نصح صندوق النقد الدولي البنوك المركزية الآسيوية بإعطاء الأولوية لمعدلات التضخم المحلية وعدم مواءمة قراراتها المتعلقة بالسياسة النقدية مع الإجراءات المتوقعة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وتأتي هذه التوجيهات في الوقت الذي تراجعت فيه التوقعات بخفض أسعار الفائدة على المدى القريب من قبل البنك المركزي الأمريكي، مما أدى إلى ارتفاع الدولار وما تلاه من انخفاض في قيمة بعض العملات الآسيوية، بما في ذلك الين الياباني والوون الكوري الجنوبي.
وأكد كريشنا سرينيفاسان، مدير إدارة آسيا والمحيط الهادئ في صندوق النقد الدولي، على التأثير الكبير لأسعار الفائدة الأمريكية على الأوضاع المالية وأسعار الصرف الآسيوية خلال إحاطة إعلامية حول التوقعات الاقتصادية في المنطقة. وسلط الضوء على أن التقلبات في التوقعات المتعلقة بتيسير الاحتياطي الفيدرالي كانت مدفوعة بعوامل لا تتماشى مع احتياجات استقرار الأسعار في آسيا. وصرح سرينيفاسان قائلاً: "نوصي البنوك المركزية الآسيوية بالتركيز على التضخم المحلي، وتجنب جعل قراراتها المتعلقة بالسياسة معتمدة بشكل مفرط على التحركات المتوقعة من قبل الاحتياطي الفيدرالي"، مضيفاً أن المتابعة الدقيقة للاحتياطي الفيدرالي قد تعرض استقرار الأسعار في البلدان الآسيوية للخطر.
وتعكس هذه المشورة التحديات التي تواجهها البنوك المركزية الآسيوية حيث أن تقلبات سوق العملات، التي تتأثر بموقف الاحتياطي الفيدرالي، تعقد خياراتها السياسية. وقد أشار محافظ بنك كوريا ري تشانغ يونغ يوم الأربعاء إلى أن انخفاض احتمالية خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة قد خلق صعوبات بالنسبة للون الكوري الجنوبي، وجعل من الصعب على البنك أن يقرر متى يبدأ في خفض تكاليف الاقتراض.
وفي حديثه يوم الخميس، أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز إلى أن الاقتصاد الأمريكي القوي لا يستلزم خفضًا فوريًا لسعر الفائدة، مما يشير إلى أن قوة الدولار قد تستمر.
وأشار سرينيفاسان، الذي كان يتحدث في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، إلى أن العديد من الدول الآسيوية شهدت انخفاضًا في قيمة عملاتها مقابل الدولار، وهو انعكاس لفوارق أسعار الفائدة مع الولايات المتحدة. وأشار إلى أن الانخفاضات الكبيرة التي شهدها الين ترجع أيضًا إلى التباين بين أسعار الفائدة الأمريكية واليابانية، ونصح البنوك المركزية بالتركيز على الأساسيات مثل التضخم المحلي في أوقات التقلبات.
ويتوقع تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الصادر عن صندوق النقد الدولي في وقت سابق من هذا الأسبوع أن ينمو الاقتصاد الآسيوي بنسبة 4.5% هذا العام، بانخفاض عن العام الماضي بنسبة 5.0% ولكن بمراجعة تصاعدية عن توقعات أكتوبر. توقعات النمو لعام 2025 هي 4.3%. وشدد سرينيفاسان على أهمية الأداء الاقتصادي للصين بالنسبة لآسيا، مشيرًا إلى أن حدوث تباطؤ طويل الأمد في ثاني أكبر اقتصاد في العالم يشكل خطرًا كبيرًا على النمو الإقليمي. وحذّر من أنه في حين أن زيادة الإنفاق الحكومي قد يساعد الاقتصاد الصيني، إلا أن السياسات التي تعزز قدرة العرض قد تؤدي إلى ضغوط انكماشية واحتكاكات محتملة.
وأشار سرينيفاسان أيضًا إلى أن التبني السريع للقيود التجارية يشكل خطرًا آخر على آسيا، وهي المنطقة التي استفادت كثيرًا من التكامل التجاري. وأعرب عن قلقه من الآثار المحتملة للتجزئة الجغرافية الاقتصادية.
ساهمت رويترز في هذا المقال.هذا المقال تمت كتابته وترجمته بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتم مراجعتها بواسطة محرر. للمزيد من المعلومات انظر إلى الشروط والأحكام.