بغداد، 15 يناير/كانون ثان (إفي): على الرغم من انخفاض درجات الحرارة والوقت المتأخر فقد خرجت الجماهير العراقية مساء اليوم الثلاثاء في شوارع بغداد للتعبير عن فرحتها بتأهل المنتخب العراقي للمباراة النهائية في دورة كأس الخليج لكرة القدم (خليجي 21) المقامة في العاصمة البحرينية المنامة.
وخرج المئات من الشباب العراقي في شوارع بغداد وهم يحملون الاعلام العراقية، ويرقصون في الشوارع ويطلقون الالعاب النارية في سماء بغداد.
ونجحت العراق في إقصاء صاحبة الأرض بركلات الترجيح 4-2 بعد انتهاء الوقت الاصلي والاضافي بالتعادل الإيجابي 1-1 لتواجه الإمارات في الدور النهائي سعيا للقب الرابع في تاريخها.
بدوره هنأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الشعب العراقي بفوزه على نظيره البحريني.
وطالب مكتب القائد العام للقوات المسلحة الشعب العراقي عدم اطلاق النار للتعبير عن فرحهم، ودعا الاجهزة الامنية الى اتخاذ الاجراءات القانونية، لكن رغم هذا فان العديد من العراقيين لم يلتزموا وسمعت اصوات اطلاق النار في اغلب انحاء بغداد.
وقال محمد عبدالله (23 سنة) الذي خرج الى الشارع للاحتفال بهذا الفوز لـ(إفي) "المنتخب الوطني العراقي دائما يفرحنا في احلك الظروف، اتمنى من السياسيين ان يتعلموا من المنتخب ويكون ادائهم في البرلمان او الحكومة جماعيا، لكي تنتهي معاناتنا المزمنة".
واضاف "في عام 2007 كان العراق يعيش حالة صعبة وفاز منتخبا الوطني ببطولة كاس آسيا، وفي حينها خرجت الجماهير العراقية الى الشوارع رغم العنف الطائفي الذي كان سائدا، واليوم بفوز منتخبنا، والعراق يعيش في ازمات واعتصامات وتظاهرات، فان هذا الفوز يخفف من حدة الاحتقان بين مكونات الشعب العراقي".
وايده زميله رعد حبيب الذي كان يقود سيارته ويرفع العلم العراقي قائلا "عودنا منتخبنا الوطني دائما على توحيد الشعب من خلال رسم الابتسامة على وجوه الجميع".
وتابع "المنتخب الوطني هو الوحيد الذي يفرحنا، وامنيتي ان يقتدي به السياسيون ويفرحوننا ايضا وينهون خلافاتهم" مضيفا باللهجة العراقية (خلي تصير عدهم روح رياضية) اي تمني ان يمتلك السياسيون الروح الرياضية.
وشهدت المدن العراقية الاخرى نفس المشهد من الاحتفالات، والرقصات على الانغام الشعبية، والالعاب النارية ورفع الاعلام.
وكان المنتخب الوطني العراقي قد حصد النقاط الكاملة في الدور الأول للبطولة الخليجية بعد فوزه على السعودية والكويت واليمن على التوالي محافظا على نظافة شباكه في المباريات الثلاث، ليتصدر مجوعته (الثانية) ويتأهل للدور نصف النهائي بمواجهة البحرين التي فاز عليها بالضربات الترجيحية، وسيلتقي يوم 18 يناير/كانون ثان الجاري مع نظيره الاماراتي.
يذكر أن المنتخب العراقي فاز بلقب البطولة الخليجية ثلاث مرات، منذ انطلاقها أول مرة في البحرين عام 1970، إذ حصل عليها في البطولة التي استضافتها العاصمة بغداد عام 1979، وحصد اللقب الثاني في البطولة الثامنة التي جرت بسلطنة عمان 1984، ومن ثم في نسخة عام 1988 بالسعودية.
يشار إلى أن المنتخب العراقي ابتعد عن المشاركة في البطولات الخليجية بعد النسخة العاشرة، نتيجة حرب الخليج، لكنه عاد للمشاركة من جديد في البطولة بنسختها الـ 17 التي نظمت في العاصمة القطرية الدوحة عام 2004، ومن ثم النسخة 18 في الإمارات 2006، و19 في سلطنة عمان 2008، و20 في اليمن 2010 لكن من دون أن يحقق النتائج التي كان الجمهور العراقي يتأملها من منتخبه على الأخص من مشاركاته الخليجية.
ومن المؤمل ان تقام بطولة الخليج بسختها الـ 22 عام 2015 بمدينة البصرة جنوبي العراق، بعد ان وافق المؤتمر العام لرؤساء الاتحادات الخليجية في اجتماعه يوم امس الاول بالاجماع اعتماد.
وياتي هذا القرار تتويجا للجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة العراقية ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية واتحاد كرة القدم والاعلام العراقي حيث شكلوا جميعا فريق عمل واحد لدعم الطلب العراقي في استضافة خليجي 22 . (إفي)