صفقة اثنين الإنترنت:خصم يصل إلى 60% InvestingProاحصل على الخصم

نظرة ايجابية للربيع العربي وأثره على الاقتصاد

تم النشر 08/09/2011, 16:04
محدث 08/09/2011, 16:05
يختلف المحللون الاقتصاديون حول الأثر الاقتصادي البعيد المدى للثورات العربية، ولكنهم يتفقون على التكلفة الباهظة التي تدفعها البلدان التي تعيش انتفاضات شعبية في الوقت الحالي.

       وزير المالية الأردني محمد أبو حمور تحدث قبل نحو أسبوعين في مؤتمر مصرفي عربي في روما، عن هروب رؤوس أموال تصل إلى حد 500 مليون دولار أميركي، أسبوعيا، في أنحاء العالم العربي. وقبله بأيام، حذر الرئيس السوري بشار الأسد في آخر كلمة عامة ألقاها من جامعة دمشق، من «خطر انهيار اقتصادي». وفي اليمن، حذر الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية اليمنية، منتصف الشهر الماضي، من انهيار الاقتصاد في البلد إذا استمرت الأزمة السياسية الراهنة دون حل. وفي مصر، كشف تقرير للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في منتصف أبريل (نيسان) الماضي، أن الوضع الاقتصادي في مصر «مخيف ومقلق».
 
      عندما وقعت الثورة في تونس وبعدها مباشرة في مصر, لم تحصل هزات قوية في الأسواق العالمية, لكن توسع نطاق الثورة إلى ليبيا ودول أخرى في الشرق الأوسط يؤثّر مباشرة على الاقتصاد العالمي سواء تعلق الأمر بالنفط أو بالسلع.
ويلاحظ أن ارتفاع أسعار النفط من الانعكاسات المباشرة لتفجر الثورة في ليبيا خصوصا، التي تصدر يوميا 1.1 مليون برميل من النفط إلى أوروبا ومرتبطة بالغرب باستثمارات بمليارات الدولار, وهناك  مخاطر جيوسياسية أكبر في المنطقة بالغة الخطورة في ما يتعلق بالاقتصاد العالمي, بسبب ما يجري في البحرين من صراع سياسي بين الأسرة الحاكمة والمعارضة الشيعية, وفي ظل محاولة عدد من الدول الأخرى التأثير في مجرى تلك الأحداث.
 
      ستؤثر هذه الأحداث الجارية في المنطقة في الاقتصاد العالمي على مستويات مختلفة لعوامل محددة. فأسعار النفط سترتفع وترفع بدورها تكاليف الإنتاج وضرائب الاستهلاك. كما أن هذا سيزيد الضغط على أسعار السلع عامة, ويحد من تدفق صادرات دول أخرى إلى المنطقة.

      وتحدث الاقتصادي السعودي د. عبدالله القويز لـ"لعربية نت" عن الدور الذي سيلعبه إنتاج البترول خلال هذه الأوقات. فالدول المنتجة ستعمل على زيادة إنتاجها لتغطية النقص مما سيرفع من أسعار البترول ويزيد بالتالي من مدخول دول مجلس التعاون الخليجي المنتجة له.

      وقال القويز "بعض الدول العربية المنتجة للبترول تشهد ثورات والنتائج المرضية لهذه الثورات ستؤدي ربما إلى إعادة الاتفاقيات بين شركات البترول وبين هذه الدول."


     إن الثورات العربية يمكن أن تؤدي إلى تحويل الاقتصادات العربية أو بعضها على الأقل إلى اقتصادات قوية ولها تأثير في المنطقة, بمعنى اقتصادات تضاهي الاقتصادات الأوروبية، فهذا التوقع يحوي جانباً من الحقيقة أو الواقع، وذلك لأنه ما يمكن أن تتمخض عنه هذه التحركات والمطالبات الشعبية قد يصب مباشرة في خانة تنقية البيئة الاقتصادية ورفع معدل الإنتاجية وتحسين مستوى التنافسية التي تؤدي بدورها إلى تحسين مستوى الأداء الاقتصادي. ولعل أبرز ما يمكن أن تؤدي إليه ثورات الربيع العربي هو : القضاء أو على الأقل الحد من الفساد والهدر من خلال سيادة القانون والإتيان بحكومات شعبية تخضع للرقابة والمساءلة. كما أنها ستؤدي إلى إحداث نقلة نوعية في العملية التعليمية التي كانت تعاني من التخلف والجمود بسبب تسلط الأجهزة الأمنية، ما أدى إلى تردي نوعية التعليم ومخرجاته, وايضا لعل أهم ما يمكن أن تتمخض عنه الثورات العربية على المسار الاقتصادي, هو إعادة توزيع الثروة أو بالأحرى إعادة خلق الطبقة الوسطى التي تمثل أهم دعائم الاقتصاد الحديث لما تمثله من قوة إنتاجية وقوة استهلاكية لا غنى عنها. ومما لا شك فيه هو أن الحكومات التي ستتلو رحيل أنظمة الحكم الحالية في الدول العربية ستكون أكثر حرصاً على مصالح دولها وشعوبها، والتي تأتي المصالح الاقتصادية في مقدمتها، ما سيؤدي إلى تحسين الشروط التجارية لها التي سيكون لها تأثير كبير على أدائها الاقتصادي.

      أما بالنسبة الى تحول الدول العربية إلى ديمقراطيات يسود فيها القانون ويتراجع فيها الفساد,  سيكون له تأثير إيجابي على الاقتصاد بشكل قد يفاجئ الكثير من المراقبين، لأن المتابع لحركة الاستثمارات العالمية يجد أن المنطقة العربية تعتبر من أقل المناطق جذباً للاستثمارات الأجنبية بالرغم من الإمكانات والموارد والكوادر الكبيرة التي تتمتع بها مقارنة بباقي دول العالم، فالموارد الأولية كبيرة والكوادر البشرية أكبر والأسواق واعدة، لكن وبالرغم من كل ذلك نجد أن الاستثمارات الأجنبية في المنطقة العربية ضعيفة والاستثمارات البينية أكثر ضعفاً، وذلك بسبب كما أسلفنا وانتشار الفساد وتدني الشفافية. وبعد تحول الدول العربية الى دول ديموقراطية, سوف يتحول ويتغير هذا الوضع تماما, وتتحول الدول العربية الى اقتصاديات قوية صاعدة, تماما مثل النموذج التركي في محاربة الفساد وجلب الاستثمارات الاجنبية.

www.nuqudy.com/نقودي.كوم

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.