القدس، 17 يناير/كانون ثان (إفي): فجر وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك قنبلة هزت الأوساط السياسية في إسرائيل بعد إعلان انسحابه من رئاسة حزب العمل وتشكيله مع أربعة نواب برلمانيين آخرين كتلة جديدة باسم (استقلال).
غير أن آثار "القنبلة"، على حد وصف وسائل الإعلام العبرية، لم تقتصر على حدود الحزب، بل طالت شظاياها الحكومة الإسرائيلية نفسها التي فقدت ثلاثة من وزرائها على خلفية هذه الخطوة.
واستيقظت الساحة السياسية في إسرائيل اليوم على بيان صحفي لباراك يعلن فيه انسحابه من الحزب واقامة كتلة حزبية جديدة تحمل اسم (استقلال) تضم بالاضافة اليه 4 نواب أخرين انسحبوا أيضا مثله وهم كل من نائبه في وزارة الدفاع متان فيلنائي ووزير الزراعة شالوم سيمحون واوريت نوكيد، وعينات وولف، لتتحول لاحقا الى حزب، داعيا كل من يؤمن بنهج الكتلة الجديدة الى الانضمام.
واكد باراك في بيانه "اننا نقدم اليوم على سلوك طريق جديد ومستقل"، مشيرا الى ان اسرائيل "تواجه محنا ليست بهينة سياسية وأمنية واجتماعية"، مضيفا انه وزملاءه توصلوا لاستنتاج مفاده انه "يجب وضع حد للوضع الشاذ غير الطبيعي داخل حزب العمل اذ انه اصبح في الواقع يتألف من اكثر من كتلتين، كما ان الحزب أخذ ينجر الى اليسار ويتمسك بآراء تمثل ما بعد الحداثة وما بعد الصهيونية".
ويشار الى ان الكتلة الحزبية الجديدة التي تضم 5 من الأعضاء المنشقين من حزب العمل تشكل أكثر من ثلث الاعضاء فيما بقي 8 أعضاء في حزب العمل بالكنيست.
وفي رد فعل من داخل حزب العمل نفسه اعلن وزير الرفاه الاجتماعي يتسحاق هيرتصوغ عن استقالته من الحكومة الإسرائيلية داعيا نظراءه في الحزب الى ان يحذوا حذوه.
وقال هيرتصوغ في مؤتمر صحفي انه يأمل في أن يدرك جميع اعضاء حزب العمل انه يجب انقاذ الحزب باعتباره "بيتا سياسيا له جذور عميقة في الحركة الصهيونية".
واكد وزير الرفاه المستقيل ان حزب العمل تخلص اليوم من "الحدبة" التي كانت على ظهره، مشيرا الى انتهاء ما وصفه بـ"الحفلة التنكرية" من قبل ايهود باراك، ومعتبرا انه تمت "حياكة صفقة سياسية مظلمة".
وجاءت استقالة هيرتصوغ بعد أن صادقت لجنة الكنيست رسميا قبل ظهر اليوم على الطلب الذي تقدم به اليها باراك و4 نواب لإقامة كتلة حزبية جديدة تحمل اسم (عتسماؤوت/استقلال). وتمت المصادقة باغلبية 11 عضوا ومعارضة 3 وامتناع واحد عن التصويت وذلك بعد نقاش حاد.
وسرعان ما أعلن وزير شئون الاقليات يهواشواع برافيرمان أيضا استقالته من منصبه في الحكومة، مشيرا إلى انه سيتنافس على رئاسة حزب العمل.
وبإعلان وزير الصناعة والتجارة العمالي بنيامين بن اليعازر استقالته اكتمل ثالوث وزراء حزب العمل المستقيلين.
على صعيد متصل اجتمع قبل ظهر اليوم 4 من اعضاء الكنيست من حزب العمل لمناقشة خطوتهم المقبلة في اعقاب الخطوة التي اقدم عليها باراك وهم كل من عمير بيرتس وغالب مجادلة ودانيال بن سيمون وايتان كابل.
واعلن المحامي الداد يانيف انه سيسجل حركته اليسار الوطني لدى لجنة تسجيل الاحزاب ليتسنى له التنافس في الانتخابات القادمة.
وعلق الوزير برافيرمان، قائلا: ان الأزمة الراهنة تشكل فرصة كبيرة لانتعاش حزب العمل، مؤكدا ان الحزب لا يتوقف على شخصية باراك او أي شخص آخر، اذ انه "حزب حافل بالفرص والامكانيات".
وبدوره وصف عضو الكنيست العمالي ايتان كابل الخطوة التي بادر اليها ايهود باراك بـ"الصاعقة"، مضيفا انه لم يفاجأ بها في ظل ما حدث خلال العامين المنصرمين.
وكشف ان محاولته هو وزملاؤه في الحزب، مثل مجادلة وبن سيمون وبيرتس، في كشف وجه باراك الحقيقي "لم تنجح".
اما رئيس حزب ميرتس حاييم اورون فقال "ان باراك يقضي بهذه الخطوة على اي فرصة سياسية ويبقي حكومة منعدمة الافق السياسي على سدة الحكم".
ودعا النائب اورون باراك الى "اعتزال منصبه بدلا من الاعتناء ببقائه السياسي الشخصي".
يذكر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان على علم مسبق بالخطوة التي اعلن عنها باراك.
وقال مصدر كبير في ديوان رئيس الوزراء انه لا يساوره أدنى شك في ان تكون هذه الخطوة تهدف الى تثبيت الاوضاع داخل الائتلاف الحكومي وتمكينه من مواصله عمله بصورة منتظمة.
ومن جانبها دعت تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما حكومة نتنياهو الى خوض الانتخابات، قائلة "ان هذه الحكومة فقدت الشرعية وان بقاءها يعود الى مناورات سياسية صغيرة".
ووصفت ليفني اليوم بأنه "حزين" في السياسة الاسرائيلية، قائلة "ان حكومة نتنياهو اخذت تتفتت بسبب التعفن السياسي وانعدام الرؤية وفقد الطريق". (إفي)