يعود لنا الاقتصاد الأمريكي عقب عطلة نهاية أسبوع طويلة قضاها الاقتصاد الأمريكي بسبب عطلة عيد الميلاد المجيد، حيث عطّلت الأسواق المالية أعمالها يوم أمس الاثنين، علماً بأن هذه الفترة من السنة تتسم عموماً بضعف مستويات التداول والتعاملات المالية بسبب انصراف المستثمرين عن الأسواق المالية للاستمتاع بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، فكل عام وأنتم بخير!!
وبهذا فقد شهدت تعاملات المستثمرين اليوم انحصاراً ضمن مستويات ضيقة، لتشهد مؤشرات الأسهم الأمريكية قبيل افتتاح جلسة اليوم وفي تعاملاتها الآجلة تغيراً بسيطاً لا يذكر، علماً بأن الأسواق تترقب اليوم بيانات أمريكية تتعلق بأداء قطاع المنازل الأمريكي وبيانات تتعلق بمستويات الثقة في الولايات المتحدة، لنشهد استقرار مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تعاملاته الآجلة عند مستويات 1259.50 نقطة، في حين استقر مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة عند مستويات 12218 نقطة، أما مؤشر النازداك 100 فقد استقر في تعاملاته الآجلة عند مستويات 2282.25 نقطة.
تلك البيانات الخاصة بقطاع المنازل الأمريكي ستصدر اليوم في تمام الساعة 14:00 بتوقيت غرينيتش وستتمثل في مؤشر ستاندرد آند بورز لأسعار المنازل، حيث من المتوقع أن نشهد انخفاض أسعار المناول في الولايات المتحدة خلال تشرين الأول/أكتوبر، وذلك بسبب الضعف العام الذي يشهده القطاع، في حين أجمعت بيانات شهر تشرين الثاني/نوفمبر والصادرة عن القطاع تحسن أدائه بشكل عام، إلا أن ذلك لم يمنع البنك الفدرالي الأمريكي من التأكيد على أن أداء قطاع المنازل لا يزال يقبع ضمن مستويات "مخيبة للآمال".
حريّ بنا إذن أن نؤكد على أن قطاع المنازل الأمريكي لا زال يبحث عن استقراره المفقود، وسط ضعف الأوضاع الاقتصادية، واستمرار العقبات في طريق تعافي القطاع، والمتمثلة في ارتفاع معدلات البطالة، تشديد شروط الائتمان، هذا إلى جانب ارتفاع قيم حبس الرهونات العقارية، في حين من المتوقع أن يشهد القطاع انكاسة مطلع العام المقبل، وبالتحديد في الربع الأول بسبب توقعات العوامل الجوية السيئة والتي ستعمل على الحد من مستويات الإنفاق في الولايات المتحدة الأمريكية خلال تلك الفترة.
هذا وسيصدر عن الاقتصاد الأمريكي اليوم أيضاً بيانات تتعلق بمستويات الثقة، حيث تشير التوقعات إلى أن مستويات ثقة المستهلكين ارتفعت خلال كانون الأول/ديسمبر، بسبب التحسن الذي شهدته أوضاع قطاع العمل خلال تلك الفترة، في حين تشكل مستويات الثقة لاعباً أساسياً في الأسواق المالية، الأمر الذي يدفعنا إلى توقع ارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكية عند افتتاح جلسة اليوم، إلا أن ذلك التوقع سيكون رهن حالة التشاؤم التي تملأ الأسواق المالية اليوم، بسبب ظهور تقارير تؤكد على أن موسم الأعياد والعطلات في الولايات المتحدة لم يكن بالقوة الكافية لدعم الاقتصاد الأمريكي.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن الأعين تتجه نحو إيطاليا، وبالأخص في اليومين المقبلين، حيث تترقب الأسواق المالية مزادات لبيع السندات الإيطالية، في حين سيتعرض اليورو لضغوطات كبيرة على مدار اليومين المقبلين إذا ما فشلت تلك المزادات في الارتقاء إلى مستويات التوقعات، علماً بأن اليورو أضحى مؤشراً لثقة المستثمرين في الوقت الراهن، لذلك فإن تعرض اليورو لضغوطات على مدار الأيام المقبلة سيشكل ضغطاً على الأسواق المالية بوجه عام.
وفي النهاية عزيزي القارئ، فإن تداولات هذا الأسبوع تتمير بشكل عام بضعف مستويات التداول كما أسلفنا، لذلك فمن المتوقع أن تشهد الأسواق المالية في الأسبوع الحالي انحصار أسعار الأدوات المالية بشكل عام ضمن مستويات ضيقة جداً، علماً بأن الاقتصاد الأمريكي سيغيب عنّا يوم الاثنين المقبل بسبب عطلة رأس السنة الميلادية، فكل عام وأنتم بخير مرة أخرى!!