طهران، 17 أبريل/نيسان (إفي): في حلقة جديدة من سلسلة الاتهامات المتبادلة بين إيران والغرب، اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم الولايات المتحدة بالتسبب في انتشار الأسلحة النووية في العالم، وطالب بخروجها من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واقترح أحمدي نجاد، خلال خطاب ألقاه في افتتاح المؤتمر الذي يرعاه النظام الإيراني في طهران لنزع السلاح النووي من العالم، إنشاء مجموعة من الدول "المستقلة وذات السلطات الشاملة للإشراف على نزع السلاح النووي" في العالم.
وطالب الرئيس الإيراني بمراجعة بعض بنود معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لاعتباره أن حق الفيتو "يجهض مهمة إنقاذ السلام في العالم".
وصرح أحمدي نجاد أن "الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت الأسلحة النووية وتهدد بتكرار الأمر"، في إشارة إلى قصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين خلال الحرب العالمية الثانية.
وأضاف أن "استخدام الأسلحة النووية هو السبب الرئيسي وراء السباق النووي.. هؤلاء الذين يمتلكون السلاح النووي هم الذين يشجعون الآخرين على نشره".
وأدان أن الجيش الأمريكي لديه في مخازنه "نصف الرؤوس النووية في العالم بأكمله"، فضلا عن تزويد الولايات المتحدة لإسرائيل بـ"200 رأس نووي والتهديد باستخدامها".
واتهم الإدارة الأمريكية وبعض القوى الدولية بالتلاعب بالوكالة الدولية للأمم المتحدة، التي وصفها بأنها ذات "وجهين"، مؤكدا فشلها في مهمة "نزع السلاح النووي من الأمم التي تمتلكها".
وقال أحمدي نجاد "لم تصدر الأمم المتحدة أي قرار أو تعد تقارير حول البرنامج النووي الأمريكي، ولكنها تعد فقط تقارير حول برامج نووية سلمية لبلاد أخرى".
ومن هذا المنطلق طالب الرئيس الإيراني بخروج البلاد المالكة للأسلحة النووية من مجلس محافظي الوكالة الدولية، وبالأخص الولايات المتحدة التي، وفقا لتصريحاته، "تمنع الوكالة من أداء مهامها".
وأشار إلى أن الأمم المتحدة "لم تكن قادرة على الحفاظ على السلام العالمي وانهاء الحروب والاحتلال بسبب عجزها"، ومن هذا المنطلق اقترح انشاء هيئة دولية جديدة تضم "دولا مستقلة" لادارة عملية نزع السلاح النووي من العالم.
وأبرز أحمدي نجاد من جانب آخر ضرورة الغاء حق الفيتو، الذي وصفه بأنه "غير عادل ومعارض للديمقراطية"، أو منحه إلى دول اخرى من أمريكا الجنوبية وآسيا.
وأعرب عن استعداد بلاده "مشاركة معرفتها حول الطاقة النووية" مع دول أخرى، فضلا عن عرض "تعاونه البناء" مع الوكالة الدولية للطاقة في مجال نزع السلاح النووي.
وأضاف أن "عصر القنبلة النووية انتهى، والتهديد باستخدامها ليس فعالا".
وتتهم الولايات المتحدة، وعدد من القوى الغربية الأخرى فضلا عن إسرائيل، النظام الإيراني باستخدام برنامجها النووي كغطاء لتصنيع أسلحة دمار شامل، إلا أن طهران تنفي هذه الاتهامات مؤكدة أن أغراضها النووية سلمية.
وشهدت العاصمة الإيرانية اليوم انطلاق فعاليات المؤتمر النووي الذي يعقد تحت شعار "الطاقة النووية من حق الجميع والأسلحة النووية ليست من حق أحد"، بمشاركة مسئولين وخبراء من نحو 70 دولة.
وكان محللون قد أشاروا إلى أن هذا المؤتمر يأتي ردا على مؤتمر الأمن النووي الذي استضافته العاصمة الأمريكية واشنطن، الأسبوع الماضي، والذي تركز جزء كبير من المناقشات التي جرت خلاله على الملف النووي للجمهورية الإسلامية.
غير أن الخارجية الإيرانية نفت ذلك، وقال المتحدث باسمها، رامين مهمان برست إن فكرة المؤتمر موجودة لدى الحكومة منذ عامين، أي قبل ان يتولى أوباما منصبه كرئيس للولايات المتحدة.
ومن جانبه، أفتى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي بحرمة استخدام أسلحة الدمار الشامل، داعيا لبذل مزيد من الجهود لحماية الإنسانية من هذا النوع من الأسلحة.
وفي كلمة ألقيت نيابة عنه في افتتاح المؤتمر، اعتبر خامنئي أن علم الذرة والعلوم النووية تعد من أكبر الإنجازات البشرية، إلا أنه أشار في نفس الوقت إلى أن هذه العلوم يجب أن تكرس لتحقيق التنمية والتقدم لجميع شعوب العالم.
وأبرز أهمية التقنيات النووية في تحقيق التنمية الاقتصادية، مشيرا إلى أن هذه الأهمية ربما تقف وراء المعارضة الشديدة التي تبديها الدول الغربية لبرنامج إيران النووي.(إفي)
م و/ م ز/ ع ف/ ا ا ح