كوزكو (بيرو)، 6 يوليو/تموز (إفي): تعد قلعة "ماتشو بيتشو" واحدة من عجائب الدنيا الحديثة وأحد مقاصد الجذب السياحي في بيرو، لكن لايزال الغموض يحيط بسبب بناء شعب الإنكا لها في القرن الخامس عشر.
ظهرت الكثير من النظريات حول استخدام هذه القلعة الشهيرة، منها القديمة التي تشير إلى أن الأمبراطور كان يفضل قضاء فترات الراحة بها، والحديثة التي تقول إنها كانت تمثل حلقة الوصل بين مناطق الانديز والامازون بالامبراطورية.
ويعد فرناندو استيتي مدير الحديقة الاثرية في "ماتشو بيتشو"، من أشد المدافعين عن الرأي الأخير ويشير إلى أن قلعة الإنكا شيدت في منتصف الطريق لاستخدامها كمركز سياسي وديني وإداري.
ويشير إلى أن عدد سكان "ماتشو بيتشو" لدى بنائها كان يقدر بنحو 500 شخص، ولم تكن الاراضي التي تصلح للزراعة حولها يخرج منها ما يكفي لإطعام قاطنيها، ما كان يدفعهم لإقامة علاقات تبادل تجاري مع الخارج.
وبذلك كانت تصل لماتشيو بيتشو التي يطلق عليها "القلعة الضائعة" المنتجات التقليدية من مناطق الانديز مثل لحم الابل وأيضا المنتجات الاساسية لثقافة الانكا مثل ورق الكوكا وخشب النخيل الشائك وريش الطيور النادرة القادمة من الأحراش.
ويقول الفريدو مورمونتوي، عالم الآثار بجامعة سان أنطونيو أباد في مدينة كوزكو البيروانية إن طريقة تصميم الطرق الثماني للدخول والخروج من القلعة يؤكد أنها كانت مركزا للتبادل التجاري ويبدد من صحة الاعتقاد بانها كانت حصنا عسكريا.
ويؤكد أنه "للقبول بانها كانت ذات طابعا عسكريا، يجب أن يكون هناك حصون وعدد قليل من طرق الدخول، وهو ما لا يتوافر في هذه الحالة".
ويشير إلى أنه خلال الأعوام التي تم فيها إجراء البحث على الأرض ظهرت دلائل على احتلال المدينة بشكل مستمر وتوافد عليها أشخاص من رتب اجتماعية مختلفة من العامة إلى النخبة الحاكمة.
ويلغي هذا الافتراضية المستمدة من وثائق تعود للقرن السادس عشر عن ان "ماتشو بيتشو" كانت مقرا يقضي به الامبراطور فترة راحته، ويعزز من نظرية أن القلعة كانت منطقة مأهولة بالسكان وبها نشاط مستمر.
وأظهرت الابحاث التي اجراها مورمونتوي أن هناك احتمالات تشير إلى أن القلعة التي اكتشفها هيران بنجهام في عام 1911 تم تركها فجأة بنية عدم العودة إليها.
ويوضح أن أبحاثا أجراها في عام 2004 سمحت بالعثور على كمية كبيرة من القرابين في معبد الشمس، ويقول إن "القرابين كانت تغطي كل أنظمة الصرف، وهو شيء يتم فعله عندما تعرف أن أحدا لن يعود إلى هنا أبدا".
ويقول الباحث أنه ما زال هنالك الكثير الواجب اكتشافه حول "ماتشو بيتشو"، حيث انه على الرغم من كثرة الدراسات التي أجريت حولها، إلا أنها شملت 90%.(إفي).