Arabictrader.com - شهد الدولار الأمريكي أداءا ضعيفا خلال تعاملات يوم الثلاثاء، حيث استمرت خسائره خلال الفترة الأسيوية المبكرة وكذلك أغلب الفترة الأوروبية، مع وجود العديد من العوامل التي وضعت ضغوطا هبوطية قوية على العملة الخضراء لليوم الثاني على التوالي، ولكنه انتعش بعد ذلك ومحا تلك الخسائر بعد صدور بيانات التجزئة الأمريكية، رغم أنها جاءت سلبية.
أبرز العوامل التي أثرت على تحركات الدولار اليوم
تترقب الأسواق العالمية بدء الجولة التالية من محادثات سقف الدين الأمريكي بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وثلاثة من مجلس النواب بقيادة رئيسه الجمهوري كيفين مكارثي، وذلك بتمام الساعة 07:00 مساءا بتوقيت جرينتش.
وكان مكارثي قد صرح مساء أمس بأن المحادثات بين الطرفين لا تزال بعيدة جدا عن التوصل لاتفاق بشأن قضية سقف الدين، رغم تأكيدات بايدن المبكرة على أن المحادثات السابقة بينهما كانت واعدة، وهو ما أثر سلبا على تحركات الدولار بالتعاملات المبكرة.
هذا كما حذرت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين صباح اليوم من أن فشل الكونجرس في رفع سقف الدين قد يتسبب في معاناة شديدة للأسر الأمريكية والاقتصاد، ويضر بمكانة الولايات المتحدة القيادية العالمية ، ويثير تساؤلات حول قدرتها على الدفاع عن مصالح أمنها القومي.
ومن ناحية أخرى، استمر الدولار الأمريكي بمواجهة وقت عصيب على صعيد الطلب منذ بداية الأسبوع وسط تصريحات أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتشائمة منذ يوم الخميس الماضي وحتى اليوم، تزامنا مع بعض البيانات الاقتصادية السلبية للغاية والتي أطاحت بأي دعم كان الدولار قد حظى به منذ الجلسة الماضية.
وأوضحت البيانات الصادرة أمس عن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي انكماشا حادا للغاية فاق التوقعات لمؤشر ولاية نيويورك التصنيعي، وهو ما يعكس انكماشا كبيرة لواحد من أكبر القطاعات التي تتميز بها الولاية، مما أثار مخاوف الركود بين المستثمرين وعرض الدولار لعمليات بيع واسعة النطاق.
هذا وقد صرح عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لولاية شيكاغو أوستين جولسبي بأنه سيتعين على لجنة السياسة النقدية مراقبة أكثر من مجموعات البيانات الرئيسية ومحاولة التكيف مع ظروف الائتمان عند اتخاذ قرارها لشهر يونيو المقبل، خاصة وأن الأزمة التي يواجهها القطاع المصرفي ليست ضئيلة ولا يمكن تركها خارج الحسابات.
كما صرح عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي بولاية أتلانتا، رافائيل بوستيك أمس الاثنين بأنه إذا كان سيصوت على قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المقبل بشهر يونيو، فإنه حتما سيصوت لصالح إبقاء سعر الفائدة دون تغيير، ولكنه، مع ذلك ، حذر من أنه يجب عليه الحفاظ على احتمال الاستمرار برفع سعر الفائدة.
ولكن رغم تلك العوامل السلبية، إلا أن الدولار قد محا خسائره واتجه لتسجيل بعض الأرباح بعدما أصدر مكتب الإحصاء الأمريكي بيانات مبيعات التجزئة – التي تعكس النشاط الاقتصادي بمتاجر التجزئة وحجم الطلب - لشهر أبريل الماضي منذ قليل بالتزامن مع بداية الجلسة الأمريكية.
ورغم أن البيانات جاءت سلبية، إلا أن مبيعات التجزئة قد سجلت نموا، وإن كان أقل من المتوقع، ولكنها مع ذلك لم تسجل انكماشا كالذي شهدته خلال مارس الماضي، كما تمت أيضا مراجعة بيانات مارس الماضي على نحو مرتفع، مما أدى إلى تقليص الدولار لخسائره، مع هدوء بعض مخاوف المستثمرين بشأن الركود المحتمل.
الدولار الآن
وعلى صعيد التداولات، استقر مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – عند 102.357 نقطة.
وبالنسبة لتداولاته أمام العملات الأخرى الرئيسية، فقد ارتفع اليورو مقابل الدولار بواقع 0.10% ليسجل 1.0885 دولارا، كما تراجع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار بنحو 0.13% إلى 1.2512 دولارا.
وفي نفس الوقت، ومقابل الملاذات الآمنة، استقر الدولار مقابل الين الياباني عند 136.06 ين، في حين تراجع الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.13% مسجلا 0.8945 فرنك.
أما عن أدائه مقابل العملات السلعية، فقد تراجع الدولار الاسترالي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 0.37% إلى 0.6675 دولار أمريكي، في حين استقر الدولار النيوزلندي مقابل الأمريكي عند 0.6240 دولار أمريكي، وتراجع الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي بنحو 0.24% إلى 1.3434 دولار كندي.