداً بالانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر.
وذكر كبير الاقتصاديين الأمريكيين في "تي إس لومبارد" أنه بالرغم من بيانات التضخم التي تجاوزت التوقعات خلال الشهرين الماضيين، فإن مسؤولي الفيدرالي لم يرغبوا في إثارة القلق في سوق الأسهم. حيث يرى أن القاعدة الأولى لجيروم باول تتمثل في السعي لعدم التسبب في ركود اقتصادي، ما يتطلب تجنب دفع الأسهم إلى السوق الهابط.