سانتياجو، 25 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): طالبت الرئيسة التشيلية ميشيل باشليه ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس اليوم بـ"وقف كافة الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية غير الشرعية في الأراضي المحتلة".
وفي بيان صحفي عقب اجتماعهما بقصر لامونيدا الحكومي بالعاصمة سانتياجو شدد الزعيمان على ضرورة الوقف الفوري لبناء المستوطنات، والبدء فورا في خطوات عملية نحو "إمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية".
ويتزامن الطرح التشيلي الفلسطيني، مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن وقف بناء المستوطنات بصورة مؤقتة لمدة عشرة أشهر داخل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وشدد البيان على إدانة الجانبين الفلسطيني والتشيلي للإرهاب بكافة أشكاله وصوره، مؤكدين أهمية تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط، على أساس حل الدولتين، وفي إطار التعايش السلمي الآمن.
وأعرب الجانبان عن ارتياحهما بشأن ما أعلنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن إطلاق عقد جديد للعلاقات بين الغرب والعالم العربي والإسلامي.
كما أكد عباس وباشليه توافقهما التام مع مبادئ القانون الدولي وخاصة توفير الحلول السلمية للمنازعات، ورفض وإدانة استخدام السلاح أو العنف، وأهمية الالتزام بمقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة.
واتفقا أيضا على الضرورة الملحة لدعوة المجتمع الدولي لتكثيف جهوده من أجل تحقيق السلام المنشود في الشرق الأوسط، وهو ما لا يمكن التوصل إليه إلا عن طريق الحل العادل والشامل والدائم للقضية الفلسطينية.
جدير بالذكر أن تشيلي كانت واحدة من الدول التي اعترفت بالسلطة الوطنية الفلسطينية، عقب توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 ، كما كانت من أوائل الدول التي احتضنت بعثة تمثيل دبلوماسي فلسطينية في أمريكا اللاتينية.
وخلال الاجتماع وقع الجانبان على مذكرة تفاهم لعقد اجتماعات دورية لآلية التعاون الثنائي بين مسئولي وزارتي خارجية البلدين.
واستقبلت الرئيسة باشليه اليوم ضيفها العربي بحفاوة بالغة في القصر الحكومي، حيث عقدا لقاء مباحثات ثنائية، أعقبها جلسة موسعة انضم إليها وفدا البلدين.
ووصل عباس في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، إلى تشيلي المحطة الثالثة من جولته اللاتينية التي شملت البرازيل والأرجنتين، ويتوجه بعد ذلك إلى باراجواي، بحثا عن حشد دعم دولي للاعتراف بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة من جانب واحد في الأمم المتحدة، وفقا لحدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.
ويضم الوفد الرسمي لعباس كل من رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ووزير الخارجية رياض المالكي.
وقام الرئيس الفلسطيني، قبل وصوله إلى قصر لامونيدا، بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للقائد العسكري والمحرر الوطني برناردو أوهوجينيز.
ويتضمن برنامج عباس اليوم تدشين "جادة فلسطين"، أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة التشيلية، ولقاء مع أبناء الجالية الفلسطينية، التي يتجاوز تعدادها في البلد اللاتيني أكثر من 450 ألف شخص، خلال مأدبة عشاء بمؤسسة "بيت لحم 2000 " بالعاصمة سانتياجو.
ويختتم عباس زيارته لتشيلي الخميس، حيث يتوجه بعد ذلك إلى باراجواي، ومنها يطير إلى فنزويلا المحطات التالية في جولته اللاتينية.
وتأتي جولة عباس في المنطقة بعد نحو أسبوع من زيارة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إلى كل من البرازيل والأرجنتين.(إفي)