بانكوك، 17 مارس/آذار (إفي): حاصر عشرات الألاف من المتظاهرين الموالين لرئيس الوزراء التايلاندي السابق ثاكسين شيناواترا، اليوم الأربعاء مقر حكومة تايلاند، مما دفع الجيش لتكثيف التواجد الأمني أمامه بألف جندي إضافي.
ففي اليوم الرابع على التوالي من الاحتجاجات التي يقوم بها أصحاب "القمصان الحمر" للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء التايلاندي أبهيست فيجاجيفا وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد، تمكن عشرات الألاف من المتظاهرين من محاصرة مقر الحكومة التي لم ما زالت تلتزم الصمت.
وعلى الرغم من فرض شرطة تايلاند حاجزا أمنيا على مقر الحكومة، إلا أن ألاف المتظاهرين تمكنوا من اختراقه وقاموا بسكب عشرات الليترات من الدماء التي تبرعوا بها أمام مدخله الأمامي.
وبعد ساعات من مقاومة المئات من عناصر الشرطة للمتظاهرين لعدم الوصول إلى مقر الحكومة، اضطروا إلى افساح الطريق لهم لسكب الدماء التي تبرع بها 20 ألف شخص أمام المقر.
وبعدها انسحب قادة الاحتجاجات من أمام مقر الحكومة لتفرض قوات الأمن طوقا أمنيا عليه مجددا، دون اللجوء إلى استخدام العنف ضد المتظاهرين.
ومازال المتظاهرون الذين تسببوا في تعطيل حركة المرور بإحدى أهم الضواحي بالعاصمة بانكوك، يحتشدون بالقرب من مقر الحكومة وإن كان تظاهرهم قد اتخذ طابعا أكثر هدوءا بعد عملية سكب الدماء.
كان المتظاهرون، وهم من أتباع الجبهة الموحدة من أجل الديمقراطية، قد تبروعوا بدمائهم بالأمس بهدف جمع نحو ألف لتر من الدماء يقومون بسكبها على مقر الحكومة، تعبيرا عن رفضهم للحكومة "الديكتاتورية".
جاء ذلك نظرا لعدم استجابة فيجاجيفا لمطالب أصحاب "القمصان الحمر"، الذين أعطوا الحكومة الأحد الماضي مهلة أخيرة لمدة 24 ساعة، لتقديم استقالتها وحل البرلمان والدعوة لإجراء انتخابات مبكرة.
وتعد المظاهرات حلقة جديدة في الأزمة السياسية الطاحنة التي تعيشها تايلاند نتيجة المشاحنات بين الموالين والمعارضين لرئيس الوزراء السابق شيناواترا، كما أنها الأكبر منذ المظاهرات التي قاموا بها في أبريل/نيسان الماضي وأدت إلى مصرع شخصين وإصابة أكثر من 102 آخرين.
الجدير بالذكر أن شيناواترا ترأس حكومة تايلاند في الفترة ما بين 2001 حتى 2006 حين أطاح به انقلاب عسكري، وبعدها شكل العسكريون لجنة للتحقيق في قضايا الفساد المالي المتهم بها وصدر بحقه حكم بالسجن عامين في قضايا تتعلق بالفساد. (إفي)