تتجه أسعار البترول نحو تسجيل أطول ارتفاعاتها منذ أكثر من 17 شهراً، حيث سعى بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، إلى تهدئة مخاوف المستثمرين إلى جانب بوادر تباطؤ الإنتاج الأمريكى.
وكشفت بيانات وكالة “بلومبرج” ارتفاع العقود الآجلة فى نيويورك بنسبة تصل إلى 2.1% وهى أطول سلسلة ارتفاعات منذ يوليو 2017.
وارتفعت اسعار البترول الخام مع الأصول الخطرة الأخرى بعد إعلان رئيس بنك الاحتياطي الفدرالى، جيروم باول، أن البنك المركزى الأمريكى قد يوقف زيادات أسعار الفائدة إذا ضعف الاقتصاد الأمريكى وطمأن السوق بأنه يستمع لإشاراته.
وفى الوقت نفسه، انخفضت حفارات البترول العاملة في الولايات المتحدة للمرة الأولى فى 3 أسابيع وفقاً للبيانات الصادرة يوم الجمعة الماضى من قبل شركة “بيكر هيوز”.
وتعافت عقود الخام بشكل طفيف الشهر الجارى بعد أن سجلت أول خسارة سنوية لها منذ عام 2015.
يأتى ذلك فى الوقت الذى خفضت فيه مجموعة “جولدمان ساكس” توقعاتها لأسعار البترول لعام 2019 مستشهدة بإنتاج البترول الصخرى الأمريكى الصخرى.
وذكرت الوكالة اﻷمريكية، أن التذبذب فى الأسعار يستمر فى الوقت الذى تحاول فيه الولايات المتحدة والصين التفاوض على وضع نهاية للحرب التجارية التى تتسببت في إلحاق الضرر بالنمو الاقتصادى، كما تسعى منظمة “أوبك” وحلفاؤها إلى فرض قيود على العرض.
وقال كيم كوانجراى، محلل السلع فى “سامسونج فيوتشرز” عبر الهاتف إن البيان الصادر عن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالى، جاء في اتجاه ما كان يريده المضاربون على السوق مضيفًا أن هناك توقعات متزايدة بأن “أوبك” وحلفاؤها سيخفضون إنتاجهم بداية من الشهر الجارى.
وأشار إلى ان الانخفاض في عدد منصات الحفر فى الولايات المتحدة بعد عاملًا رئيسيًا لصعود الأسعار.
وارتفع تسليم غرب تكساس الوسيط لشر فبراير بقدر 99 سنتاً إلى 48.95 دولار للبرميل فى بورصة نيويورك التجارية وتداول على ارتفاع 92 سنتاً ليصل إلى 48.88 دولار للبرميل فى الساعة 7:55 صباحاً فى لندن.
وزاد سعر خام برنت تسوية مارس بنسبة 1.8% أو 1.02 دولار إلى 58.08 دولار للبرميل في بورصة لندن للعقود الآجلة بعد ارتفاع العقود الآجلة بنسبة 9.3% الأسبوع الماضى وهى أكبر قفزة منذ ديسمبر 2016.
وقال رئيس مجلس الاحتياطى الاتحادى، إنه “يستمع بحساسية للرسالة التى ترسلها الأسواق” حول مخاطر الهبوط، متذرعاً بأحداث عام 2016، عندما ظلت الأسعار دون تغيير طوال معظم العام بسبب مخاوف من تباطؤ النمو فى الصين، أدى ضعف سعر الفائدة فى الولايات المتحدة إلى إضعاف الدولار، وهو أمر إيجابى عادة بالنسبة للسلع مثل النفط المقوم بالدولار.
وإلى جانب خفض “أوبك” للإنتاج وطمأنة الاحتياطى الفيدرالى، للمستثمرين ساعدت خطوة أخرى قام بها البنك المركزى الصينى، في وقت متأخر يوم الجمعة الماضى لتأمين السيولة للاقتصاد المتباطئ لتهدئة مخاوف السوق.
ومن المقرر أن يبدأ المسئولون الأمريكيون والصينيون مفاوضات التجارة اليوم الاثنين على أمل التوصل إلى اتفاق خلال هدنة مدتها 90 يوماً فى الحرب التجارية بين إداراة الرئيس دونالد ترامب، ونظيره الصينى شى جين بينغ.