عواصم، 19 أبريل/نيسان (إفي): لا يزال الارتباك يسيطر على حركة الطيران في الأجواء الأوروبية جراء سحب الرماد البركاني الناجمة عن بركان أيسلندا، ففي الوقت الذي بدأت فيه بعض الدول تفتح مجالها سواء بشكل كلي أو جزئي، أعلنت دول أخرى تمديد إجراء إغلاق أجوائها ومطاراتها.
وقررت السلطات في كل من ألمانيا وبريطانيا وبلجيكا مد الحظر المفروض على مجالها الجوي ومواصلة إلغاء الرحلات حتى الساعة 18.00 ت ج، كما أعلنت هولندا تمديده حتى الساعة 12.00 ت ج.
ويأتي ذلك في حين فتحت النمسا مجالها الجوي في الساعات الأولى من اليوم، وهو الإجراء الذي اتخذته إيطاليا أيضا في أول الأمر على الرغم من أنها أعلنت مجددا إغلاق مجالها في القطاع الشمالي بعد تلقي أحدث النشرات عن الحالة الجوية.
من جانبها، أمرت السويد بفتح جزء كبير من مجالها الجوي، والدنمارك كذلك، ولكن لرحلات الطيران التي ترتفع لمسافة تتجاوز 11 ألف متر فقط، بجانب النرويج.
وتدرس فرنسا إمكانية إعادة فتح بعض أجوائها، نظرا للنتائج الطيبة التي أسفرت عنها بعض الرحلات التجريبية التي تجريها منذ أمس، على الرغم من استمرار إغلاق كافة المطارات في القطاع الشمالي حتى غد في تمام الساعة 06.00 ت ج على الأقل.
وفي إسبانيا، ألغيت حتى الساعة 9.00 ت م ألف و100 رحلة طيران، فيما يبلغ عدد الرحلات المقرر القيام بها واستقبالها اليوم خمسة آلاف و249 رحلة.
ومن المقرر أن تتجه هذه الرحلات أو تأتي من مطارات في ألمانيا، والنمسا، وبلجيكا، وكرواتيا، والدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، وفرنسا، وهولندا، والمجر، وأيرلندا، والنرويج، وبولندا، والسويد، وبريطانيا، وجمهورية التشيك، وسويسرا، ورومانيا، وأوكرانيا.
من جهة أخرى، أعلنت هيئة مراقبة حركة الطيران في أوروبا عن فتح المجالات الجوية في كل من إيطاليا، ولوكسمبرج، وبلغاريا، وصربيا، وسلوفينيا، وسلوفاكيا.
كانت منطقة جنوب أيسلندا قد تعرضت لثوران بركان جليدي في منطقة إيجافجالاجوكول نهاية الأسبوع الماضي بعد أن قامت السلطات بإجلاء مئات السكان قبل انفجاره.
ويقدر الخبراء أن ثوران بركان إيجافجالاجوكول يتجاوز عشرة أضعاف قوة بركان فيمفوردوهالز المجاور والذي ثار في أواخر مارس/آذار الماضي، وخمد الأسبوع قبل الماضي.
جدير بالذكر أن أيسلندا هي جزيرة تكونت نتيجة النشاط البركاني ولا يزال لديها العديد من البراكين النشطة تحت الأرض وأشهرها بركان هيكلا الذي انفجر آخر مرة منذ عشرة أعوام.
ويعد انفجار البركان الجليدي الواقع في منطقة إيجافجالاجوكول بأيسلندا هو الثاني من نوعه في البلد الأوروبي في أقل من شهر.
ويشهد الاتحاد الأوروبي تحركات مكثفة واجتماعات للمسئولين المعنيين بهدف التوصل إلى استراتيجية موحدة للتعامل مع الأزمة ومواجهة الخسائر الفادحة الناجمة عنها.
وأدى توقف حركة الطيران في أوروبا منذ أواخر الأسبوع الماضي إلى خسائر اقتصادية ضخمة، وخاصة في قطاع الطيران، يقدرها خبراء بأنها تجاوزت الخسائر التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة.
ويشار إلى أن الارتباك في حركة النقل الجوي قد بدأ يمتد لخارج القارة الأوروبية بعد ان بدأت السلطات الكندية تعليق رحلاتها الجوية على الساحل الأطلسي للبلاد، إثر أعلان مركز الأرصاد الجوية لديها عن احتمالية تأثير سحب الرماد المنبعثة من بركان أيسلندا على المجال الجوي في مقاطعة تيرا نوفا بنسبة 30%.
وذكرت صحيفة (ذا جلوب آند ميل) في نسختها الإلكترونية أن مطار سان جوان الدولي في تيرا نوفا ألغى تسع رحلات جوية من إجمالي 13 كانت ستتجه إلى مدن كندية وأمريكية صباح اليوم.
وتعتقد هيئة الأرصاد الجوية في كندا أن سحب الرماد البركانية التي تسببت في فوضى بحركة النقل الجوي في أوروبا خلال الأيام الماضية، تتوغل تجاه الجانب الغربي من المحيط الأطلسي وقد تؤثر على مطارات سان جوان، وجاندر، ودير ليك.(إفي)