فيينا، 18 أكتوبر/تشرين أول (إفي): يجتمع ممثلو كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا في فيينا اعتبارا من يوم غد الاثنين مع إيران للتفاوض حول إنتاج اليورانيوم المخصب لطهران في الخارج، في محاولة لإعادة الثقة المتبادلة للمباحثات حول الملف النووي الإيراني.
وسيبحث ممثلو الدول الثلاثة مع خبراء إيرانيين إمكانية إرسال 1.2 طن من اليورانيوم قليل التخصيب إلى روسيا ليتم تخصيبه حتى نسبة 20% من النقاء.
وينظم الاجتماع برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أعقاب استئناف الحوار بين طهران ومجموعة 5+1 مطلع الشهر الجاري في جنيف، بعد توقف المفاوضات 15 شهرا.
الخطة- بحسب الغرب- التي تم اقتراحها خلال اجتماع جنيف، تتضمن إرسال اليورانيوم أولا إلى فرنسا، حيث يتم تحويله إلى وقود نووي، ثم يعود إلى إيران لاستخدامه في مفاعل علمي بطهران.
ويعمل هذا المفاعل حتى الآن بوقود نووي من تصنيع أرجنتيني حصلت عليه إيران عام 1993 وعلى وشك انتهاء العمل به.
وينظر إلى الاجتماع، الذي يستمر ليومين أو ثلاثة لأمور فنية، على أنه حاسم فيما يتعلق بالمفاوضات الدولية حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.
وفي حال التوصل إلى اتفاق سيكون أمام المجتمع الدولي وقت مناسب للتفاوض حول استغناء إيران عن نحو 80% من اليورانيوم، والذي وصل حتى الآن إلى 1500 كجم، وفق تقديرات مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مفاعل ناطانز (وسط).
ويقول خبراء إيرانيون إن طهران قد تطالب بالحفاظ على 1000 كجم من اليورانيوم القليل التخصيب من اصل 1500 كجم.
بالرغم من ذلك، تنفي الجمهورية الإسلامية أن يكون قد تم الاتفاق على هذه الاستراتيجية خلال اجتماعها في جنيف مع دول 5+1 التي تضم كلا من (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) إضافة إلى ألمانيا.
ومازالت تحوم شكوك حول ماهية ممثلي الدول المشاركة في اجتماع الغد، حيث صرحت مصادر دبلوماسية في فيينا الأسبوع الماضي أن الوفد الإيراني سيمثله رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي، ولكن يبدو أنه استبعد.
من جانبها، لم تعلن الولايات المتحدة عن ممثليها في اجتماع فيينا، وفق تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كرولي.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد قال الأسبوع الماضي إن اجتماع فيينا "دليل على تعاون مثمر"، محذرا من تبعات فشله.
وبدت الدول الغربية عازمة على فرض عقوبات جديدة، تتضمن عقوبات على صناعات الطاقة الإيرانية أيضا، في حال عدم إحراز تقدم في المفاوضات.
وتبدأ الاجتماعات الساعة 13:00 ت.ج في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على أن تستمر ليومين أو ثلاثة.
إلى ذلك، من المقرر أن تبدأ لجنة تفتيش عملها في المنشأة النووية التي أعلن عنها مؤخرا بالقرب من مدينة قم، جنوب غرب طهران.
من جانبه، اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن فرض المزيد من العقوبات على إيران بسبب سياستها النووية سيزيد من تفاقم الأوضاع مع الغرب وأن الحوار يعد هو الحل الأمثل لمعالجة تلك الأزمة.
وفي مقابلة مع صحيفة (دي بريسه) النمساوية اليوم، أكد مدير الوكالة الذرية أن قضية طهران تم التعامل معها بشكل سئ وأن النزاع جاء قبل أي شئ بسبب العلاقات المتردية بين طهران وواشنطن منذ عام 1953 ، عندما أبعدت الحكومة الشرعية الإيرانية من السلطة بمساعدة من الولايات المتحدة.
وقال الدبلوماسي المصري، الذي سيرحل عن منصبه في الوكالة الشهر المقبل: "لا أعتقد أننا سنستيقظ غدا ونرى أن إيران تملك سلاحا نوويا".
كما أبرز أن اجتماع فيينا بين طهران والغرب، يتعلق في المقام الأول بمسائل فنية، لكنه سيتناول كذلك الأمور "ذات الطابع السياسي".
من ناحية أخرى، استبعد البرادعي قصفا نظريا للمنشآت النووية الإيرانية من جانب إسرائيل كحل لمعالجة الأزمة، حيث اعتبر أن تلك الخطوة ستحول الشرق الأوسط إلى كتلة عملاقة من النيران.(إفي)