Investing.com – تطفو الأسواق وسط "فقاعة خارقة" يمكن أن تنفجر في أي وقت، وعندما يحدث ذلك، يمكن أن تنخفض الأسعار بنسبة تصل إلى 50 في المائة، هكذا حذر أسطورة الاستثمار في الأسهم العالمية في وول ستريت، الذي تنبأ من قبل بأزمات أخرى في الأسواق المالية، ولكنه أيضًا لم يؤمن أو يتوقع الصعود الملحمي للأسواق منذ انخفاضات كورونا التي حدثت في مارس 2020.
سجل مؤشر داو جونز الصناعي أكبر خسارة أسبوعية له منذ أكتوبر 2020، كما عانى كل من مؤشر ناسداك المركب، ومؤشر إس أند بي 500 من أكبر انخفاض أسبوعي كنسبة مئوية منذ 20 مارس 2020، وفقًا لبيانات السوق الصادرة عن داو جونز.
دخل مؤشر ناسداك المركب مرحلة تصحيح يوم الأربعاء الماضي. ومنذ بلغ المؤشر ذروته في 19 نوفمبر، انخفض بنسبة 10 في المائة على الأقل، بحيث ينطبق عليه تعريف وول ستريت القياسي للتصحيح. وحدث إجراء التصحيح الأخير لمؤشر ناسداك المركب في 8 مارس 2021. وفي يوم الجمعة، انخفض مؤشر ناسداك المركب مقارنة بأعلى مستوى له في نوفمبر بنسبة 14 في المائة، وهو يتجه الآن نحو ما يسمى بالسوق الهابطة. وهو الاسم الذي يطلقه سماسرة البورصة على السوق عندما تصبح الأسعار أقل من ذروتها السابقة بأكثر من 20 في المائة.
كان جيريمي جرانثام، البالغ من العمر 83 عامًا، وهو مؤسس ومدير شركة إدارة الثروات غرانثام مايو فان أوترلو، والتي يقع مقرها في بوسطن، قد أشار إلى أن الارتفاع الهائل في الأسعار لم يقتصر فقط على العملات الرقمية "المسلية" مثل دوجكوين وأسهم عملات "الميم" غير الجذابة إلى حد ما مثل إيه إم سي ((NYSE:AMC)) وجيم ستوب (NYSE:GME)، ولكنه شمل أيضًا أسهم السيارات الكهربائية مثل تسلا (NASDAQ:TSLA)، ونيو (NIO (NYSE:NIO))، وإكسبنج (إكس بينج موتورز (NYSE:XPEV)) كأمثلة على المضاربات التي كانت ترى أن تلك الفقاعة الملحمية لديها ما يبررها، لكن كل تلك المضاربات ذهبت سدى.
وقال مدير الأصول البريطاني في موقعه على الإنترنت يوم الخميس: "داخل الفقاعة، لا أحد يريد سماع صوت الدب". "لقد تطور السوق الصاعد الممتد والطويل منذ عام 2009 وحتى الآن وتحول إلى فقاعة ملحمية كاملة." وهو يخشى أن يتجه العالم نحو انهيار مماثل لما حدث في الكساد الكبير عام 1929، وفقاعة الدوت كوم في مطلع الألفية، والأزمة المالية لعام 2008.
قال جرانثام: "اليوم، نحن في الولايات المتحدة في رابع فقاعة هائلة تحدث خلال المائة عام الماضية"، وتوقع أن مؤشر إس آند بي 500، الذي يضم أكبر 500 سهم أمريكي من حيث القيمة السوقية، يمكن أن ينهار من المستوى الحالي الذي وصل إليه بعد أن ارتفع بنحو 45 بالمائة . ولكنه لم يذكر متى ستنفجر الفقاعة – فقط حذر من أن أسواق الأسهم هي الآن في المراحل المتأخرة من الفقاعة الخارقة، والتي يمكن أن تنفجر في أي وقت دون سابق إنذار.
