الرياض، 20 مارس/آذار (إفي): تصاعدت موجة الاستنكار لهدم الآثار الإسلامية في مكة مع تحذير عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، من عواقب إزالة مكتبة تعد من أبرز المعالم في المدينة المقدسة وهي مكان ولادة النبي محمد.
وقال الشيخ عبدالوهاب أبو سليمان، الذي ينتمي إلى المؤسسة الدينية الرسمية في السعودية في حديث لصيحفة (الشرق) اليوم، إن مكتبة مكة تعد "معلما حضاريا وثقافيا مهما جدا لتاريخ المسلمين وينبغي الحفاظ عليه، فهدمه يجرح مشاعر المسلمين ويثير بلبلة في أوساطهم".
وأضاف أبو سليمان: "من العار أن تجهل الأمة مكان ولادة رسولها الأعظم".
وطالب الشيخ بضرورة اتخاذ الإجراءات التي تضمن الحفاظ على هذا الأثر التاريخي احتراما لمقام النبوة، مقترحا أن توسع المساحة المخصصة لها، وأن يلحق بها قاعة للسيدات.
يذكر أن الحكومة السعودية تعمل الآن على تنفيذ أكبر توسعة للحرم المكي الشريف، تعد الأكبر في تاريخه، لكن هذه التوسعة طالت بعض المعالم التاريخية المهمة يرجع بعضها إلى مئات السنين.
وخلال مشروع التوسعة، أزاحت الشركة المنفذة للتوسعة "الرواق العباسي الشرقي" الذي يتكون من أعمدة بنيت قبل بضعة قرون (الدولة العباسية)، ونقشت عليها أسماء الصحابة، والرواق يقع في صحن الحرم المكي الشريف حيث يطوف الناس حول الكعبة.
وتقول الحكومة إنها تريد "ترحيل الرواق إلى مكان آخر" لتوسعة صحن الحرام كي يتسع لأكبر من 150 ألف طائف في الساعة.
وكان الشيخ عبدالرحمن السديس، الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين، قد صرح لوكالة الأنباء السعودية (واس) بأن تكلفة التوسعة تبلغ نحو 31.2 مليار دولار، ويعمل فيها نحو 15 ألف عامل على مدار الساعة.
لكن المهندس عباس قطان، مساعد أمين مدينة مكة، قدر تكلفة العقارات التي نزعت ملكيتها من محيط الحرم بنحو 32 مليارا (5700 عقار). (إفي)