لندن، 30 أغسطس/آب (إفي): كشفت تقارير صحفية عن أن الحكومة البريطانية كانت طوال العامين الماضيين تعتبر أن الإفراج عن الليبي عبد الباسط المقراحي، المدان الوحيد في حادث تفجير طائرة لوكربي والذي أطلق قضاء اسكتلندا سراحه في 20 من الشهر الجاري لأسباب إنسانية، "سيعود بالنفع الكبير" على مصلحة لندن.
وذكرت صحيفة (ذا صاندي تايمز) اليوم الأحد أن الحكومة التي يرأسها رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون لم تمانع في الإفراج عن المقراحي كإجراء في إطار اتفاق موسع بتسليم السجناء الليبيين، وذلك بعد أن ظهرت صعوبات في المباحثات بين ليبيا وشركة BP للنفط حول عقد بقيمة هائلة للتنقيب عن الخام.
وأضافت الصحيفة أنه يمكن تجاوز هذه الخلافات حاليا بعد إطلاق سراح المقراحي.
كما استشهدت الصحيفة بخطابات أرسلها وزير العدل البريطاني جاك سترو منذ عامين لنظيره الاسكتلندي كيني ماكاسكيل وأشار فيها إلى المقراحي.
وكان سترو يرغب في بداية الأمر أن يطلق سراح المقراحي عبر الاتفاق المبرم مع ليبيا بتسليم السجناء الليبيين مما قد يسمح باستكمال عقوبتهم في بلادهم.
إلا أن وزير العدل البريطاني قد غير رأيه فيما بعد لأن ليبيا استغلت المفاوضات مع شركة BP كذريعة للإصرار على إدراج المتهم في هجوم لوكربي ضمن الاتفاق الخاص بتسليم السجناء.
وأضافت الصحيفة أن الاتفاق الخاص بالتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي، وقيمته 15 مليار جنيه إسترليني (نحو 17.1 مليار يورو) قد تم توقيعه في عام 2007 بعد أسابيع قليلة من تغيير سترو لرأيه بشأن المقراحي.
وكتب سترو في عام 2007 لماكاسكيل ليخبره أن الحكومة البريطانية قد عدلت عن محاولة إدراج المقراحي في الاتفاق.
جدير بالذكر أن حكومة لندن أصرت خلال الأيام الأخيرة على أن إطلاق سراح المتهم في هجوم لوكربي لا يتعلق بأي مصالح تجارية خاصة ببريطانيا.
وعلى الرغم من ذلك، أكد سيف القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، مؤخرا أن الإفراج عن المقراحي على صلة بالاتفاق المبرم مع شركة BP النفطية.
يشار إلى أن المقراحي، عميل المخابرات الليبي السابق، قد أدين في قضية تفجير طائرة "بان آميريكان" الأمريكية في عام 1988 ، مما أسفر عن سقوط 270 قتيلا بينهم 189 أمريكيا.
وحكم على المقراحي بالسجن المؤبد، إلا أن وزارة العدل الاسكتلندية قررت الإفراج المبكر عنه بعد قضاء ثماني سنوات فقط من العقوبة لدواع إنسانية بسبب معاناته من سرطان البروستاتا في مرحلة متأخرة. (إفي)