Investing.com – إرتفع الدولار الأمريكي بشكل أكثر وضوحاً أمام أغلب العملات الرئيسية في تداولات الفترة الأمريكية لليوم الثلاثاء، بعد ان تحسنت معنويات المستثمرين بإنتهاء أول مناظرة بين المرشحين للرئاسة الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون، بينما ما زال اجتماع الإحتياطي الفيدرالي وتوقعات الفائدة من أهم العوامل التي تؤثر على تداولات الدولار في الفترة الحالية.
وهدأت مخاوف المستثمرين بعد إنتهاء المناظرة الرئاسية الأولى التي جرت في ساعة متأخرة من ليلة الأمس، بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، والتي جرت في جامعة هوفسترا في ولاية نيويورك مساء يوم الاثنين بالتوقيت المحلي. وأدار المناظرة التي إستمرت لمدة 90 دقيقة (ليستر هولت) من قناة إن بي سي الإخبارية. وكانت هذه المناظرة الأولى من بين ثلاثة مناظرات متلفزة ستجمع بين المرشحين.
وأظهرت إستبيانات الرأي المبكرة ان هيلاري كلينتون قد قدمت أدائاً أفضل من دونالد ترامب وهو ما أراح أعصاب المستثمرين الذين يفضلونها على خصمها. من جهة أخرى قللت شركات المراهنة على الانترنت من المكاسب التي سيجنيها المراهنون في حال فوز كلينتون في أعقاب هذه المناظرة، وهو ما يشير إلى قناعة عامة بإنها الأقرب للفوز، وتركها كالمرشح المتوقع للمراهنين.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تقاربا في السباق، مع تضيق الفارق الذي كان مريحاً لكلينتون في السابق. ففي أحدث استطلاع للرأي أجرته (ان بي سي) و(وول ستريت جورنال) قبل هذه المناظرة، أظهرت الأرقام تقدم كلينتون بفارق 6 نقاط، بواقع 43٪ مقابل 37٪. وستجري المناظرتين المتبقيتين أيام الأحد 9 تشرين الأول/أكتوبر القادم والأربعاء 19 من الشهر ذاته.
وتتوقع الأسواق فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بالرئاسة ولم تأخذ الآثار المترتبة على انتصار دونالد ترامب في حال حدوثه. وترى الأسواق أن فكرة وجود ترامب في البيت الأبيض هي فكرة مثيرة للقلق بالنسبة لبعض المستثمرين الذين يرفضونها في الوقت ويقولون أن أفكاره وأسلوبه لا يمكن التنبؤ بها.
اما على جبهة البيانات، فلقد أظهرت الأرقام الرسمية التي صدرت يوم أمس الإثنين أن مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة قد تراجعت بأقل من المتوقع في آب/اغسطس، وذلك بعد شهر واحد فقط من وصولها لأعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. ففي التقرير الرسمي الذي صدر في وقت سابق اليوم، قالت وزارة التجارة الأمريكية أن مبيعات المنازل الجديدة في الولايات المتحدة قد تراجعت بنسبة معدلة موسمياً قدرها 7.6٪ خلال شهر آب/اغسطس، إلى ما مجموعه 609 ألف وحدة سكنية. كما تم تنقيح رقم شهر تموز/يوليو ليصبح 659 ألف وحدة، من القراءة الأولية والبالغة 654 ألف وحدة.وكان المحللون يتوقعون تراجعاً بنسبة 8.8٪ من القراءة الاولية لشهر تموز/يوليو، إلى ما مجموعه 600 ألف وحدة.
وتعتبر مبيعات المنازل احدى أهم الأدوات لقياس مدى صحة قطاع الإسكان وهو من القطاعات القيادية الذي ترتبط قوته بقوة الإقتصاد ككل بشكل وثيق.
وبقي الدولار متأثراً بقرار بنك الإحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على السياسة النقدية على حالها. وكان بنك الإحتياطي الفيدرالي قد قرر في ختام اجتماع إستمر يومين وإنتهى مساء الأربعاء، ترك أسعار الفائدة دون تغيير. بالإضافة إلى ذلك، خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي توقعاته لرفع سعر الفائدة لهذا العام من إثنتين إلى مرة واحدة فقط، وتوقع رفعاً أقل هدوئاً خلال العامين المقبلين 2017 و2018. ومع ذلك، أشار البنك المركزي الأكبر في العالم إلى أنه يمكن أن يقرر تشديد السياسة النقدية قبل نهاية العام إذا استمر سوق العمل في التحسن. وتتسبب توقعات رفع الفائدة في تقديم الدعم للدولار من خلال جعل العملة الأمريكية أكثر جاذبية للمستثمرين الحائزين على العائد.
