قاعدة جونتانامو (كوبا)، 9 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): من المقرر أن يمثل اليوم أمام إحدى المحاكم العسكرية الأمريكية السعودي عبد الرحيم الناشري المعتقل في جونتانامو على خلفية تفجير المدمرة (يو إس إس كول) باليمن عام 2000 ، حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى الإعدام في حالة إدانته بالتهم المنسوبة إليه.
ويعد الناشري (46 عاما) أول معتقل بجونتانامو تتم إحالته إلى المحاكم العسكرية الاستثنائية منذ قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مارس/آذار الماضي استئناف عمل تلك المحاكم التي شكلها سلفه جورج بوش لمحاكمة المشتبه في تورطهم بالإرهاب عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
وشن فريق الدفاع عن الناشري هجوما عنيفا على نظام المحكمة العسكرية قبل بداية المحاكمة، حيث اعتبر أنها "شكلت للإدانة والقتل"، مشيرا إلى عمليات تعذيب تعرض لها الناشري منذ اعتقاله في الإمارات العربية عام 2002 من قبل عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه).
وقال رئيس فريق الدفاع، ريتشارد كامن، في مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء إن "الولايات المتحدة فقدت الحق أخلاقيا في محاكمة وإعدام الناشري"، الذي احتجز في عدة سجون سرية بعد اعتقاله، أحدها بهولندا، حتى وصل إلى معتقل جونتانامو، حيث يمكث مع 171 معتقلا آخرين تم نقلهم إلى هناك بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
وأشار كامن إلى أن فريق الدفاع يجد صعوبة في تحديد التهم التي قد تقبلها المحكمة ضد الناشري، مؤكدا أنه لم يتمكن من مراجعة جميع الوثائق والمستندات المتعلقة بالقضية.
وكان المدعي العسكري، مارك مارتينيز قد أكد صباح الثلاثاء أن حكومة الولايات المتحدة "لن تقبل دلائل (ضد الناشري) تم الحصول عليها تحت التعذيب".
جدير بالذكر أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق مايكل هايدن أكد في 2008 أن الناشري تعرض للتعذيب باستخدام تقنية "الإيهام بالغرق"، وهو أسلوب يقوم على جعل الشخص الذي يتعرض له يشعر وكأنه يشرف على الغرق.
كما كشفت وثائق رسمية نشرت في أغسطس/آب 2009 أن الناشري تعرض لعشرات من جلسات الإيهام بالغرق، كما تعرض للتهديد بتصويب مسدس نحو رأسه.
وكان الناشري قد اعترف بضلوعه في تفجير المدمرة (يو إس إس كول) أثناء رسوها قبالة السواحل اليمنية، حيث تسبب الهجوم في إحداث فتحة كبيرة بجانب المدمرة وقتل 17 بحارا أمريكيا، كما أصيب نحو 40 آخرين.
وقالت النيابة إنها ستطالب بإعدامه على خلفية التهم المنسوبة إليه والمتمثلة في القتل ومخالفة قوانين الحرب والقيام بأعمال إرهابية والهجوم على المدنيين.
ويتهم الناشري بالمشاركة في الهجوم الذي استهدف المدمرة الأمريكية قبالة الشواطئ اليمنية، إضافة إلى الوقوف وراء الهجوم بزورق على ناقلة النفط الفرنسية (ليمبورج) في 2002 ، التي كانت تنقل 56 ألف طن من النفط الخام، مما أدى إلى مقتل بحار بلغاري.
يشار إلى أنه بعد اعتقال الناشري في أواخر عام 2002 فقد أثره على غرار 13 معتقلا آخرين طيلة سنوات في سجون أمريكية سرية قبل أن يظهر بجونتانامو في سبتمبر/أيلول 2006.
وطلب في سبتمبر 2010 من النيابة البولندية فتح تحقيق حول التعذيب الذي قال إنه "تعرض له داخل سجن سري تابع للمخابرات الأمريكية (سي آي إيه) في بولندا". (إفي)