طوكيو، 17 يناير/كانون ثان (إفي): اختتم منتدى التعاون بين دول أمريكا اللاتينية وشرق آسيا، أعماله اليوم الأحد في العاصمة اليابانية طوكيو بعد يومين من المناقشات التي تركزت على الأزمة الاقتصادية والتغير المناخي والتنمية المستدامة.
وأكد المشاركون في المنتدى على ضرورة المضي قدما نحو التوصل لاتفاق لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، فضلا عن التعاون بين تلك الدول وبعضها في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية ودفع التنمية المستدامة.
واعتبر المشاركون في هذا اللقاء، وهم وزراء خارجية ونواب وزراء 34 دولة من شرق أسيا وأمريكا اللاتينية، أن المنتدى "تخطى مرحلة الطفولة ليخطو نحو مرحلة الشباب"، كما أنه سمح بالتقارب بشكل أكبر بين دول المنطقتين.
وأوضحوا أن هذا المنتدى بمثابة أول لقاء يحظى بمشاركة العديد من الدول بعد قمة التغير المناخي التي عقدت الشهر الماضي بكوبنهاجن، مؤكدين أن قضية المناخ تتطلب بذل الكثير من الجهد.
وعلى الرغم من تباين المصالح بين أسيا وأمريكا اللاتينية، حيث تعتبر الصين إحدى أكبر الدول المسببة لتلوث البيئة بجانب الولايات المتحدة في الوقت الذي لا تتجاوز فيه نسبة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من دول أمريكا اللاتينية بأسرها 5%، إلا أن المشاركين في المنتدى اتفقوا على العمل بشكل بناء قبيل مؤتمر المكسيك للتغير المناخي.
ومن جانبها، صرحت وزيرة خارجية المكسيك باتريثيا إسبينوسا لـ(إفي) بأن الاهتمام الذي أبداه المشاركون في المنتدى تجاه قضية المناخ يبعث على الأمل.
وأكدت أن المكسيك ستبذل كل الجهود اللازمة من أجل التوصل لاتفاق للتصدي لظاهرة التغير المناخي خلال المؤتمر الذي ستستضيفه في نوفمبر/تشرين ثان القادم.
وتضمن "إعلان طوكيو" الذي صدر في ختام أعمال المنتدى، تعهد الوزراء بالاهتمام بقضية المناخ، على الرغم من تأكيدهم أن حماية البيئة يجب أن تتماشى مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما أتفقوا على سيادة كل دولة فيما يتعلق باستخدام مواردها الخاصة.
وخلال مؤتمر صحفي عقد بعد انتهاء المنتدى، قال وزير خارجية الأرجنتين خورخي تيانا إن الدول النامية لم تكن هي السبب وراء ظاهرة التغير المناخي، مشيرا إلى أهمية التوصل لاتفاق للتصدي لتلك الظاهرة.
ومن جانبه، حذر نائب وزير خارجية بيرو من أن التغير المناخي يمكن أن يتسبب في حدوث أزمات لا يمكن مواجهتها في حالة عدم التوصل لآليات فعالة للتعاون على التصدي لتلك الظاهرة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أوضح وزير خارجية اليابان كاتسويا أوكادا، أن دول العالم دخلت في مرحلة التعافي من الأزمة الاقتصادية، ولكن الوضع الحالي ليس إيجابيا.
ووجه أوكادا نداءا لحماية الشركات الصغيرة والمتوسطة التي كانت، وفقا لرأيه، الأكثر تضررا من حالة الركود الاقتصادي، كما أكد المشاركون في المنتدى ضرورة تشجيع التجارة العالمية والتصدي للإجراءات الحمائية.
كما تعهدوا بدفع التجارة والاستثمارات بين الدول الأعضاء في المنتدى والتي تمثل شعوبها 40% من سكان العالم، كما أنها تمثل 26% من الاقتصاد العالمي.
الجدير بالذكر أن منتدى التعاون بين دول أمريكا اللاتينية وشرق آسيا تأسس عام 1999 بناءً على مبادرة من سنغافورة وتشيلي، ويمثله من الجانب اللاتيني: الأرجنتين، بوليفيا، البرازيل، تشيلى، كولومبيا، كوستاريكا، كوبا، جمهورية الدومينيكان، الإكوداور، السلفادور، جواتيمالا، المكسيك، نيكاراجوا، بنما، باراجواى، بيرو، أوروجواى، وفنزويلا.
بينما يمثله من أسيا: بروناى، كمبوديا، الصين، إندونيسيا، اليابان، كوريا الجنوبية، لاوس، ماليزيا، منغوليا (التي انضمت كعضو جديد العام الحالي)، ميانمار، نيوزيلندا، الفلبين، سنغافورة، تايلاند، فيتنام، وأستراليا.(إفي)