مدريد، 16 فبراير/شباط (إفي): يستقبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الملك خوان كارلوس غدا الأربعاء، في البيت الأبيض، في أول لقاء بين العاهل الإسباني وأوباما منذ تولي الأخير السلطة في يناير/كانون ثان 2009.
ويعقد العاهل الإسباني اجتماعه مع الرئيس الأمريكي، عقب مأدبة الغداء الخاصة التي تقام على شرفه، ويحضرها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الإسباني ميجل أنخل موراتينوس.
وتهدف زيارة الملك خوان كارلوس إلى تعزيز هذه المرحلة الخصبة من العلاقات الثنائية، ومن المتوقع أن تتناول أمورا تتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي، مثل الدفاع والأمن ومكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي، وبصفة خاصة في القطاع المصرفي والقطارات فائقة السرعة والطاقة المتجددة، وهي المجالات التي تمتلك إسبانيا خبرة كبيرة فيها بصورة لاقت اهتماما ملحوظا من جانب الولايات المتحدة.
جدير بالذكر أن إسبانيا تعد وفقا للبيانات الرسمية الشريك الاستثماري الخامس بالنسبة للولايات المتحدة، وحلت في المرتبة الثالثة وفقا لبيانات الربع الأخير من العام الماضي.
ومن المتوقع أيضا أن تتطرق مباحثات أوباما مع العاهل الإسباني لقضية الشرق الأوسط، بوصفها إحدى المحاور ذات الاهتمام المشترك لدى كلا البلدين.
يشار إلى أن العاهل الإسباني زار خلال العام الحالي لبنان، بينما زار ولي العهد الإسباني الأمير فيليب الإمارات، وهو ما يعكس اهتمام إسبانيا بتطوير العلاقات مع منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.
وكان من المقرر أن يقوم العاهل الإسباني بزيارة واشنطن في ديسمبر/كانون أول الماضي، ولكن تم إرجاء الزيارة في نهاية الأمر بعد أن اضطر أوباما للسفر في ذلك التاريخ إلى أوسلو لتسلم جائزة نوبل للسلام، وكوبنهاجن للمشاركة في قمة الأمم المتحدة حول التغير المناخي.
الجدير بالذكر أن الملك خوان كارلوس التقى منذ اعتلائه عرش إسبانيا في 1976 بجميع الرؤساء الذين توافدوا على حكم الولايات المتحدة.
وكان آخر لقاء للعاهل الإسباني مع رئيس أمريكي في نوفمبر/تشرين ثان عام 2004 عندما دعاه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش إلى ضيعته في كرافورد بولاية تكساس.
وترجع العلاقة الوطيدة والحميمة بين العاهل الإسباني والولايات المتحدة إلى أكثر من نصف قرن، عندما استقبله الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي عام 1962 ، أثناء فترة خطوبته بالملكة صوفيا. في الوقت نفسه كانت واشنطن أول وجهة للعاهل الإسباني وقرينته في مستهل نشاطهما السياسي الخارجي عام 1976 ، حيث التقيا بالرئيس الراحل جيرالد فورد.
كما التقى بالرئيس الراحل أيضا رونالد ريجان 1987 والرئيس الأسبق بيل كلينتون في أكثر من مناسبة منذ عام 1993 ، ومن المقرر أن تكون زيارة الغد بداية لقاءات أخرى بين ملكي إسبانيا والرئيس الأمريكي خلال مدة تواجده في السلطة.
وكانت آخر زيارة للعاهل الإسباني للولايات المتحدة، العام الماضي لحضور فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ450 لتأسيس مدينة بينساكولا بولاية فلوريدا.(إفي)