الخرطوم، 26 سبتمبر/أيلول (إفي): لقي 30 شخصا على الأقل مصرعهم في الخرطوم خلال مظاهرات بدأت يوم الاثنين الماضي بالبلاد احتجاجا على زيادة أسعار المحروقات بعد رفع الدعم عنها، حسبما أفاد مصدر من وزارة الصحة السودانية اليوم الخميس.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة (إفي) إن ابرز ثلاث مشارح بالعاصمة السودانية استقبلت 30 جثة لمتظاهرين اصيبوا بطلقات نارية خلال الاحتجاجات، وبعضهم طلاب جامعيون.
ومن جانبه قال المتحدث باسم ائتلاف المعارضة السودانية كمال عمر لوسائل الإعلام المحلية، إن عدد القتلى في هذه الاحتجاجات وصل إلى 60 شخصا بمختلف أنحاء البلاد.
واتهم عمر الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين كما حمل حكومة السودان مسئولية ما يجري بالبلاد، لأنها هي التي تطبق إجراءات التقشف الصارمة التي كانت سببا في خروج المظاهرات.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد قرر في 22 من سبتمبر/أيلول الجاري رفع الدعم عن المحروقات وإقرار البرنامج الإصلاحي الاقتصادي لسد العجز في الموازنة، متعهدا باستخدام الأموال التي سيتم توفيرها في مساعدة الفقراء، وزيادة الرواتب لموظفي الدولة.
وتسبب هذا الإعلان في خروج مظاهرات تحظى بدعم ائتلاف المعارضة الذي أكد على مساندته للمظاهرات ولكن بشرط عدم اللجوء للعنف.
وشهد السودان أمس إضرام النار في أربع محطات للوقود وحافلتين وعشرات المحال بالخرطوم، حيث قطعوا الطرق الرئيسية بإطارات مشتعلة.
كما حاول المتظاهرون التقدم من أحياء جنوب الخرطوم وباتجاه وسط المدينة ومطار العاصمة الدولي، لكن رحلات السفر الجوية لم تتأثر بأعمال التوتر.
وأسفر قرار الحكومة السودانية عن تعديل سعر صرف الجنيه السوداني في مقابل العملات الأجنبية وزيادة سعر جالون البنزين إلى 21 جنيها (4.8 دولار) بدلا من 12.5 جنيها وجالون الجازولين إلى 14 جنيها بدلا من 8 جنيهات وغاز الطهي إلى 25 جنيها.
وامتدت المظاهرات أيضا لمدن في ولايات النيل الأبيض وسنار جنوبي العاصمة، وميناء بورسودان بالسواحل السودانية المطلة على البحر الأحمر، شرقي البلاد. (إفي)