Investing.com - نتيجة منطقية لمجموعة من القرارات والمبادرات الضخمة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية خلال الأسابيع القليلة الماضية ومنذ مطلع العام الجاري. والتي تأتي رغم تداعيات جائحة كورونا التي ضربت أغلب اقتصادات العالم، إلا أن السوق السعودي نجح وللشهر الثالث على التوالي في انتزاع لقب الأفضل خليجيا.
والذي جاء وسط استمرار تحسن أداء الأسواق الخليجية على خلفية الانتعاش الاقتصادي والتفاؤل العالمي ظل أداء أسواق الأسهم الخليجية إيجابياً إلى حد كبير خلال مارس 2021. وذلك في ظل نمو معظم البورصات الخليجية وتسجيل سوقي دبي والبحرين لانخفاض هامشي.
تفوق
بينما احتل المؤشر العام السعودي مجدداً مركز الصدارة بتسجيله أفضل أداءً شهرياً بمكاسب بلغت نسبتها 8.3 %. وتبعتها بورصة سوق أبو ظبي التي ارتفعت بنسبة 7.0 % لتنهي بذلك تداولات الشهر مسجلة أعلى مستوياتها القياسية. ونتيجة لذلك، ارتفع مؤشر مورجان ستانلي (NYSE:MS) الخليجي بنسبة 4.4 % خلال الشهر، مما دفع بالمكاسب المسجلة منذ بداية العام 2021 حتى تاريخه للوصول إلى نسبة 12.7 %. هذا وارتفع المؤشر بنسبة 2.54 % في يوم التداول الأخير من الشهر، وهو أكبر ارتفاع في يوم واحد منذ أكثر من عام، قاده مكاسب بنسبة 2.8 % لمؤشر السعودية.
وواصل سوق أبو ظبي ريادته على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي من حيث معدل النمو منذ بداية العام 2021 حتى تاريخه. والذي وصل إلى 17.2 %، وجاءت السعودية في المرتبة الثانية، بنمو بلغت نسبته 14.0 %.
وظلت أنشطة التداول في دول مجلس التعاون الخليجي مرتفعة ووصلت إلى أعلى مستوياتها في 9 أشهر بتداولات بلغت قيمتها 92.2 مليار دولار أمريكي بزيادة شهرية بنسبة 20.5 %في مارس 2021.
عاجل: سهم سعودي قد يرتفع 9 ريالات، وآخر يتأرجح "احترس"
قطاعيا
وعلى صعيد الأداء القطاعي لهذا الشهر، انهت كافة قطاعات السوق المختلفة تداولات الشهر على ارتفاع وجاء مؤشر قطاع التجزئة في الصدارة في مارس 2021 مسجلاً مكاسب بنسبة 10.3%. تبعه مؤشري قطاع البنوك والمواد بنمو بلغت نسبته 8.6 % و8.5 %، على التوالي. كما شهدت القطاعات التي كانت مرنة خلال الوباء، بما في ذلك قطاع السلع الاستهلاكية وقطاعات الاتصالات (SE:7010) والمرافق، مكاسب بأرقام أحادية كبيرة خلال الشهر.
ونجح كلا من قطاعي السلع الاستهلاكية والاتصالات في التصدر من حيث الأداء في الربع الأول من العام 2021 بمكاسب بلغت مكاسب ثنائية الرقم بنسبة 20.3 % و17.5 %، على التوالي.
تفاوت
وظل أداء أسواق الأسهم العالمية متفاوتاً في ظل تراجع الأسواق الناشئة في حين شهدت الأسواق في الولايات المتحدة وأوروبا مكاسب أحادية متوسطة. والتي دفعت مؤشر مورجان ستانلي العالمي إلى الارتفاع بنسبة 3.1 %. وأدت عودة ظهور حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 في الأسواق الآسيوية إلى دفع المستثمرين لإعادة تقييم الأسواق.
من جهة أخرى، أدى تعزيز الثقة تجاه النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا إلى ارتفاع الدولار الأمريكي بينما واصل الذهب تراجعه ليسجل أسوأ أداء في عقود.
عاجل: أفضل سهم سعودي الآن، يلامس الأعلى بـ 15عام، وتلك الأفضل في مارس
المملكة
واصل السوق المالية السعودية تسجيل مكاسب جيدة للشهر الثالث على التوالي في مارس 2021 وكان الأفضل اداءً على مستوى البورصات الخليجية لهذا الشهر في ظل اقتراب المؤشر من حاجز 10 آلاف نقطة.
