بغداد، 26 مارس/آذار (إفي): لم يكن في ذهن العراقيين أن يكون بلدهم على موعد مع يوم دام جديد ليحصد أرواح العشرات منهم في الوقت الذي كانوا يترقبون فيه نتائج ثاني انتخابات برلمانية ستحدد من سيحكمهم خلال السنوات الأربع القادمة، قبل أن تكشف النتائج حاجة القوائم إلى الدخول في ائتلافات.
ففي منطقة الخالص (15 كلم) شمال مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى شمال شرق بغداد، وبالقرب من اثنين من المطاعم الشعبية، انفجرت عبوة ناسفة وسيارة ملغمة اليوم لتسفر عن مقتل 53 واصابة اكثر من 105 اخرين بجروح مختلفة بينهم عدد من النساء والاطفال، 12 منهم في حالة خطرة، في حصيلة قابلة للزيادة.
واشار مصدر أمني لمراسل (إفي) ان خسائر مادية كبيرة لحقت بالمطعمين والمحلات المجاورة لهما، كما ادى الانفجاران الى احتراق وتدمير عدد من السيارات المدنية.
ويشهد العراقيون أياما دامية متوالية، فبينما كان مجلس رئاسة الجمهورية العراقية يعقد يوم الثلاثاء الثامن من ديسمبر/كانون أول الماضي اجتماعا مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وبعثة الأمم المتحدة لتحديد موعد نهائي لاجراء الانتخابات التشريعية؛ شهدت بغداد خمسة انفجارات أسفرت عن مقتل 101 شخصا وإصابة 183 أخرون ليضيف هذا البلد المنكوب يوما داميا آخر لسجلات أيامه التي حفلت بمئات الآلاف من القتلى والجرحى منذ تعرضه للغزو عام 2003.
وكانت شاحنتان ملغمتان يقودهما انتحاريان انفجرتا يوم الأحد 25 أكتوبر/تشرين أول الماضي أمام مباني مجلس محافظة بغداد ووزارة العدل في منطقة الصالحية وسط بغداد، مما أدى إلى مقتل 155 شخصا وإصابة 500 آخرين بجروح، فضلا عن تدمير المبنيين واحتراق عشرات السيارات المدنية.
كما لقي 95 شخصا حتفهم وأصيب نحو ألف آخرين في 19 أغسطس/آب الماضي عندما تم استهداف وزارتي الخارجية والمالية بشاحنتين مفخختين، أو ما سمي بتفجيرات الأربعاء الدامي.
وتسبب الحادث وقتها في اندلاع أزمة سياسية بين العراق وسوريا، بعد أن اتهمت بغداد دمشق بالسماح بتسلل الإرهابيين إلى أراضيها عبر الحدود.
وفي واحدة من المرات القليلة لتعقب المجرمين المتسببين في هذا التفجيرات، أصدرت محكمة عراقية في 14 يناير/كانون ثان الماضي حكمها بإعدام 11 من المتورطين بتفجيرات الأربعاء الدامي.
وتعد انفجارات الأحد والثلاثاء والأربعاء الداميين الأقوى منذ 14 أغسطس/آب 2007 عندما لقي أكثر من 250 شخصا مصرعهم إثر انفجار أربع شاحنات في مقاطعة نينوى (شمال)، فيما اعتبر الأكثر دموية منذ سقوط نظام صدام حسين في أبريل/ نيسان 2003. (إفي)