Investing.com – إفتتحت مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية تداولات الأسبوع الجديد على إرتفاع مع إستمرار إهتمام المستثمرين بقرارات البنك المركزي الأوروبي التي أُعلنت يوم الخميس في ختام إجتماع مرتقب.
فخلال تداولات الفترة الصباحية لليوم، إرتفع كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.89٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.74٪، ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.99٪.
وكانت الأسهم الأوروبية قد بدأت تعافيها يوم الجمعة عندما أكد رئيس البنك المركزي الأوروبي (ماريو دراجي) من جديد بأن البنك مستعد لإتخاذ كل الإجرائات اللازمة لإنعاش الإقتصاد في منطقة اليورو.
وكان البنك المركزي الأوروبي قد خيب آمال الأسواق يوم أمس الخميس، في اعقاب إتخاذه سلسلة من القرارات الهامة التي تهدف إلى تحسين نسبة التضخم، حيث أعلن البنك عن تخفيض نسبة الفاائدة على ودائع البنوك التجارية لديه، لكنه فضل تمديد الفترة الزمنية لبرنامج التسهيل الكمي، بدلاً من زيادة حجم البرنامج النقدي، وهو مر رات فيه الأسواق نوعاً من الخيبة.
فمع إختتام إجتماعه الذي عقد يوم الخميس وسلطت عليه جميع الأضواء، قرر مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي تخفيض معدل الفائدة على ودائع البنوك التجارية من سالب 0.2٪ إلى سالب 0.3٪، مما خيب آمال الأسواق التي كانت تتوقع خفضاً أكثر عدوانية إلى مستوى سالب 0.40٪.
ولكن البنك ترك معدل الفائدة الرئيسي دون تغيير عند مستوى 0.5٪، وذلك كما كان متوقعاً على نطاق واسع، كما ترك معدل الإقتراض على الهامش، ومعدل إقتراض البنوك التجارية من المركزي الأوروبي دون تغيير كذلك عند مستوى 0.30٪.
كما أعلن رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي كذلك عن تمديد البنك لبرنامج شراء السندات الذي كان من المقرر أن ينتهي في أيلول/سبتمبر 2016 إلى آذار/مارس 2017، كما قال أنه من الممكن تمديد البرنامج لأبعد من ذلك إذا لزم الأمر.
كما وسع البنك المركزي الأوروبي نطاق الأصول التي يستطيع شرائها عبر برنامج التسهيل الكمي لتشمل الديون الحكومية الإقليمية والمحلية، وقال دراجي أن البنك سيقوم بإعادة استثمار العائدات التي تتحقق من االتسهيل الكمي بعد إستحقاق السندات.
كذلك أقر البنك الإبقاء على حجم برنامج التسهيل الكمي دون تغيير عند 60 بليون يورو، وهو ما خيب آمال الأسواق التي كانت تمني النفس بأن يرفع البنك من حجم البرنامج لتسريع تأثيره على الإنتعاش الإقتصادي في منطقة اليورو.
وأكد دراجي أن البنك المركزي الأوروبي لا يزال في جعبته مجموعة واسعة من الخيارات المتاحة. وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي: "لدينا قائمة من الخيارات. من حسن الحظ ان تكون السياسة النقدية لديها العديد من الأدوات". كما قال أنه من الممكن دائماً أن يعيد البنك ضبط الأفق الزمني لبرنامج شراء الأصول، أو الحجم النقدي له، أو حتى تصميمه.
وفي إجابة على سؤال أحد الصحفيين فيما إذا كانت هذه القرارات قد إتخذت بالإجماع بين اعضاء المجلس أجاب دراجي: "لا لم تكن بالإجماع، لكن الاغلبية الساحقة صوتت لصالحها".
كما رفع البنك توقعاته للنمو الإقتصادي في منطقة اليورو بشكل طفيف، قائلاً انه يتوقع الآن أن ينمو إقتصاد الكتله الأوروبية بنسبة 1.5٪ في عام 2015، إرتفاعا من اتقدير السابق البالغ 1.4٪. لكنه أبقى على توقعات النمو لعام 2016 دون تغيير عند مستوى 1.7٪، ورفع توقعات نسبة النمو لعام 2017 من النسبة المعلنة سابقاً 1.8٪ إلى 1.9٪.
ومع ذلك، قال دراجي أن أحدث البيانات والتوقعات تشير إلى إستمرار المخاطر السلبية على نسبة التضخم المتوقعة.
كما قام البنك المركزي الأوروبي بتعديل بعض توقعاته لمؤشر أسعار المستهلكين في منطقة اليورو، حيث أعلن اليوم أنه يتوقع إرتفاع المؤشر بنسبة هامشية تبلغ 0.1٪ هذا العام، على أن يرتفع بنسبة 1.0٪ العام المقبل، وبنسبة 1.6٪ في عام 2017، وذلك تعديلاً على الأرقام المعلنة مسبقاً بهذه السنوات وهي 0.1٪ و1.1٪ و1.7٪ على التوالي.
هذا وتقدمت أسهم القطاع المالي، مع إرتفاع أسهم العملاق الفرنسي سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 0.40٪، وأسهم مواطنه بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 0.80٪، وأسهم العملاق الألماني كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) بنسبة 0.40٪ وأسهم مواطنه دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 1.23٪.
كما شاركت أسهم البنوك في الدول الطرفية في المكاسب، مع إرتفاع أسعار أسهم البنوك الإيطالية انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 1.01٪، وأونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 1.54٪، ولكن أسهم البنوك الإسبانية عاكست الإتجاه العام وتراجعت، مع إنخفاض أسهم بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) بنسبة 0.23٪، وبانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 0.28٪.
وفي مكان أخر، سقطت أسهم ألكترولكس وبنسبة 8.70٪ بعد أن أعلنت الشركة أن شركة (جنرال إليكتريك) قد رفضت عرض الإستحواذ الذي تقدمت به الشركة بقيمة 3.3 بليون دولار.
وفي لندن إرتفع مؤشر فوتسي 100 بنسبة بلغت 0.51٪، مع إرتفاع أسهم (رولز رويس) التي إرتفع سهمها بعد صدور تقارير إخبارية أفادت أن تركيا ستقوم بإستخدام محرك (إي جاي 200) الذي تنتجه الشركة في أول طائرة مقاتلة تقوم تركيا بتصنيعها.
كما إرتفعت جميع الأسهم الرئيسية في قطاع البنوك، مع إرتفاع أسعار أسهم كل من باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 0.62٪، ومجموعة إتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 0.31٪، ومجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) بنسبة 0.62٪، ورويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 0.30٪.
أمام في قطاع التعدين، فلقد إختلط أداء أسهم الشركات الرئيسية، مع تراجع أسهم كل من ريو تنتو بنسبة 0.31٪، وبي إتش بيلتون بنسبة 1.05٪، بينما سجلت جلينكور إرتفاعاً بنسبة 1.33٪، وإرتفعت أسهم رانغولد بنسبة بلغت 0.40٪.
وفي الولايات المتحدة، وقبل إفتتاح البورصات الأمريكية أبوابها لليوم، تراجعت مؤشرات الأسهم الآجلة بنسب هامشية. فلقد إنخفض كل من مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بنسبة 0.09٪، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.08٪، في حين اظهر ناسداك 100 تراجعاً مشابهاً بنسبة 0.10٪.