وكان مؤشر الدولار قد تراجع بنسبة 0.75٪ الأسبوع الماضي، إلا أن الأسواق ما تزال مقتنعة أن هنالك رفع قريب لأسعار الفائدة مما سيقدم الدعم للدولار على الأغلب.
كما سيولي المستثمرون إيلاء اهتماماً كبيراً لأي تعليقات بخصوص الفائدة سيدلي بها نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي ستانلي فيشر بحثاً عن أي تلميحات حول التوقيت المتوقع لرفع أسعار الفائدة القادم. ومن المقرر أن يبدأ فيشر الحديث في وقت لاحق اليوم، وتحديداً عند الساعة 11:15 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي، 3:15 بتوقيت غرينيتش، في المنتدى الاقتصادي في جامعة هوارد في واشنطن.
وخلال ساعات الظهيرة بالتوقيت الأوروبي، سجل مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، قراءة قدرها 95.41، ليرتفع بنسبة 0.22٪.
وإرتفعت العملة الأمريكية أمام نظيرتها الأوروبية، مع تراجع اليورو/دولار بواقع 0.44٪ ليتداول عند 1.1203.
كما إرتفعت العملة الامريكية أمام نظيرتها اليابانية مع إرتفاع الدولار/ين بنسبة 0.07٪ ليتداول عند 100.38. وإرتفع الين في الجلسات الأخيرة بعد ان قال محافظ بنك اليابان (هاروهيكو كورودا) أن البنك سيبقى على إستعداد تام لاستخدام كل وسيلة متاحة لتحقيق هدف التضخم البالغ 2٪، بما في ذلك إتخاذ تدابير تحفيزية إضافية. وكان بنك اليابان قد قام بتحول غير متوقع الأسبوع الماضي وأعلن عن تخليه عن هدفه برفع القاعدة النقدية، وبدلا من ذلك اعتمدت ما يسمى بـ "التحكم بمنحنى العائد" وهي السياسة الجديدة التي سيشتري بموجبها البنك سندات حكومية طويلة الأجل للحفاظ على عائدات سندات الـ10 سنوات عند المستويات الحالية حول 0٪. كما أعلن البنك المركزي أيضا انه سيواصل شراء سندات حكومية طويلة الأجل بوتيرة تضمن أن ترتفع ممتلكات البنك من هذه السندات بواقع 80 تريليون ين سنوياً. بالإضافة إلى ذلك، أعلن بنك اليابان أنه قد ترك أسعار الفائدة دون تغيير عند مستوى -0.1٪ كما كان متوقعاً.
وفي الوقت نفسه تراجع الدولار/كندي بنسبة 0.25٪ ليتداول عند 1.3257 ليبقى على مقربة من أعلى مستوياته في 6 أشهر والذي كان قد سجله خلال التداولات الآسيوية عند 1.3276. أما الرابح الأكبر امام الدولار فلقد كان البيزو المكسيكي، حيث سقط زوج الدولار/بيزو بنسبة 1.63٪ ليتداول عند 19.55.
وتتمتع كل من كندا والمكسيك بعلاقات تجارية قوية للغاية مع الولايات المتحدة.
وبقي الجنيه الإسترليني على مقربة من أدني مستوياته في 6 أسابيع، والذي كان قد سجله عند 1.2912 يوم الجمعة، على الرغم من إرتفاع الباوند/دولار بنسبة 0.06٪ ليسجل 1.2984. وكان وزير خارجية المملكة المتحدة بوريس جونسون قد قال انه يتوقع ان تبدأ بلاده مفاوضات (بريكزيت) الرسمية مطلع العام المقبل. وتشير هذه التصريحات إلى انه من الممكن أن تسير بريطانيا بشكل أسرع إلى حد ما في عملية إتمام إجرائات الخروج من الإتحاد الأوروبي. وكان الجنيه الاسترليني قد سجل أدنى مستوى في 31 عاماً وتداول تحت مستوى 1.28 في أعقاب صدمة تصويت (بريكزيت) في أواخر حزيران/يونيو.