أوتاوا، 30 مارس/آذار (إفي): خيمت الخلافات بين الولايات المتحدة وكندا على خلفية قيام أوتاوا بالدعوة إلى اجتماع لدول القطب الشمالي دون حضور كافة دول المنطقة، على الأجواء التي سبقت الاجتماع الوزاري لدول مجموعة الثمانية (جي8) التي انطلقت مساء الاثنين في كندا.
رغم ذلك يبقى من المنتظر أن يشهد اجتماع جي8 ، الذي يركز على الملف النووي الإيراني والتعاون في مكافحة الإرهاب، تناغما أكبر بين واشنطن وأوتاوا.
وتوجهت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى أوتاوا صباح الاثنين للمشاركة في اجتماع دول القطب الشمالي الذي تنظمه كندا، قبل اجتماع وزراء جي8.
في ذلك اللقاء، أعربت كلينتون عن قلقها إزاء تداعيات التغير المناخي وأبرزت أن "ما يحدث في القطب الشمالي سيكون له تبعات خطيرة على الأرض ومناخها".
وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية "إن اختفاء القبب والأنهار والطبقات الجليدية سيؤثر على البشر وعلى الأنظمة البيئة في العالم كله".
وتمثلت مشكلة هذا الاجتماع في الغيابات. فوزير الخارجية الكندي لورانس كانون كان قد دعى نظرائه في دول وروسيا والدنمارك والنرويج، إلى جانب الولايات المتحدة لحضور الاجتماع.
بيد أن دولا أخرى لها مصالح في القطب الشمالي مثل السويد وفنلندا وأيسلندا، إلى جانب ممثلين عن سكان إنويت الأصليين، استبعدوا من الاجتماع وهو ما دفعهم إلى الاحتجاج.
وتسببت هذه الغيابات في قيام كلينتون بانتقاد كندا، وهو ما ترجمته الوزيرة بغيابها عن المؤتمر الصحفي مع كانون الذي أعقب اجتماع الدول الخمس.
وترى كبيرة الدبلوماسية الأمريكية أن لقاءات مثل الذي احتضنته أوتاوا "يجب أن تتضمن أولئك الذين لديهم مصالح مشروعة في المنطقة".
وأضافت أن القطب الشمالي يجب أن يساعد على العمل بصورة مشتركة، وليس على خلق الانقسامات.
بدوره، نفى وزير الخارجية الكندي تسبب الغيابات في مشكلة، لأن الاجتماع كان مخططا للدول الخمس التي تتمتع بمناطق ساحلية بالقطب الشمالي، وذكر أن الدول التي غابت عن اجتماع أوتاوا أعضاء بالمجلس القطبي الشمالي الذي يجتمع كل عامين.
وأبرز أن المنطقة تملك قدرا هائلا من احتياطي المواد الخام (يقدر أن خمس الاحتياطي العالمي من النفط يوجد في القطب الشمالي) سيكون من السهل استغلالها شيئا فشيئا مع ارتفاع درجة حراة الأرض، لذا سيكون على الدول الساحلية التعاون بشكل أوثق.
كما انتهز الوزير الكندي المؤتمر الصحفي لشن هجوم على الاتحاد الأوروبي وجماعات الدفاع عن حقوق الحيوانات، التي تعارض عمليات الصيد التجاري للفقمات والدببة القطبية التي تتم في كندا.
وسيعود كانون وكلينتون للاجتماع مجددا مساء الاثنين بالتوقيت المحلي في عشاء عمل مع بقية دول جي8 (ألمانيا وفرنسا وروسيا وبريطانيا وإيطاليا واليابان)، في لقاء يدور حول تشديد الضغوط على إيران كي تتوقف عن أنشطتها لتخصيب اليورانيوم.
ويبدو أن هناك تناغما أكبر بين أوتاوا وواشنطن في هذا الصدد. فقد أكدت كندا منذ اللحظة الأولى أن على جي8 تشديد العقوبات الاقتصادية على نظام طهران، إزاء الخطر الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني.
وقال كانون في تصريحات يوم الجمعة الماضي "لم يعد يتبقى أمامنا خيار آخر سوى البحث عن عقوبات جديدة على إيران".
ويحتاج التصديق على العقوبات، الأمر الذي قد يتم خلال الساعات المقبلة، إلى موافقة روسيا والصين، البلدان القريبان من إيران واللذان يتمعتان بحق "الفيتو" في مجلس الأمن.
وألمحت روسيا إلى أنها قد توافق على حزمة جديدة من العقوبات، أكثر شدة، على إيران.
كانت الولايات المتحدة قد أشارت إلى أن على الوزراء استغلال فرصة الاجتماع لمناقشة تعزيز التنسيق والتعاون لمكافحة الإرهاب على المستوى الدولي.
ومن المقرر أن تختتم الاجتماعات منتصف الثلاثاء، بعد أن يتطرق الوزراء في مناقشاتهم اليوم إلى قضايا أخرى، من بينها عدم انتشار الأسلحة النووية واليمن وأفغانستان. (إفي)