تعتزم السعودية تحويل مئات الكيلومترات من ساحل البحر الأحمر إلى وجهة سياحية عالمية تحكمها قوانين على قدم المساواة مع المعايير الدولية وذلك كجزء من هدفها لتحويل الاقتصاد وتقليل اعتمادها على البترول.
ونقلت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن مشروع البحر الأحمر سيغطى 34 ألف كيلومتر مربع وهى مساحة تفوق دولة مثل بلجيكا بين مدينتى «أملج» و«الوجه» التى تضم 50 جزيرة وشواطئ وبراكين خاملة وسوف يتم تطويرها من قبل صندوق الثروة السيادية فى المملكة.
وأشارت إحدى الوثائق إلى أن المشروع سيتم فى منطقة شبه مستقلة وسوف يخضع لقوانين مستقلة ووضع إطار تنظيمى وتديره لجنة خاصة.
وأوضحت الوكالة، أن السعودية ستسعى إلى تخفيف القواعد الصارمة على السياحة فى أماكن أخرى فى المملكة حيث أن السياح من معظم الجنسيات سوف يكونوا قادرين على الحصول تأشيرة السياحة على الإنترنت.
وأكدت أن نجاح مشروع البحر الأحمر سيحدث تحول فى صناعة تعتمد تقريباً على ملايين الحجاج المسلمين الذين يزورون اﻷماكن المقدسة فى مكة المكرمة، والتى تلتزم بتطبيق شرائع الإسلام حيث تحظر الكحول وتفرض قيوداً صارمة على اللباس وتقيد عمليات الخلط بين الجنسين.
وتحت قيادة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، لإصلاح الاقتصاد بعد الهبوط فى أسعار البترول، فإن السلطات تخفف بالفعل قواعد صناعة الترفيه لتعزيز الإيرادات غير النفطية.
وبحلول عام 2020 تعتزم المملكة ضم أكثر من 450 نادياً لأجل تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية كما تهدف إلى مضاعفة الإنفاق على الترفيه إلى 6%.
ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من مشروع البحر الأحمر فى الربع الثالث من عام 2019 وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى بحلول الربع الأخير من عام 2022 بما فى ذلك تطوير الفنادق والوحدات السكنية الفاخرة، فضلاً عن الانتهاء من إنشاء جميع البنية التحتية اللوجستية بما فى ذلك النقل الجوى والبرى والبحرى.
وكشفت البيانات، أن المشروع العملاق سيخلق ما يصل إلى 35 ألف فرصة عمل ومن المقرر أن يساهم بحوالى 15 مليار ريال وهو مايعادل 4 مليارات دولار فى إجمالى الناتج المحلى السعودى.
وسيقوم صندوق الاستثمار العام برئاسة الأمير محمد بن سلمان، بضخ استثمارات أولية فى المشروع وبدء شراكات مع شركات عالمية.
وسيتاح للزائرين أيضاً الوصول إلى الآثار القديمة مثل مدائن صالح وهى بقايا من نفس الحضارة القديمة التى بنيت مدينة البتراء الأكثر شهرة فى الأردن وأول مكان فى المملكة العربية السعودية يصنف كموقع للتراث بمنظمة اليونسكو.