وأنهى مؤشر السوق الرئيسية (تاسي) تداولات الشهر على ارتفاع بنسبة 8.3 % مغلقاً عند مستوى 9,907.8 نقطة. فيما يعد أعلى مستوياته المسجلة في أكثر من ست سنوات منذ نوفمبر 2014.
ونتيجة لذلك، حصل الأداء منذ بداية العام 2021 حتى تاريخه على دفعة إضافية وأنهى تداولات الربع الأول من العام 2021 بمكاسب بلغت نسبتها 14.0 % ليصبح بذلك ثاني أفضل الأسواق الخليجية أداءً. وكانت المكاسب خلال الشهر واسعة النطاق، إذ اقتصر التراجع على تسجيل مؤشري قطاع الخدمات التجارية والمهنية وقطاع الإعلام لخسائر هامشية.
20%
وعلى صعيد القطاعات الرابحة، جاء مؤشر قطاع الاستثمار والتمويل في الصدارة بارتفاعه بنسبة 20.1 %، تبعه كلا من مؤشري قطاع البنوك وقطاع المرافق العامة بمكاسب بلغت نسبتها 11.4 % و10.8 %، على التوالي. وجاءت مكاسب مؤشر الاستثمار والتمويل بصفة رئيسية على خلفية تسجيل سهم السعودية للصناعات لمكاسب بنسبة 60.4 %.
هذا بالإضافة للأداء القوي لسهمي شركة عسير للتجارة (SE:4080) والسياحة والصناعة ومجموعة المملكة القابضة (SE:4280) بنمو بلغت نسبته 9.5 % و3.8 %، على التوالي مما ساهم في تعزيز أداء مؤشر القطاع.
وأظهر قطاع البنوك مكاسب واسعة النطاق حيث شهدت أسهم جميع البنوك مكاسب قوية خلال الشهر.
عاجل: إليك 4 أسهم سعودية توفر أرباحا مضمونة الآن
الأسباب
وجاءت تلك المكاسب بصفة رئيسية على خلفية الإعلان عن نتائج مالية أفضل من المتوقع بعد أن سجلت البنوك في المملكة أحد أقل معدلات تراجع الربحية مقارنة بمستويات العام 2020 على الرغم من الجائحة. كما شهد الاقتصاد انتعاشاً قوياً خلال الربع الرابع من العام 2020 واستمر خلال الربع الأول من العام 2021 كما يتضح من ارتفاع بيانات أنشطة الإقراض الصادرة عن البنك المركزي السعودي.
وساهمت مبادرات مثل برنامج كفالة، الذي يستهدف دعم وتعزيز أداء البنوك من خلال توفير ضمانات القروض، في تزايد إجمالي ضمانات القروض بأكثر من الضعف على أساس سنوي خلال الربع الرابع من العام 2020. إذ وصلت ضمانات القروض الصادرة خلال العام 2020 إلى 3.3 مليار ريال سعودي بنمو بلغت نسبته 156 % مقارنة بالعام 2019.
كما ارتفعت أيضاً أنشطة التداول في البورصة تماشياً مع معظم الأسواق الأخرى في دول مجلس التعاون الخليجي. وبلغت القيمة الشهرية للأسهم المتداولة أعلى مستوياتها خلال 9 أشهر في مارس 2021 بتداولات بلغت قيمتها 293.3 مليار ريال سعودي مقابل 245.8 مليار ريال سعودي في فبراير 2021.
وارتفعت كمية الأسهم المتداولة بأكثر من 50 % خلال الشهر وبلغت 10.4 مليار سهم مقابل 6.9 مليار سهم الشهر السابق. وفي تطور هام على الصعيد الاقتصادي، أعلنت المملكة عن خطة كبرى لتعزيز استثمارات القطاع الخاص في الاقتصاد السعودي. ووافقت أربع وعشرون شركة في المملكة على الاشتراك في الخطة التي بموجبها سيتم استثمار 5 تريليون ريال سعودي في الإنفاق الرأسمالي المحلي على مدار العشر سنوات القادمة.
من خلال تخفيض توزيعات الأرباح، بحيث سيستفيد المساهمون بدورهم من زيادة رأس المال في هيئة دعم إضافي من الحكومة وتعديلات مواتية للقوانين.
عاجل: بكلمة ولي العهد، 8 أسهم سعودية كبرى تفعل ذلك، ماذا يحدث؟