investing.com - أحيانا يرسل سوق الأسهم الأمريكي رسالة واضحة لا لبس فها، ولكن العديد من المستثمرين محاصرين في آرائهم الخاصة لدرجة أنهم لا ينتبهون إلى الرسالة أو يتجاهلونها. وكانت أحدث رسالة أرسلها سوق الأسهم الأمريكي خلال المؤتمر الصحفي لرئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، يوم الأربعاء الماضي، والتي أظهرت أن السوق أضعف مما يعتقد المستثمرين.
ولتحليل هذه الرسالة، يجب الانتباه إلى الرسوم البيانية، التي أوضحت ارتفاع فوري في سوق الأسهم وفق إعلان قرارات البنك الاحتياطي الفيدرالي، تلتها عمليات بيع قوية بعد تصريحات باول بأن انخفاض التضخم أمرا انتقاليا. تسببت كلمة "انتقالي" في عمليات البيع بدل من دفع السوق للارتفاع، بعد أن كان المستثمرين على أمل بأن انخفاض التضخم سيؤدي إلى خفض أسعار الفائدة.
أما مؤشر "VUD"، الذي يعتبر أكثر مؤشر حساسية للعرض والطلب في الوقت الفعلي ويرصد انخفاض الأسهم عند تجاوز العرض الطلب أو العكس، فقد أظهرت الرسوم البيانية الخاصة به وجود عرض على الأسهم أعلى بكثير من الطلب.
ولم تسلم أسهم شركة "أبل" من هذا الانخفاض، فبعد أن ارتفعت بنسبة 0.61% قبل مؤتمر باول، شهدت عمليات بيع قوية أثناء وبعد المؤتمر. كما شهدت أسهم شركات التقنية الكبيرة مثل "شركة أمازون دوت كوم (NASDAQ:AMZN)" 2.34%، "شركة فيس بوك (NASDAQ:FB)" 0.34%، "شركة نيتفليكس (NASDAQ:NFLX)" 0.41%، ومجموعة مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) "0.59%" عمليات بيع مماثلة في وقت متأخر من ذلك اليوم.
وأرسل سوق الأسهم رسالة هامة أخرى لحشود المستثمرين، إذ ارتفعت أسهم الستة شركات المفضلة لدى المستثمرين قبل المؤتمر وتعرضت لعمليات بيع أثناءه، ولكن على عكس المتوقع لم تستطع تلك الأسهم استرداد مكاسبها واستمرت في عمليات البيع بقية اليوم. هذه الأسهم الستة هي "AMD" 0.11%، "Akamai Technologies" -0.95%، "Tandem Diabetes Care" 5.23%، "Twilio" 0.65%، "Teladoc Health" 0.00%، و"Exact Sciences" 4.56%.
أما بالنسبة لسوق الذهب، فكانت الأسواق على أمل الاستفادة من خفض أسعار الفائدة، ولكن مع تعزيز وضع الدولار تراجع الذهب بنسبة -0.03%، الفضة بنسبة -0.29%، ومناجم الذهب بنسبة -1.71%.
ويتعين على المستثمرين أن يضعوا آرائهم الشخصية جانبا، ويلتزمون بالموضوعية والحياد والانتباه إلى رسائل السوق، إذ يظهر رد فعل السوق على كلمة "انتقالي" أن بنك الاحتياطي الفيدرالي هو المحرك الرئيسي لسوق يعاني من الضعف.