Investing.com - منذ أن تم استخدام الدولار كسلاح من قبل الولايات المتحدة، تعتزم دول عدة خلق مؤسسات جديدة تسعى لإنشاء نظام اقتصادي مالي دولي جديد للتحلل من هيمنة الدولار. ومن ضمن أدوات هذه الدول هي إنشاء عملة جديدة تحل محل الدولار في المعاملات الدولية، وهو ما تحاول دول تكتل "البريكس" فعله الآن.
وفي غضون ذلك، كشف ملياردير إماراتي شهير عن رغبته في إنشاء عملة خليجية موحدة تضخم دول الخليج، بجانب مصر والأردن.
اقرأ أيضًا: التخبط يضرب السوق السوداء للدولار من جديد.. مع اقتراب اجتماع المركزي المصري
ويأتي ذلك بعد سنوات من إساءة استخدام وضع الدولار الأمريكي كعملة احتياط، تواجه الولايات المتحدة الآن موجة متزايدة من عمليات إزالة الدولرة العالمية، حيث تتحد العديد من أكبر الدول اقتصاديًا وأكثرها اكتظاظًا بالسكان على هذا الكوكب لإطلاق بديل بالدولار الأمريكي لاستخدامه في التجارة العالمية.
وبسبب الحرب الإلكترونية، وحرب العملات، وحرب النفوذ في أماكن كثيرة في العالم، وزيادة التوترات والحروب بالإنابة، فإن إبقاء الأمور العسكرية والسياسة النقدية في يد دولة واحدة أصبح مرفوضاً من دول صارت أقطاباً بعد فترة بيات طويلة استثمرتها الولايات المتحدة بكل قوة. لقد برزت الآن دول ترفض تلك القطبية الأحادية خاصة الصين وروسيا، عدا عن دول ترى أنها جديرة بذلك مثل الهند والبرازيل.
أقصر طريقة للربح..كيف تبدأ تداول الفوركس؟
إذا كنت متداولًا مبتدأ، فهل سوق الفوركس هو فرصتك لتحقيق مكاسب هائلة. سوق عملاق بين حيتان كبرى وبنوك استثمارية عملاقة فأين موضع الصغار؟
اعرف أين يتجه مؤشر الدولار وتأثيره على العملات العالمية من خلال هذا الويبينار.. للتسجيل اضغط هنا
وقد تجمعت هذه الأقطاب في منظمة "البريكس"، وصارت توسع دورها، وتنوع في مؤسساتها أملاً في خلق نظام اقتصادي جديد مواز لنظام المؤسسات الدولية الحالية، وتتعامل بطرق جديدة تخرج الدولار من معاملاتها باعتباره وسيطاً ومقياساً لأسعار العملات، ووسيلة للدفع، وحتى وحدة لعمل المقاصة الدولية.
ومؤخرًا، تقدمت حوالي 12 دولة للعضوية في منظمة "البريكس". حيث سمى وزير خارجية جنوب أفريقيا، في تصريح له منذ أسابيع، سبع دول تقدمت بطلب العضوية، وهي المملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، والجزائر، والأرجنتين والمكسيك، ونيجيريا، وثمة أنباء أيضًا عن أن إيران قد تقدمت بطلب العضوية هي الأخرى.
كل هذه الترتيبات سيكون لها تأثير على الوطن العربي وتعاملاته خاصة، لأنه أكبر شريك تجاري للصين، ومن بعدها الهند. وسيكون لها تأثير مباشر على مستقبل النظام النقدي العالمي، والذي لا يمكن إصلاحه بدون تنازلات أميركية عن دور العملاق الأخضر "الدولار" وحجم التعامل به.
وأصبح تأثير البريكس موضوعًا شائعًا بين المحللين وسط اتجاه إزالة الدولرة المتزايد. حيث دعا كبير الاقتصاديين السابقين في بنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) جيم أونيل، كتلة البريكس إلى التوسع وتحدي هيمنة الدولار الأمريكي.
عملة خليجية موحدة؟
أكد الملياردير الإماراتي، خلف الحبتور، في لقاء مع CNBC عربية منذ قليل، أنه يدعم إنشاء عملة خليجية موحدة بالتعاون مع الأردن ومصر.
وتشير تصريحات الحبتور إلى أن هناك توجه قائم بالفعل لدى رجال أعمال خليجيين، بل ومسؤولين حكوميين، نحو استبدال الدولار في المعاملات الدولية، سواء بالتعامل بالعملات المحلية، أو حتى عن طريق استحداث عملة جديدة.
وتمّ تداول اسم السعودية للانضمام إلى المجموعة، خصوصاً بعدما تعالت خلافات الرياض وواشنطن مؤخرا بسبب عدم الاتفاق على أسعار وإنتاج النفط. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح في وقت سابق إن بلاده تدعم انضمام السعودية إلى مجموعة بريكس، مشيداً كثيراً بخطط السعودية لـ "تنويع اقتصادها"، وبـ "مكانتها الرائدة في الأسواق النفطية".
بيد أن أخبار رغبة السعودية في الانضمام إلى بريكس بدأت مع تصريحات رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا الذي صرح، بعد زيارته للسعودية نهاية العام الماضي، أن هذه الأخيرة أبدت استعدادها للانضمام إلى المنظمة. الخبر نقلته أولا وسائل إعلام من جنوب أفريقيا خلال ندوة صحفية للرئيس رامابوزا، الذي صرح كذلك أنه ليست السعودية وحدها من تريد الانضمام.
وفي الوقت نفسه، سيمكن انضمام السعودية والإمارات المحتمل إلى "بريكس" الكتلة من التوسع بشكل فعال في الشرق الأوسط، لا سيما أن الدولتين الخليجيتين لديهما صناديق ثروة سيادية كبيرة للاستثمار، وهو الأمر الذي من شأنه أيضًا أن يمنح أعضاء "بريكس" المزيد من المستثمرين الخارجيين الرئيسيين.
ومن وجهة نظر بكين، فإن إضافة اثنين من كبار منتجي النفط إلى الكتلة يمكن أن يساعد في تأمين وصول الصين إلى إمدادات الطاقة المستقبلية وزيادة أمن الطاقة العالمي أيضًا.
اقرأ أيضًا
أوروبا تدخل نفق الركود رسميًا رغم تفاؤل المفوضية.. وتوقعات بارتفاع اليورو
الفيدرالي يرسل إشارات هامة للأسواق.. ومسار الفائدة يزداد تعقيدًا