الشتاء القارس الذي ألقى بثقله على أوروبا و الذي صاحبته درجات حرارة قطبية و تساقط غزير للثلوج، أودى في الأسابيع الأخيرة بحياة أكثر من 500 شخص، عطل حركة المرور و أبقى عشرات الآلاف من سكان القرى النائية محاصرين في منازلهم في مختلف أنحاء صربيا و رومانيا.
العديد من العواصم الأوروبية جهزت السلطات المحلية ملاجئ إضافية للمشردين لمساعدتهم على البقاء على قيد الحياة بعد أن انخفضت درجات الحرارة إلى -40 درجة مئوية، الأدنى منذ عقود، و الأسوأ من ذلك موجه الصقيع هذه سوف تستمر حتى نهاية شهر فبراير/شباط.
في كوسوفو، توفى 9 أشخاص يوم الأحد عندما حصل انهيار جليدي مدمرا سبعة منازل، ليضاف هذا العدد إلى الأكثر من 500 شخص قتلوا في مختلف أنحاء القارة الأوروبية في الأسبوعين الماضيين. في صربيا، توفي ما لا يقل عن 13 شخصا بينما ما زالت الكهرباء مقطوعة عن 70,000 شخص.
كتل جليدية ضخمة أوقفت حركة الباخرات في أجزاء من نهر الدانوب، الممر المائي التجاري الرئيسي في أوروبا. في الجبل الأسود و صربيا أعلنت الحكومة حالة الطوارئ بعد أن قامت الثلوج بإغلاق الطرق و السكك الحديدية في معظم أنحاء البلاد.
في برلين، تقوم سيارات إغاثة خاصة محملة بالغذاء بالتقاط من يحتاج للمساعدة و نقلهم إلى الملاجئ. في القرى النائية في شرق رومانيا يحفر المحاصرين بالثلوج أنفاقا للخروج من منازلهم و يقومون بإذابة الثلج لشرب الماء بعد أن تجمدت مصادر المياه لديهم.
بلغاريا أوقفت صادراتها من الكهرباء إلى الدول المجاورة بسبب ارتفاع الاستهلاك المحلي. أما المدارس فما تزال مغلقة في العديد من البلدان الأوروبية بسبب العواصف الثلجية و دراجات الحرارة القطبية.
بينما تشهد حركة السفر تعطلا في أجزاء متعددة في مختلف أنحاء أوروبا الوسطى و الشرقية، درجات الحرارة المتدنية للغاية خلقت مشاهد فريدة من نوعها بعد تجمد الأنهار والبحيرات والشواطئ والبحار. و هنا الشتاء السيبيرية لأوروبا بالصور: