بقلم بيتر نيرس
Investing.com – ارتفع الدولار وتراجع الجنيه الإسترليني خلال الجلسة الأوروبية لليوم الاثنين، حيث تحركت بريطانيا نحو إغلاق شبه كامل لمعظم أنحاء البلاد، بعد أخبار عن اكتشاف نوع جديد من فايروس كورونا، وصف من قبل وزير بريطاني بأنه "خارج عن السيطرة".
فعند الساعة 4:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (9:30 صباحاً بتوقيت جرينتش)، سقط الباوند بنسبة 2.0٪ أمام الدولار ليتداول الزوج عند 1.3251، ويتخلى عن كامل المكاسب التي حققها منذ بداية الشهر. كما تراجعت العملة البريطانية أمام نظيرتها الأوروبية بنسبة 1.5٪ لتتداول عند 1.0859.
وتعرضت معنويات الأسواق لهزة كبرى بسبب الأخبار القادمة من بريطانيا عن سلالة جديدة من الفايروس. ويُقال إن السلالة الجديدة أكثر قابلية للانتقال بنسبة 70٪ من السلالة الأصلية للفايروس، مما أثار أيضاً المخاوف من أن يكون انتشارها أوسع. ووصف وزير الصحة البريطاني مات هانكوك السلالة بأنها "خارجة عن السيطرة"، وتسببت هذه الأخبار بفرض البلاد للمزيد من القيود.
وبعد هذه الأخبار، أغلقت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وأيرلندا وبلجيكا حدودها أمام المسافرين، وفي بعض الحالات حتى الشحن القادم من بريطانيا. كما حظرت دول أخرى من خارج القارة الأوروبية، مثل كندا والأرجنتين وتشيلي الرحلات الجوية القادمة منها. كما تناقلت وكالات الأنباء أن دولاً أخرى تدرس فرض حظر على الطيران القادم من البلاد.
ومن المقرر أن يرأس رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون اجتماع الاستجابة الطارئة في وقت لاحق من اليوم، لمناقشة السفر الدولي، مع كون الشحن من وإلى البلاد أحد أهم الأمور التي تُسبب القلق. هذا طبعاً بالإضافة إلى المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، التي تسابق عقارب الساعة.
وتعليقاً على هذه الأخبار، قال بول دونوفان، كبير الاقتصاديين في (يو بي إس ويلاث مانجمنت) في تقريره اليومي إن التأثير على الأعمال من هذه الاضطرابات الجديدة قد لا يكون كبيراً، نظرًا لأن تجار التجزئة يدخلون موسم عيد الميلاد المجيد بمستويات عالية من المخزون.
وكتب دونوفان قائلاً: "كدليل على الخوف من الفايروس، قد يكون هذا أكثر خطورة. الخوف من الفيروس هو الذي يسبب أكبر قدر من الضرر الاقتصادي، وهذا يشير إلى نهج حذر نسبياً من جانب أصحاب القرار في أوروبا". كما قال المحلل إن هذه التطورات قد تضيف مخاطر سلبية على النمو في الربع الأول من العام الجديد، في كل من المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
ولكن قوة الدولار لم تقتصر على الكيبل. فلقد تعافى مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بعد السقوط الكبير الذي شهده في الفترة الأخيرة وسط توقعات بأن الدولار الضعيف سيساعد النمو في الاقتصادات الناشئة العام المقبل. وجاء سبب الانعكاس في حركة الدولار بسبب توقعات بأن تقوم جانيت يلين، التي من المقرر أن تكون وزيرة الخزينة في عهد الرئيس المنتخب بايدن، بالدفاع عن السياسة التقليدية للولايات المتحدة المتمثلة في الدولار القوي، بعد أربع سنوات من المحاولات غير المكشوفة من قبل إدارة الرئيس ترامب لإضعاف الدولار.
وخلال جلسة اليوم، تراجع الدولار بأكثر من 2٪ مقابل الراند، الجنوب أفريقي وبنحو 1.8٪ مقابل البيزو، المكسيكي، بعد أن حقق كلاهما مكاسب مثيرة أمام العملة الأمريكية في الجلسات الأخيرة. كما قفز الدولار بنسبة 2٪ أمام الروبل، وأن كان ذلك جزئياً بسبب التراجع الكبير في أسعار النفط منذ افتتاح الأسواق ليلة الأمس، وأيضاً وسط تزايد المخاوف من أن الولايات المتحدة قد تخطط لرد جاد ضد موسكو بسبب ما وصفته مصادر استخباراتية بأنه هجوم قرصنة برعاية روسية على مؤسسات حكومية أمريكية.
أما اليورو، فلقد ارتفع بأكثر من 1.0٪ أمام الزلوتي البولندي بعد أن أكد البنك المركزي البولندي أنه كان يبيع الزلوتي في السوق كرد فعل على ما اعتبره البنك ارتفاعاً مبالغاً فيه منذ أواخر أكتوبر. وبعد هذه الأخبار، قفز زوج اليورو/زلوتي إلى أعلى مستوى له في سبعة أسابيع عند 4.5191.
ويتراجع الذهب عالميًا اليوم بدفع من قوة الدولار الأمريكي، وكذلك يتضرر نفط برنت من قيود الإغلاق وباعتباره سلعة فيتضرر أيضًا من قوة الدولار الأمريكي.