من مها الدهان وجلوريا ديكي
دبي (رويترز) - قالت دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الخميس إن سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة النفط الحكومية العملاقة (أدنوك)، سيتولى رئاسة مؤتمر المناخ كوب28 الذي تستضيفه البلاد هذا العام، مما أثار مخاوف نشطاء من سيطرة هذا القطاع الكبير على التعامل العالمي مع الأزمة البيئية.
وجاء في بيان صادر عن مكتب الجابر أن رئيس الشركة الذي يشغل أيضا منصب وزير الصناعة والتكنولوجيا ومبعوث بلاده الخاص لتغير المناخ، سيعمل على وضع جدول أعمال مؤتمر كوب28 وسيلعب دورا محوريا في المفاوضات بين الحكومات للتوصل إلى توافق في الآراء.
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إلى أن رئيس المؤتمر يتم اختياره من قبل الدولة المضيفة دون مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أو الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وقال دوجاريك للصحفيين في نيويورك "العلم واضح للغاية. نحن نخسر معركة منع أسوأ آثار أزمة المناخ.
"يؤكد الأمين العام من جديد أنه لا توجد وسيلة لتجنب مثل هذه الكارثة المناخية دون إنهاء إدماننا للوقود الأحفوري".
وستكون الإمارات، وهي عضو بارز في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، ثاني دولة عربية تستضيف مؤتمر المناخ بعد مصر التي استضافت مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27).
وانتقد نشطاء وبعض أعضاء الوفود مؤتمر كوب27 قائلين إن منتجي الوقود الأحفوري قلصوا طموحات خفض الانبعاثات واستفادوا من المعاملة المتعاطفة من جانب مصر، التي تصدر الغاز الطبيعي والتي تستقبل بشكل متكرر أموالا من الخليج.
ونفت الرئاسة المصرية ذلك.
ووصفت جماعة (جلوبال ويتنس) الناشطة في مجال تغير المناخ تعيين الجابر بأنه "ضربة قاسية" للجهود الرامية لإنهاء اعتماد العالم على الوقود الأحفوري.
وقالت تيريزا أندرسون التي تقود قسم العدالة المناخية على مستوى العالم في جماعة (أكشن ايد) في بيان "مثل قمة العام الماضي، نشهد بشكل متزايد سيطرة مصالح الوقود الأحفوري على العملية وتشكيلها من أجل تلبية احتياجاتها الخاصة".
وشارك أكثر من 600 من المؤيدين للوقود الأحفوري في محادثات المناخ في شرم الشيخ.
وقالت ليزا شيبر، المتخصصة في الجغرافيا البيئية التي شاركت في إعداد تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة في العام الماضي بشأن التكيف المناخي، "من الواضح أن تعيين رئيس تنفيذي في قطاع النفط مسؤولا عن المفاوضات الخاصة بمؤتمر كوب28 يشكل تضاربا في المصالح".
لكن الجابر باعتباره الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة مصدر للطاقة المتجددة في أبوظبي التي تمتلك أدنوك فيها حصة 24 بالمئة، فإنه يتمتع بخبرة في مجال العمل الصديق للبيئة وأشرف على عملها في تبني الموارد المتجددة في الإمارات.
كما يشرف على تسريع استراتيجية خفض الانبعاثات الكربونية في أدنوك التي تم إقرارها في أواخر العام الماضي.
وتدعو الإمارات ومنتجو الطاقة في الخليج إلى انتقال واقعي للطاقة بحيث تواصل الهيدروكربونات لعب دور لضمان أمن الطاقة مع الالتزام في الوقت نفسه بخفض الانبعاثات الكربونية.
وتقلص الزخم لمطالبة الحكومات والشركات بعدم استخراج النفط والغاز منذ الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي وأزمة الطاقة في أوروبا.
وتتعهد الإمارات التي كانت أول دولة في المنطقة تصادق على اتفاق باريس للمناخ بالوصول بصافي الانبعاثات للصفر بحلول عام 2050.
ويعقد مؤتمر كوب28 بين 30 نوفمبر تشرين الثاني و12 ديسمبر كانون الأول وسيشهد أول تقييم عالمي منذ اتفاقية باريس التاريخية لعام 2015.
وقال الجابر الذي أشار البيان إلى أنه سيكون أول رئيس تنفيذي يشغل منصب رئيس مؤتمر الأطراف إن بلاده ستركز على أن "تكون الدورة القادمة من المؤتمر أكثر واقعية واحتواء لجميع الآراء". وأكد أن الإمارات "ستحرص على الوصول إلى مخرجات عالية الطموح".
وقال فرانس تيمرمانز، منسق سياسة المناخ في الاتحاد الأوروبي، إنه سيلتقي بالجابر هذا الأسبوع.
وقال على تويتر "باعتبارها الرئيس القادم (للمؤتمر)، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة لها دور حاسم في تشكيل الاستجابة العالمية لأزمة المناخ... نحن بحاجة إلى زيادة السرعة".
(إعداد مروة غريب ومحمد حرفوش ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)