كشفت الدراسة التى أصدرتها «باركليز ويلث» مؤخرا أن أكثر من نصف المشاركين القطريين (%55) يعتبرون الاستثمار في السندات الحكومية للأسواق المتقدمة آمنا، كما اعتبر %53 منهم أن الاستثمار في السندات الاستثمارية والمؤسسية آمن، فيما رأى %10 منهم فقط أنها أصول محفوفة بالمخاطر، واعتبر %33 من المستثمرين القطريين أن سندات الأسواق الناشئة والسندات ذات العائد المرتفع آمنة ، بينما على جانب اخر اشارت الدراسة الى ان %100 من أصحاب الثروات في دولة قطر يستثمرون في قطاع العقارات، وأبدى المشاركون القطريون في الاستطلاع رؤية إيجابية لقطاع العقارات، حيث أشار جميعهم إلى أن العقارات ستكون استثمارا آمنا على مدى الأشهر الـ12 المقبلة.
ويعتقد %43 من المستثمرين القطريين أن الاستثمار في النقد محفوف بالمخاطر، وتبين الدراسة أن أقل من ثلث (%32) المشاركين بالاستطلاع لديهم استثمارات في هذه الفئة من الأصول. وكانت ميول الأفراد القطريين ذوي الثروات الطائلة حيال الاستثمار في الاستراتيجيات البديلة مشوبة بالغموض، حيث يرى نصفهم تقريبا (%42) أنها ليست آمنة ولا محفوفة بالمخاطر، فيما يعتقد %15.7 منهم أنها محفوفة بالمخاطر، وكشف %37 منهم عن رأي مختلف تماما باعتقادهم أنها آمنة. وبغض النظر عن آراء هؤلاء المستثمرين حيال أمان أو مخاطرة هذه الفئة من الأصول، فإن الاستراتيجيات البديلة لا تحظى بإقبال كبير بين الأثرياء القطريين، إذ لا تتعدى نسبة المستثمرين فيها %16 فقط.
وبدورها حظيت فئة الأسهم بآراء متنوعة بين المستثمرين القطريين، حيث يرى %39 من المشاركين بالاستطلاع أن الاستثمار في أسهم الأسواق الناشئة محفوف بالمخاطر، فيما عبرت نسبة مماثلة منهم تقريبا (%35) عن اعتقادهم بأنها آمنة، ويختلف الأمر بطبيعة الحال عن أسهم الأسواق المتقدمة التي تعتبرها غالبية المشاركين (%62.7) خيارا آمنا في محافظهم الاستثمارية.
وأبدى المستثمرون القطريون ثقة أكبر بالسلع مقارنة بأقرانهم في بقية أسواق العالم، حيث لم ير أي منهم أن هذه الفئة محفوفة جدا بالمخاطر، فيما اعتبر أقل من %14 منهم أنها محفوفة بالمخاطر إلى حد ما. ويستثمر %43 من الأثرياء القطريين في السلع، مما يجعلها في المرتبة الثانية بين فئات الأصول الأكثر جذبا للمستثمرين بعد العقارات التي تعد الاستثمار المفضل في البلاد.
وفي هذا الصدد، قال خورام جافري رئيس قسم الاستشارات الاستثمارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في باركليز ويلث: «يتميز المستثمرون القطريون عن أقرانهم في بقية أسواق العالم بحماسهم البالغ للاستثمار في القطاع العقاري، ولا بد أن هذه الاستراتيجية كانت مجزية بالنسبة لهم في ظل الاطمئنان الكبير إلى أوضاعهم المالية. وكما بينت الدراسة بشكل واضح، فإنه ثمة اختلافات كبيرة بين المستثمرين الأثرياء أنفسهم في قطر، وبين المستثمرين القطريين وأقرانهم في بقية أنحاء المنطقة والعالم. وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على أن قطاع إدارة الثروات يحتاج إلى تصميم خدماته على مستوى الأفراد، وأن الحلول الشاملة التي تناسب الجميع لم تعد تجدي نفعا في هذا المجال، وسيتيح الكم الكبير من البيانات والآراء في هذه الدراسة لباركليز ويلث البقاء في طليعة قطاع إدارة الثروات والاستفادة من الخبرة الواسعة في التعامل مع الأفراد ذوي الثروات الطائلة في قطر والشرق الأوسط والعالم عموما».
وتقوم الدراسة التي جاءت تحت عنوان «المخاطر والقواعد: دور ضبط النفس في اتخاذ القرارات المالية»، على استطلاع عالمي ضم أكثر من ألفي فرد من أصحاب الثروات، وهي توفر رؤية معمقة عن المستثمرين الأثرياء من حيث سلوكياتهم المالية. وإلى جانب مناقشتها للتوجهات المالية الشخصية لهؤلاء المستثمرين، تبين الدراسة آراءهم حيال 9 فئات أصول رئيسية هي: العقارات، والنقد، والاستراتيجيات البديلة (الصناديق طويلة/قصيرة الأجل، والتحوط.. إلخ)، والأسهم في الأسواق المتقدمة والناشئة، والسندات الحكومية في البلدان المتقدمة، والأسواق الناشئة/ذات العائد المرتفع، والسلع.