وقال إن مثل هذا الانهيار قد يؤدي إلى انخفاض مؤشر إس آند بي 500 إلى مستوى 2500 نقطة من مستواه الحالي عند 4400 نقطة. وقال خبير سوق الأسهم إن مؤشر ناسداك 100 للتكنولوجيا العالية، والذي هبط بالفعل بأكثر من 10 في المائة في يناير، سيواصل انخفاضه أيضًا.
وصف جرانثام تطور الأوراق المالية ذات الجاذبية للمضاربة مثل صندوق استثمار آرك للابتكار (ARK Innovation ETF (NYSE:ARKK))، والذي فقد بالفعل حوالي 43 في المائة من قيمته منذ بداية عام 2021، بأنه أمر مقلق.
تم إطلاقه وإدارته من قبل مديرة الصندوق، كاثي وود، صندوق استثمار آرك للابتكار، والذي يركز بشكل أساسي على الأسهم التكنولوجية مثل تسلا، وزووم للاتصالات المرئية ( ZM)، وتيلادوك ( Teladoc Inc (NYSE:TDOC)) وروكو ( Roku Inc (NASDAQ:ROKU))، وكوين بيز ( كوين بيز جلوبال إنك (NASDAQ:COIN))، وكان سعر سهم الصندوق قد ارتفع بنسبة 152.5 في المائة في عام 2020، مما يجعله الصندوق الأفضل أداءً في فئة مورنينجستار للنمو المتوسط في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن ارتفاع التضخم الذي يغذي المخاوف من رفع أسعار الفائدة يجعل أسهم التكنولوجيا ذات التصنيف العالي (Technology Select Sector SPDR® Fund (NYSE:XLK)) أقل جاذبية بشكل متزايد. كاثي وود، التي نالت استحسانا من قبل العديد من وسائل الإعلام وتعتبر الآن رمزا للانهيار المستمر لأسهم التكنولوجيا، تشعر الآن بآثار ذلك.
كان مؤشر ناسداك قد انخفض بأكثر من 7.5 في المئة خلال الأسبوع الماضي. تقدم العديد من ميزانياتها العمومية هذا الأسبوع. وسوف يركز المستثمرون بشكل رئيسي على أبل ( NASDAQ:AAPL) ومايكروسوفت (NASDAQ:MSFT).
وفقًا لجرانثام، فإن "سلوك المستثمر غير العقلاني"هو المسؤول أيضًا عن تلك الفقاعة، لا سيما فيما يتعلق بأسهم الميم، والافتتان بالعملات الرقمية مثل البيتكوين، والإيثيريوم، والشعبية المتزايدة للتقنيات الجديدة مثل الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT)، والتي غالبًا ما تكون مجرد نسخ فنية رقمية."
وبذلك تنتهي بنجاح قائمة المراجعة الخاصة به لفحص ما تحتويه الفقاعة الخارقة، وفقًا لجرانثام. وقد كتب في النهاية "هذه الفقاعة ستنفجر في الوقت المناسب"، لكنه لم يذكر موعدا محددا.
وحذر من أنه "بمجرد عودة التشاؤم إلى الأسواق، فإننا نواجه أكبر خسارة محتملة للثروة في تاريخ الولايات المتحدة".
ليس أمامنا سوى الانتظار لنعرف ما إذا كان على صواب في تقييمه. لكن هناك أمرًا واحدًا لا ينبغي التغاضي عنه في كل الأحاديث عن الانهيار: إذا كان على حق، فإن انخفاض الأسعار سيكون في الواقع نعمة للمستثمرين الأصغر سنًا. وبالنسبة له ستكون هذه فرصة يجب اغتنامها. ما يجب فعله حيال ذلك بسيط. انتبه إلى كلام مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، لأن ما يقوله البنك المركزي وما يفعله مؤثر للغاية في الأسواق. وهذا ما حدث في عامي 2008 و2020، وهو ما سيحدث أيضًا هذه المرة. لذلك لا تنخدع واعتبر الإصلاح الحالي نعمة وليس نقمة.