Investing.com - يثير استقرار الليرة التركية، الذي يعتبر غير اعتياديًا بسبب انخفاض قيمتها، اهتمام تجار الفائدة، وهم فئة من المستثمرين يقترضون أموالًا بأسعار فائدة منخفضة للاستثمار في مناطق تعد بتحقيق عوائد مرتفعة.
يأتي ذلك بالتزامن مع اتجاه العملة التركية صوب مستوى 29 ليرة للدولار الواحد خلال الأيام القليلة الماضية.
اقرأ أيضًا: الفيدرالي غير مقتنع بالانتصار في معركة التضخم.. ورفع الفائدة لا يزال ممكنًا
في غضون ثلاثة أشهر الماضية، كانت الليرة التركية تفقد قيمتها بمستويات قياسية تقريبًا، لكن تضاءلت هذه الخسائر خلال الأيام الماضية، حيث بلغ معدل انخفاضها قرابة 0.1%. ونتيجة لذلك، انخفض معدل التقلب المتوقع لمدة شهر واحد، الذي يعد مقياسًا لتقلبات الأسعار المتوقعة في العملة، إلى ما دون 10% هذا الشهر، وهو أقل مستوى تقريبًا منذ بداية عام 2023.
هذا التراجع في اضطراب العملة، عندما يتزامن مع ارتفاع في عوائد السندات التركية، يعتبر عرضا جاذبا للمتداولين في مجال الفائدة، وفقا لـ إمري أكجاكماك، كبير المستشارين في "إيست كابيتال" في دبي.
هذا يعني أن المستثمرين يمكنهم حاليا تحقيق مكاسب من السندات التركية ذات الأجل القصير أكثر مما يخسرون من تراجع قيمة العملة.
اقرأ أيضًا: عملة ماسك المفضلة تسيطر على عناوين الأخبار بعد صعود قوي يخالف اتجاه السوق
قيمة الليرة الحقيقية
وفي الوقت نفسه، يُلاحظ أن الانخفاضات الشهرية التراكمية في قيمة العملة أقل من معدل التضخم الشهري منذ أغسطس، مما يعكس ارتفاع قيمة الليرة بالفعل. في حين لم تعلن الحكومة بشكل واضح أن جذب الاستثمار الأجنبي من خلال تداول الفائدة جزء من خططها، إلا أن وزير المالية محمد شيمشك، الذي كان يعمل سابقًا في القطاع المصرفي، أشار في وقت سابق من نوفمبر إلى أهمية تعزيز القيمة الحقيقية للعملة في الاقتصاد.
وفقًا لتقديرات محللي بنك "باركليز (LON:BARC)"، من المتوقع أن يستمر تراجع قيمة الليرة بوتيرة تتسبب في "استقرار القيمة الفعلية للعملة"، وهو ما يُحسب من خلال مقارنة معدلات التضخم بين تركيا وشركائها التجاريين الرئيسيين. على الرغم من ذلك، يعتبر "باركليز" في الوقت الحالي أن تراجع الليرة قد يكون أكبر من العوائد التي يمكن أن يحققها المستثمرون، مما يجعل تجارة الفائدة غير جاذبة. وفي المقابل، يعتقد محللون في "غولدمان ساكس (NYSE:GS)" أن الليرة قد تشهد ارتفاعًا وتتجاوز عوائد المخاطر العالية في العام المقبل، بما يجعل أسعار الفائدة الحقيقية إيجابية.
مع تراجع حجم التداول في سوق العملات إلى مستويات تاريخية منخفضة، أصبحت البنوك الحكومية هي المصدر الأساسي للعملات الأجنبية في اقتصاد تركيا البالغ حجمه 900 مليار دولار، مما يمنحها القدرة الفعلية على تحديد الأسعار.
تراجعت العملة التركية بنسبة تقارب 35% منذ بداية عام 2023، وهو أكبر تراجع في الأسواق الناشئة بعد البيزو الأرجنتيني. انضمت "دويتشه بنك (ETR:DBKGn)" و"بي إن بي باريبا (EPA:BNPP)" إلى "جيه بي مورغان" خلال هذا الأسبوع في توقعات بتحسن سوق السندات التركية، التي شهدت خروج حوالي 70 مليار دولار خلال العقد الماضي.
اقرأ أيضًا: الذهب يقترب من مستوى هام.. والضغط يزداد على الدولار
وتسجل الليرة التركية الآن تراجعًا أمام الدولار الأمريكي بنسبة 0.6% إلى 28.7 ليرة للدولار الواحد.
فيما يرتفع اليورو أمام الليرة بنسبة 0.6% أيضًا إلى 31.2 ليرة لليورو الواحد.
يأتي ذلك بالتزامن مع ارتفاع غرام الذهب ليرة تركية بنسبة 1.45% إلى 1838 ليرة.