حذرت صحيفة “واشنطن بوست” من تسارع وتيرة التدهور الاقتصادي في ليبيا، الذي أصبح يشكل تهديدا حقيقا لجهود الحكومة الليبية الجديدة الرامية لمجابهة تصاعد نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
ونقلت الصحيفة- في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد- عن خبراء قولهم بإن “حالة عدم الاستقرار التي عصفت بالبلاد عقب اندلاع الثورة ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي تسببت في تراجع معدلات الإنتاج النفطي بصورة حادة لاسيما بعد وقوع العديد من الآبار النفطية وحقول الغاز تحت سيطرة الجماعات المسلحة”.
وأضافوا بأنه في حال ما فشلت الحكومة لاستعادة سيطرتها على المواقع النفطية والإمساك بزمام الأمور ، فستدخل البلاد دوامة جديدة من العنف المسلح في ظل حالة الانقسام السياسي المتصاعدة ما يحول دون تشكيل جبهة ليبية موحدة أمام خطر تنظيم الدولة الإسلامية المتصاعد.
وقالت الصحيفة, وفقا لوكالة انباء الشرق الاوسط, أن الاقتصاد الليبي يعتمد بشكل أساسي على عائدات النفط والغاز التي تشكل قرابة 95 % من إجمالي عائدات الصادرات الليبية و99 % من عائدات الحكومة وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن الانتاج الليبي من النفط ، قبل اندلاع الثورة ضد نظام القذافي ، بلغ 6ر1 مليون برميل يوميا ، في حين يصل الانتاج الليبي اليوم ما يقارب 360 الف برميل يوميا أي بانخفاض بلغت نسبته 78 % على مدار الأعوام الخمسة الماضية.
وأكدت “واشنطن بوست” أن إعادة انعاش الانتاج النفطي في ليبيا بات يشكل ضرورة ملحة لضمان بقاء الحكومة والحيلولة دون انزلاق البلاد صوب حافة الانهيار الاقتصادي وبالتالي الاعتماد بشكل كبير على المعونات الغربية.
ولفتت إلى أن الصراعات الاقليمية والعرقية المحتدمة على السلطة ، بالإضافة إلى المحاولات الفردية من قبل البعض لبيع النفط أو تهريبه خارج البلاد تمثل أبرز التحديات المرحلة الراهنة أمام الحكومة.
وأضافت بأن كثير من الجماعات المسلحة في ليبيا تنظر إلى الإنتاج النفطي باعتباره “سرقة ونهب” لموارد الدولة الطبيعية من قبل شركات النفط العالمية، مستهدفة العديد من المنشآت النفطية .