في مقال الأسبوع الماضي من هذه السلسلة الأسبوعية .. ذكرنا بالتفصيل كيف أن كبار البنوك وصناع السوق يستعدون بمراكز بيعية خلال تداولاتهم للمستقبل القريب .. وأن هذا ينذر بأن أسعار الذهب مهدّدة بالتراجع والهبوط .. وهذا ما حصل .. حيث شهدنا هبوط أسعار الذهب بأكثر من 80 دولار من قمّة الأسبوع وصولا إلى القاع
كما هو واضح من الصورة أعلاه .. فإن أحجام تداول العقود الآجلة للذهب تراجعت وتم التخلي عن 76 ألف لوت بشكل متسارع .. منها 48 ألف لوت شرائية تم إغلاقها .. و 28 ألف لوت بيعية تم إغلاقها .. وهذا يعطي تلميحا أيضا أن الكبار لازال لديهم اتجاه أكثر ميلا نحو الهبوط بشكل واضح
كما أن عقود خيارات الذهب كما هو واضح في الصورة أعلاه بالرغم من أنها في ظاهرها تبدو أن النسبة متعادلة بين الشراء والبيع .. إلا أنه إذا تعمّقت في التفاصيل ستجد أن هناك إشارات أكثر وضوحا أن البيع هو خيار الكبار للمستقبل القريب
إذاً .. الأمر لا يتعلق بوجهة نظري .. أو بوجهة نظر السيدات والسادة القراء .. بل يتعلق بأن ننظر إلى الأرقام بواقعية .. وأن تكون وجهة نظرنا باتجاه الأسعار انطلاقا من حقيقة الإحصائيات .. وليس بناء على حركة الأسعار التي نشهدها
لذلك يجب القول .. التحليل الأساسي مهم جدا لأسعار الذهب ، كما أن التحليل الفني أيضا مهم ، لكن إحصائيات وأرقام تداول كبار البنوك وصناع السوق من المهم الاطلاع على كل تفاصيلها .. وهي أسرار وتفاصيل كيف يتمركز الكبار في عمليات الشراء والبيع؟ وكيف يمكن قراءة هذه التفاصيل لمعرفة التأثيرات والحركة السعرية المتوقّعة لأسعار الذهب؟
والآن علينا أن نتساءل الأسئلة المنطقية التالية:
- هل تمركز الكبار خلال الأسبوع الماضي في البيع أم الشراء؟
- هل اشترى كبار البنوك وصناع السوق المزيد من الذهب في عقود الخيارات؟
- هل اشترى كبار البنوك وصناع السوق المزيد من الذهب في العقود الآجلة؟
- هل نسبة الذهب إلى الفضة في ارتفاع أم انخفاض؟
في الفيديو المرفق تجد كل الإحصائيات والأرقام لتداولات كبار البنوك وصناع السوق .. وبالمختصر المفيد .. ومقسّمة في شريط العرض بحسب العناوين الرئيسية
سوف نتابع معكم تقلبات الأسعار أولا بأول في المقالات القادمة، ولمزيد من التحديثات السريعة والمستمرة يمكنكم متابعة
حسابي على منصة X [تويتر]
@GhaithAbohlal
حيث يمكنكم التفاعل من خلال التعليقات في أي وقت
تذكير على هامش المقال:
. أسواق التداول تتقلب باتجاهاتها دائما، وتعتمد على الكثير من المعطيات والأخبار، بالإضافة إلى كبار البنوك وصناع السوق الذين يقومون غالبا بتوجيه السوق، حتى بخلاف الواقع والمنطق أحيانا.
. الآراء والأفكار أعلاه هي خلاصة التحليل، وهي ليست توصيات مباشرة، وإنما هي نصيحة للمتابعين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا أحد قادر على الربح بشكل مستمر من عمليات التداول حتى كبار المستثمرين.
. لذلك نسعى دائما للحد من الخسائر، وزيادة الأرباح بما يتوافق مع التحليل ووجهة النظر لطريقة تداول الأسعار، وذلك من خلال تطبيق العديد من طرق التحليل مجتمعة ومتقاطعة لمحاولة الوصول لأفضل النتائج.
. نحن علينا الاجتهاد، والله ولي التوفيق.