لندن، 23 يونيو/حزيران (إفي): بعد أن أتم الإسباني رافائيل نادال المصنف الخامس عالميا بين لاعبي التنس المحترفين عودته إلى الملاعب بنجاح، بدفاعه عن كل النقاط التي فاز بها الموسم الماضي قبل الاصابة التي أبعدته عن الملاعب لسبعة أشهر، يسعى الآن لجني ثمار تلك العودة على أراضي ويمبلدون الخضراء.
ورغم الدفعة المعنوية الكبيرة التي حصل عليها نادال بفوزه ببطولة رولان جاروس الفرنسية، ليصبح اللاعب الوحيد الذي يفوز بواحدة من بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى ثمان مرات، فربما لن تكون وحدها كافية لتحقيق هذا الهدف، خاصة على الأرضية العشبية.
فقد أكد اللاعب الفائز ببطولة ويمبلدون مرتين قبل انطلاق المنافسات "ربما تكون الأصعب لركبتي"، حيث تتطلب الانخفاض بالساقين نظرا لانزلاق الكرة، ما يمثل حملا على الركبة، خاصة اليسرى المصابة.
يضاف إلى ذلك أن نادال لم يشارك في أي من البطولات التي تسبق ويمبلدون، حيث آثر اتباع نصائح أطبائه بالاستراحة بعد المجهود الكبير الذي بذله منذ عودته فبراير/شباط الماضي، وفاز منذ ذلك الحين بسبعة ألقاب، هي ساو باولو وأكابولكو وإنديان ويلز وبرشلونة ومدريد وروما ورولان جاروس.
ليس هذا فحسب، بل ان اللاعب أكد قبل توجهه إلى لندن "عمليا، مر عامان بدون اللعب على الملاعب العشبية ففي العام الماضي وصلت وركبتي في حالة سيئة للغاية سواء في بطولة هاله أو الأسبوع الذي يفصلها عن ويمبلدون"، حين خرج من الدور الثاني على يد التشيكي لوكاس روسول.
ويبدو أن التأقلم على الأرضية وحده لم يكن تحديا كافيا لإدارة نادال الصلبة، لتضيف إليها قرعة البطولة تحديا آخر أمام "رافا" في طريق اللقب الثالث له في ويمبلدون، بعد أن رفع الكأس عامي 2008 و2010.
ورغم أن قرار تعديل تصنيف نادال يعود إلى منظمي البطولة، حيث انها الوحيدة من بطولات الجراند سلام التي تملك هذا الحق، فإنها آثرت الالتزام بتصنيف رابطة لاعبي التنس المحترفين، والذي يحتل فيه نادال المركز الخامس.
وأسفرت القرعة التي أجريت بناء على هذا التصنيف عن مواجهة محتملة تجمع نادال بالسويسري روجيه فيدرير، المصنف الثالث عالميا وحامل لقب البطولة حال تأهلهما لربع النهائي.
وفيدرير ليس فقط واحدا من أبرز اللاعبين المتخصصين على الأراضي العشبية، وإنما يدفعه نهم الألقاب، بعد أن استغرق ستة أشهر لحصد أولها هذا الموسم، وكان على الأراضي العشبية في بطولة هاله.
كما يسعى فيدرير للدفاع عن لقبه، ليس فقط لتجنب وقف نزيف النقاط، وإنما ليبتعد برقمه القياسي بعدد مرات الفوز ببطولات الجراند سلام (17 حتى الآن) عن نادال، الذي فاز بـ12 لقبا في البطولات الكبرى.
ورغم أن اجمالي حصيلة المواجهات المباشرة تصب في صالح نادال، بواقع (20-10)، فإن فيدرير فاز باثنين من أصل ثلاثة لقاءات جمعت اللاعبين على الأراضي العشبية، وجميعها في نهائي بطولة ويمبلدون لثلاثة أعوام على التوالي 2006 و2007 و2008.
وحال تجاوزه عقبة فيدرير في ربع النهائي، فإنه قد يواجه البريطاني آندي موراي، المصنف الثاني عالميا، في الدور التالي.
ورغم أن نادال فاز بالمواجهات الثلاثة التي جمعته بموراي على الأراضي العشبية، وكذلك يتفوق عليه في إجمالي لقاءاتهما (13-5)، فإن هذه المواجهة المحتملة لها أبعاد خاصة.
فموراي وصل لنهائي البطولة العام الماضي للمرة الأولى في مسيرته الاحترافية، وكذلك فاز بالميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأوليمبية (لندن 2012)، التي أقيمت على نفس الملعب.
يضاف إلى ذلك فوز موراي بأول ألقابه في البطولات الكبرى الموسم الماضي أيضا في الولايات المتحدة، على حساب الصربي نوفاك ديوكوفيتش، ما يمنحه ثقة كبيرة يضاعف منها الدعم الجماهيري الكبير الذي سيحصل عليه.
وإذا تمكن نادال من تخطي كل هذه العقبات، ستكون في انتظاره بالدور النهائي لقاء محتمل مع ديوكوفيتش، الذي سينظر للقاء باعتباره فرصة سريعة لرد الاعتبار بعد الهزيمة التي مني بها على يد "رافا" في نصف نهائي بطولة رولان جاروس.
ولكن دون استباق للأحداث، يواجه نادال في الدور الأول البلجيكي ستيف دارسيس المصنف 113 عالميا، والذي كان أكبر انجاز له في بطولة ويمبلدون الوصول إلى الثاني عام 2009، في اطار سعيه للقب الثالث. (إفي)