صفقة اثنين الإنترنت:خصم يصل إلى 60% InvestingProاحصل على الخصم

عالم مصريات إسباني: الفراعنة عرفوا الإضرابات والاعتصامات.. و"فوت علينا بكرة"

تم النشر 11/07/2011, 14:01
محدث 11/07/2011, 14:06

(النسخة الكاملة في قسم الريبورتاج).



مدريد، 11 يوليو/تموز (إفي): منذ ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، أصبحت الاعتصامات والإضرابات هي الوسيلة التي يلجأ إليها المصريون للحصول على حقوقهم وتنفيذ مطالبهم.



وقد يعتقد البعض أن المصريين اقتبسوا هذه الوسيلة الاحتجاجية من الغرب، غير ان الحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون أن المصريين انفسهم هم مبتدعو هذه الطريقة التي عرفها الفراعنة ولجأوا إليها قبل أكثر من سبعة ألاف عام.



هذا ما يؤكده عالم المصريات الإسباني خوسيه ميجل بارا في كتابه "التاريخ بدأ في مصر" الذي جمع فيه خلاصة خبرته التي اكتسبها على مدار 20 عاما من خلال القيام بأعمال التنقيب عن الآثار على ضفاف نهر النيل.



ويقول بارا في كتابه إن الكثير من الظواهر الموجودة في العالم الان، والتي قد ينسبها الكثيرون للعقل الغربي، تضرب بجذورها إلى الحضارة الفرعونية، مثل العولمة وناطحات السحاب، والحب الرومانسي وحمية الخضروات، وحتى أنياب الضرائب التي تنغرس في أكتاف العاملين، والرشاوي، والمواكب الدينية مثل التي يقوم بها المسيحيون حاليا خلال اسبوع الآلام والمساواة بين الجنسين والموضة.. فكل هذا بدأ في مصر.



ويذكر الكتاب أنه في حقبة رمسيس الثالث، أشهر حاكم في الأسرة العشرين والذي حكم مصر للفترة 1183 ق.م.- 1152 ق.م. ظهرت أولى الاحتجاجات العمالية على النحو الذي نعرفه في وقتنا الحاضر.



فعلى الرغم من أن الاقتصاد المصري كان مزدهرا آنذاك، كما كان المصريون يتمتعون بأراض خصبة، فإن الطبقة الكادحة في دير المدينة بصعيد مصر وفي محافظة الأقصر بالتحديد، كان عمالها الذين قاموا بتشييد مقابر وادي الملوك الكائن بنفس المحافظة يعانون من عدم وصول "الجراية"، او المكافأة التي وعدوا بالحصول عليها، حيث كان القمح يقع في يد الكهنة وهو في طريقه إليهم، ما دفع العمال إلى التوقف عن العمل والإضراب.



وبفضل بردية "إضراب تورين" تمكن علماء المصريات من معرفة قيام العمال آنذاك بالإضراب ثلاث مرات، فضلا عن قيامهم بصور احتجاجية أخرى مثل التظاهرات والإعتصامات حتى حصلوا على حصصهم.



كما شغلت التأمينات الاجتماعية وحوادث العمل بال المصريين القدامى، حيث كان الكتبة يدرجون في أقوال "ذم الوظيفة" تفشي العدوى والالتهاب الكيسي، الذي يصاب به الشخص نتيجة المجهود الزائد ويسبب ألما في الجسم ويؤثر غالبا في مفاصل الكتف أو الورك، إلى جانب الأمراض الأخرى التي يصاب بها العمال مثل المزارعين والحدادين والصائغين خلال ممارسة مهام عملهم.



ويبدو أن معاناة الشعب المصري من الروتين في المكاتب الحكومية لها جذور عميقة في الماضي، فقد عانى المصريون القدماء من موظفين حكوميين كسالى لا يرغبون في تأدية مهام وظائفهم، والذين رفعوا الشعار الذي يعرفه المصريون في يومنا الحاضر بـ"فوت علينا بكره"، وفقا لكلمات العالم الإسباني.



كما عانى ملاحظو العمال والبناءون الذين عملوا في تشييد الأهرامات الثلاثة من الإجراءات والقيود التي يفرضها موظفو الفرعون، وكم الإجراءات والأوراق غير الضرورية التي يتعين عليهم المرور بها أو تقديمها عندما يتعلق الأمر بنقل حجارة تزن أطنان.



ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل كان هؤلاء الموظفون يقومون بسرقة حصص العاملين من خلال حيل في الميزان، لدرجة دفعت أحد العمال إلى كتابة "الرشاوى" التي قدمها لكبير العمال مقابل الحصول على وظيفة لابنه، فقد قدم للكاتب "كرسيا خشبيا، وحاوية خشبية"، ولرئيس العمال "حقيبة من الجلد" ولرئيس آخر "كرسيا خشبيا منخفض القاعدة".



ويتطرق الكتاب أيضا لعديد من المظاهر المبهرة للحضارة الفرعونية، فيذكر مثلا ان الفراعنة عرفوا الموضة، رغم اقتصارها على الأغنياء وذوي النفوذ، حيث كانت الملابس باهظة الثمن، كما كانت حياكتها تستغرق وقتا طويلا.



وعرفت مصر القديمة أنواعا مختلفة من الأقمشة كالكتان الملكي، والقماش الرقيق الخفيف والقماش الناعم ، كما توصل المصريون القدماء لترطيب الملابس، على غرار ما يعرف في الوقت الحاضر بـ"ويت تي شيرت" أو "القميص الرطب".



ويبرز العالم الإسباني في كتابه ان الفراعنة عرفوا كذلك ظاهرة العنف الأسري، وأنها كانت مرفوضة لديهم تماما، حيث تم توثيق محاكمة بتهمة العنف الأسري في دير المدينة.



ويؤكد العالم الإسباني أن قدماء المصريين كانوا "رومانسيين للغاية"، وقاموا بتأليف أغنية حب مدونة على" بردية هاريس" التي يرجع تاريخها إلي عهد رمسيس الثالث وتعد واحدة من أطول برديات مصر القديمة:

"يدك فوق يدي

جسدي سعيد

قلبي يقفز فرحا

لأننا نسير سويا".



وأوضح بارا لـ(إفي) أن احترام المرأة والمساواة بين الجنسين كانا أيضا أكبر إرث تركته الحضارة المصرية، حيث تمتعت المرأة المصرية في عصر الفراعنة بحقوق عديدة مثل الطلاق ورفع الدعاوى القضائية والعمل. (إفي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.