Investing.com - مع تصاعد وتيرة انهيار الليرة اللبنانية منذ الأزمة المالية في عام 2019، تزايد استخدام الدولار بين المؤسسات العامة والخاصة في لبنان مع تسعير الفواتير والخدمات بكل من العملة المحلية والدولار معاً.
ووفقًا لاستطلاع جديد أجراه موقع "العربية"، الذي شمل 150 شخصًا لبنانيًا أو مقيمًا من مختلف الأديان والطبقات الاجتماعية، أن حوالي 55% من المشمولين في الدراسة يقومون بتسديد مصاريفهم الشهرية بالدولار الأميركي، مما يشير إلى توجه لبنان نحو سيناريو "الدولرة".
اقرأ أيضًا: بورصة مصر تصمد في المستهل بعد خسائر فادحة.. وسهم فوديكو يتجاوز الجميع
وفي مارس 2023، أعلن وزير الاقتصاد اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، أمين سلام، بداية تطبيق "الدولرة" ( أي تسعير السلع والخدمات بالدولار بدلاً من العملة المحلية) في لبنان، وأرجع هذه الخطوة إلى سعيها لحماية المستهلك من جشع التجار وارتفاع الهوامش الربحية بصورة غير معقولة.
وتختلف تفسيرات مفهوم الدولرة بين اللبنانيين، حيث يعتبر 40% من المشاركين في الاستطلاع أن "الدولرة" تعني استخدام الدولار في تحديد الأسعار والرواتب في السوق المحلية، مما يؤثر على القوة الشرائية ومعدلات التضخم.
نسبة 42٪ من المشاركين يرون أن "الدولرة" تمثل استبدالاً للعملة المحلية في المعاملات الداخلية نتيجة فقدان الثقة بها. أما النسبة المتبقية من الأشخاص الذين شملهم الاستبيان، فإنهم يعتبرون أن مفهوم الدولرة يتعلق بالقرارات الحكومية التي تهدف إلى تبني الدولار كعملة رسمية أو غير رسمية لتحسين الاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية.
اقرأ أيضًا: بيانات أمريكية تحمل أخبارًا سيئة للأسواق.. الفائدة تتغير والفيدرالي يدفع الثمن
لماذا يتجه لبنان نحو الدولرة؟
يعود السبب في بداية استخدام الدولار كوسيلة للتسعير في لبنان إلى الأزمة الاقتصادية التي شهدتها البلاد منذ بداية الاحتجاجات في عام 2019، والتي أدت إلى فك ارتباط الليرة المحلية بالدولار في السوق السوداء ومن ثم في المصارف المحلية. وهذا أدى إلى تراجع قيمة الليرة مقابل الدولار بشكل كبير، مما زاد العبء على المواطنين الذين لا يزالون (خاصة في القطاع الخاص) يتقاضون رواتبهم بالعملة المحلية، وبسعر صرف لا يعكس القيمة الحقيقية في السوق.
وفيما يتعلق بوضع لبنان ككل، يعتقد 70٪ من المشاركين أن "لبنان مدولر بالكامل"، بينما يرى 28٪ منهم أن "لبنان مدولر قليلاً". ويرى 2٪ فقط أن "لبنان ليس مدولراً".
وبالنسبة للرواتب، صرح 54٪ من الأشخاص الذين شملهم الاستبيان بأنهم يتقاضون رواتبهم بالعملة المحلية، في حين يتقاضى 46٪ منهم رواتبهم بالدولار. ومن الجدير بالذكر أن 55٪ منهم يستخدمون الدولار لتغطية نفقاتهم اليومية، بينما يستخدم 43٪ الليرة اللبنانية لنفس الغرض. ويقوم حوالي 2٪ بتحمل تكاليفهم بعملة أخرى غير الليرة والدولار.
نسبة 91٪ من المشاركين أفادوا بأنهم استخدموا الدولار في معاملاتهم الشخصية في لبنان خلال هذا العام، حيث يستخدم 66٪ منهم الدولار بكثرة في معاملاتهم.
يتوقع 42٪ أن يتجه لبنان نحو استخدام "كامل" للعملة الأجنبية في البلاد خلال خمس سنوات، بينما لا يؤيد أكثر من 56٪ اعتماد الدولار الأميركي رسمياً كعملة أساسية في البلاد.
وأعرب صندوق النقد الدولي عدة مرات عن استعداده لمساعدة لبنان في برنامج التقشف التقليدي الذي يتضمن فرض تحويل الودائع بالدولار وتوحيد سعر العملة، إلى جانب إلغاء الدولرة عبر انتقال إلى نظام سعر صرف مرن من خلال إدارة التعويم أو التعويم الحر.
اقرأ أيضًا: مخاطر الحرب ترفع الذهب بقوة.. ويقفز بأكثر من 1% مع صعود الدولار