هل يقدم الفيدرالي خفضاً كبيراً للفائدة في سبتمبر؟

Investing.com - بدأت التوقعات بخفض كبير في أسعار الفائدة في سبتمبر تتلاشى مع تراجع التوقعات الاقتصادية الأخيرة التي أظهرت أن المخاوف من الركود كانت مجرد كلام فارغ، ولكن مع وجود سوق العمل الآن في مقعد قيادة السياسة النقدية، فإن تقرير الوظائف لشهر أغسطس لديه القدرة على إحياء الرهانات على خفض كبير في أسعار الفائدة في سبتمبر.

سوق العمل الآن في مقعد قيادة السياسة النقدية

"قال خبراء الاقتصاد لدى سيتي بنك بقيادة كبير الاقتصاديين أندرو هولينهورست في مذكرة صدرت مؤخرًا إنه: "ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيقدم خفضًا بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر سيتوقف على تقرير الوظائف لشهر أغسطس، الذي سيصدر في أوائل سبتمبر.

وتأتي الأهمية الإضافية لسوق العمل في الوقت الذي تشير فيه أحدث قراءة للتضخم إلى أن خفض أسعار الفائدة في سبتمبر "أمر مؤكد"، حسب تصريحات سيتي بنك، مما يرجح أن يحول التضخم إلى مرآة الرؤية الخلفية للاحتياطي الفيدرالي ويحول تركيز البنك المركزي إلى سوق العمل.

وأضاف الاقتصاديون: "أن الشهر الثالث على التوالي من التضخم السنوي الأساسي لمؤشر أسعار المستهلكين الأساسي دون 2٪ على أساس سنوي يجعل خفض سعر الفائدة في سبتمبر أمرًا شبه مؤكد، وينبغي أن يجعل مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يركزون على التوظيف والنمو".

وقد يقر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إذا ظل معدل البطالة عند 4.3% أو تحرك إلى أعلى، وفقًا لتقديرات سيتي بنك، وقد يكون ذلك ممكنًا إذا انخفض معدل البطالة بنسبة 0.1% فقط.

كذلك، فإن دعوة سيتي بنك إلى خفض أكبر في حال حدوث مزيد من التدهور في سوق العمل لها ما يبررها. فقد أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مرارًا وتكرارًا إلى زيادة التركيز على سوق العمل وقال إن البنك المركزي سيتصرف إذا كان هناك ضعف غير متوقع.

وقال باول في المؤتمر الصحفي للجنة الفيدرالي للسوق المفتوحة الذي عُقد في 31 يوليو و1 أغسطس إنه: "إذا حدث ضعف غير متوقع في سوق العمل أو إذا انخفض التضخم بسرعة أكبر من المتوقع، فنحن مستعدون للرد". واعترف رئيس الاحتياطي الفيدرالي بأن سوق العمل قد هدأت وعادت إلى مستويات ما قبل الوباء، لكنه قال إنها لا تزال "قوية"، ولكنها ليست محمومة.

هل كان الضعف في تقرير الوظائف لشهر يوليو "مؤقتًا"؟

ولكن هذه التصريحات صدرت قبل أن تُظهر بيانات الوظائف غير الزراعية لشهر يوليو ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% إلى 4.3%، مما أثار مخاوف من الركود وتسبب في إثارة الذعر لدى الكثيرين من الأسهم.

وقال سيتي إن "الإشارة الأكثر إثارة للقلق هي ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3% من مستوى منخفض بلغ 3.4%"، على الرغم من أن بيانات طلبات إعانة البطالة الأخيرة، التي انخفضت على مدار الأسبوعين الماضيين، تثير التوقعات بأن تقرير الوظائف الضعيفة في يوليو ربما كان "عابرًا".

وقد رفعت البيانات المطمئنة من احتمالات قيام الاحتياطي الفيدرالي بتخفيف الفائدة بنحو 75% فقط بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر بدلاً من 50 نقطة أساس، حيث بلغت احتمالات هذا الأخير الآن 25% فقط مقارنة بـ 51% في الأسبوع السابق.

باول سيبقي الأوراق متقاربة في جاكسون هول

وأضاف الاقتصاديون أنه مع بقاء أسابيع حتى صدور تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس المقرر صدوره في 6 سبتمبر، فإن تعليقات باول في جاكسون هول الأسبوع المقبل "قد تكون مهمة أيضًا في تقييم المسار المحتمل للاحتياطي الفيدرالي".

ولكن من المتوقع أن يبقي رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أوراق سياسته النقدية قريبة من صدره حيث أن البيانات التي ستؤثر على السياسة بما في ذلك تقرير الوظائف لشهر أغسطس ستظل في الأفق.

وأضافوا أنه: "نظرًا لأن إجراء السياسة في سبتمبر يعتمد على البيانات التي لم تصدر بعد، فمن غير المرجح أن يقدم باول توجيهات واضحة نحو خفض بمقدار 25 نقطة أساس أو 50 نقطة أساس",

ولكن هناك خطر أن يلمح رئيس مجلس الإدارة باول إلى تخفيف السياسة إذا أشار إلى الحاجة إلى "سرعة أكبر لتحقيق وضع محايد"، حسبما قال سيتي بنك.