من علاء المرجاني
كربلاء (العراق) (رويترز) - التربة الحسينية.. بالنسبة للزوار الشيعة هي وسيلة للتبرك والاستشفاء ويضعون عليها جباههم عند الصلاة. أما بالنسبة للعائلات في كربلاء فهي كل ذلك وأيضا مصدر رزق.
والتربة الحسينية عبارة عن أقراص من الطين المجفف تأتي في أشكال مختلفة منها الدائري ومنها المربع ومنها ما هو على شكل معين هندسي ونصف دائري وكلها تحمل نقوشا مختلفة تمدح غالبا حفيد النبي محمد الإمام الحسين بن علي المدفون في مدينة كربلاء.
لكن كلها مصنوعة من نفس الرمال المستخرجة من المكان الواقع على بعد مئة كيلومتر جنوبي بغداد حيث قُتل الإمام الحسين ومعظم رفاقه وكثير من آل بيته في القرن السابع عندما نهض الحسين في وجه الخليفة الأموي آنذاك يزيد بن معاوية.
ويشتري الزوار هذه الأقراص من مجموعة صغيرة من الحرفيين المحليين والتجار.
تقول أم أحمد (45 عاما) التي ورثت ورشة صغيرة لتصنيع التربة الحسينية من والدها "تقتات عائلتي المكونة من ثمانية أطفال من هذه التجارة ودخلنا يختلف على حسب المواسم".
وتمارس أم أحمد هذه المهنة منذ الطفولة وقالت "نعمل من الصباح وحتى العصر ونأخذ استراحة في منتصف اليوم. صافي الربح يوميا بين 15 ألفا و20 ألف دينار عراقي (13-17 دولارا)".
وتستخدم أم أحمد قوالب نحاس لحفظ المزيج الطيني من الرمال والمياه ولوحات صلب محفورة لطبع النقوش على الأقراص بعد تجفيفها في الشمس. والرمال تكون متماسكة للغاية وخالية من الأملاح تقريبا ويجري تصفيتها من الشوائب.
وتصنع أم أحمد يوميا ما يصل إلى 50 قرصا منقوشا وتبيعها لتجار الجملة مقابل ما بين 250 و500 دينار للقرص.
وتنتعش تجارة التربة الحسينية خلال مواسم الزيارات لمرقدي الحسين وأخيه العباس الذي قُتل معه في كربلاء.
ويتدفق ملايين الشيعة من العراق وإيران وباكستان وأذربيجان والبحرين ولبنان وغيرها كل عام على كربلاء في ذكرى عاشوراء يوم استشهاد الحسين وفي ذكرى أربعينية الحسين ومناسبات دينية شيعية أخرى. وتحل عاشوراء هذا العام في سبتمبر أيلول.
ويشتري الزوار الأقراص من أكشاك محيطة بالمراقد الشيعية.
وقالت الشابة الإيرانية شابنام وهي تشتري الأقراص لتقديمها هدايا عند عودتها للوطن "هذه هي أول زيارة لي لكربلاء. إنها (الأقراص) من أجل الصلاة والاستشفاء. تراب كربلاء هو مدفن الإمام الحسين".
وتباع التربة الحسينية أيضا، وبعضها متصل بعدادات إلكترونية لرصد عدد المرات التي يتم الضغط عليها أثناء الصلاة، على موقع إيباي الإلكتروني بسعر يصل إلى 15 دولارا.
(الدولار = 1186.4300 دينار عراقي)
(إعداد علا شوقي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)