شهدت العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" فى التراجع لما تسببته عملية بيع لمجموعة من السندات الإيطالية ضغوطاً ، وهذا من شأنه يوضح أن ازمة منطقة اليورو – تضم 17 دولة أولاوبية – تتفاقم الى مستوى أسوأ من الأول ولا توجد هناك أساليب حل جذرية لها.
وهبط أيضاً مؤشر الدولار الأميركى قليلاً لكن لم يطرأ على الأسعار تغيّر يذكر وسط تعاملات ضعيفة جداً، والاسواق في بريطانيا مغلقة اليوم، وأثناء ضعف البيانات الاقتصادية وقلة المناسبات في الاسبوع الاخير من العام يترقب المستثمرون مزادين ايطاليين لسندات حكومية لأجل 3 و 10 أعوام يوم الخميس المقبل، وهذا بالرغم من استقرار حالة اليورو من أدنى مستوياته في 11 شهراً أمام الدولار بالأمس.
ويتوقع الخبراء الإقتصاديون بأن ايطاليا ستحتاج الى مساعدات مالية ويعزى ذلك الى أن قيمة تكلفة الإقتراض ارتفعت خلال الأشهر الأخيرة لتصل الى أعلى مستوى لها بصورة لا تكون محتملة، مما جعل من الصعب على ايطاليا الإلتزام بدفع ما عليها من التزامات فى مواعيدها المحددة فى ظل هذا الإرتفاع.
وبالنسبة لعملية بيع السندات ستقوم ايطاليا ببيع اذون خزانة لأجل 6 شهور بقيمة تصل الى 9 مليار يورو وسندات خصم لاجل عامين بقيمة 2.5 مليار يورو وسيكون ميعادها اليوم الموافق 28 من ديسمبر في مزاد من المتوقع أن يشهد طلبا من بنوك محلية ولكن بتكلفة مرتفعة على غير المعتاد.
ولكن الإختبار الأصعب ليس اليوم بل سيكون غداً عندا تقوم ايطاليا بطرح سندات بآجال تصل الى 10 اعوام بقيمة 8.5 مليار يورو، وسيكون العائد أقل من 7 %، وهو الذى تجرى حوله الإعتقادات بأنه على المدى البعيد سيكون من الصعب تحمله.
ولو نظرنا الى سعر صرف اليورو نرى أنها قد سجلت1.3070 دولار من دون تغير خلال التعاملات. وفي حال هبوطه إلى ما دون 1.2945 دولار وهو المستوى الذي سجله في وقت ما من الشهر الحالي، فإنه سيتجه إلى أدنى مستوى منذ يناير، وسيهبط الى ذلك المستوى بسبب ضعف الطلب وارتفاع العائد في مزاد الآجال الأطول.
وفيما يخص العملة الأوروبية الموحدة فقد ساهمت فى التضخم، وبالنسبة لفوائده فقد صابها اللون الداكن فى ظل أزمة الديون الحالية التى تمر بها المنطقة مما يجعلها نقمة وليست نعمة على الدول الأعضاء، وقال رئيس قسم الاقتصاد في مصرف كومرتسبانك الالماني يورغ كريمر ساخرا ردا على هذه النقطة "فوائد؟" أجل، لا بد أن تكون هناك فوائد، وبالنسبة للأسعار فكان هناك انطباع خاطئ من الناس بأن اليورو هو سبب الإرتفاع فى الأسعار ولكن الحقيقة أن أسعار مواد الاستهلاك اليومي مثل القهوة والخبز هي التي سجلت ارتفاعا وليس المواد الأخرى، وفقاً لما وضحته انياس بيناسي-كيري مديرة مركز الدراسات الاستقصائية والمعلومات الدولية ومقرها فرنسا.