طوكيو، 6 أبريل/نيسان (إفي): على الرغم من أن الجانبين أبديا رغبتهما في ألا تؤثر واقعة قيام الصين بإعدام مواطن ياباني على العلاقات بينهما، إلا ان ثمة محللين يخشون من أن تؤدي هذه القضية إلى إثارة أزمة بين الجانبين.
وكانت السلطات الصينية قد أعدمت اليوم الياباني ميتسونبو أكانو لإدانته بتهمة تهريب المخدرات، وهو أول مواطن ياباني توقع عليه هذه العقوبة بالصين، منذ تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1972.
وعلى الرغم من أن موقف طوكيو اقتصر حتى الآن على الإعراب عن أسفها إزاء هذه الواقعة، وإبدائها أملها في ألا تؤثر على العلاقات بين البلدين، إلا أن بعض المحللين يخشون من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تعكير صفو العلاقات بين البلدين، وخاصة على الصعيد الشعبي.
ووصف رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما الإعدام بـ"المؤسف"، بيد أنه ابدى امله في ألا يؤثر هذا الامر على العلاقات بين طوكيو وبكين.
وحث هاتوياما، الذي ينتظر ان يتوجه إلى الصين في يونيو/حزيران المقبل، لحضور يوم اليابان في معرض إكسبو شنغهاي الدولي، شعب بلاده على التحلي بالهدوء.
وكانت وزيرة العدل اليابانية كيكو تشيبا، قد صرحت قبل تنفيذ الحكم بأن مثل هذا العقاب يبدو "قاسيا"، معربة عن خشيتها من أن يؤدي الإجراء الصيني إلى إثارة مشاعر الرأي العام الياباني.
وكان الصين قد أبلغت اليابان سابقا بنيتها اعدام أكانو اليوم، وبتوقيع نفس العقوبة في ثلاثة مواطنين يابانيين آخرين اعتبارا من بعد غد الخميس.
وأدين أكانو (65 عاما) بعقوبة الإعدام في يونيو/حزيران 2008، عقب اعتقاله عام 2006 وبحوزته 2.5 كجم من المخدرات، التي كان يسعى لتهريبها إلى اليابان عبر مطار داليان الصيني.
وأعربت الخارجية الصينية من جانبها عن أمل حكومة بكين في ألا يؤثر إعدام المواطن الياباني على العلاقات بين البلدين الآسيويين.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جيانجي يو في مؤتمر صحفي عقد ببكين "إننا نولي أهمية كبيرة للعلاقات بين الصين واليابان، ولا اعتقد ان هذا الحدث سيؤثر على العلاقات الطبيعية بين البلدين".
واشار جيانج إلى أن بكين أبلغت طوكيو بأن السلطات القضائية اتبعت القانون بشكل صارم، وأنها اتخذت قرارها مع ضمان جميع الحقوق القانونية للمتهم خلال إجراءات المحاكمة.
ويذكر أن السلطات الصينية وقعت عقوبة الإعدام منذ نحو ثلاثة أشهر في المواطن البريطاني ذي الاصل الباكستاني، أكمل شيخ (53 عاما)، الذي يعتقد انه يعاني من مشكلات عقلية، بتهمة تهريب أربعة كجم هيروين إلى داخل البلد الآسيوي، وهو ما أثار انتقادات شديدة من جانب الحكومة البريطانية ومنظمات حقوق الإنسان.
وتشير بيانات منظمة العفو الدولية إلى أن الصين أعدمت عام 2008 ألف و700 شخص، في حين تشير منظمة (دوي ها) غير الحكومية إلى أن أعداد هؤلاء تصل إلى خمسة آلاف.
وتتعرض بكين لانتقادات دولية قاسية بسبب "إفراطها" في تنفيذ العقوبة القصوى التي تفرض في العديد من الجرائم، إلى جانب تهريب المخدرات، ومن بينها التورط في الفساد أيضا.
ويذكر أن الدولة الأسيوية أعلنت عن حالات إعدام أخرى لاجانب أدينوا بتهريب المخدرات، ومعظم هذه الحالات لمواطنين من دول أسيوية مجاورة مثل ميانمار وتايوان.
وكانت صحيفة يابانية قد ذكرت في سبتمبر/أيلول الماضي أن أكانو مطلوب القبض عليه من قبل الشرطة اليابانية منذ هروبه من البلاد في 2002 ، مشيرة إلى أنه يعتقد أنه تزعم عصابة من اليابانيين والصينيين اتهمت بتنفيذ سلسلة من أعمال السطو في محافظتي أيتشي وفوكوكا بين عامي 2002 و2003.
وعلى الرغم من أن بكين وطوكيو يتمتعان حاليا بعلاقات جيدة، إلا أن ثمة خلافات تبرز في تاريخ العلاقات بين الجانبين خصوصا على خلفية الماضي الاستعماري لليابان. (إفي)