موسكو، 15 أكتوبر/تشرين أول (إفي): أبدى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف اليوم السبت ولاءه لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين، الذي سيسلمه أعلى منصب في الدولة عام 2012 ، وتعهد باجراء إصلاحات سياسية واقتصادية تدريجية.
وفي كلمة تم بثها مباشرة على قناة (روسيا 24) المحلية اليوم، قال ميدفيديف: "إننا سياسيون عمليون لا خياليون. ينبغي ان نسعى الى تحقيق أهدافنا السياسية بأكثر الطرق بساطة".
ورد ميدفيديف على الاحباط الذي شعر به انصاره بسبب قراره مغادرة الكرملين، قائلا بإن شعبيته هو وبوتين ومستوى الثقة فيهما لتولي رئاسة البلاد أعلى من اي سياسي آخر، ولكن عند تضييق المقارنة بينهما فقط، سيكون للاخير الافضلية.
وابرز تقارب وجهات نظرهما فيما يتعلق بالسياسة والحياة اليومية، واكد انهما ليس خصمين كما يعتقد البعض، بل رفيقين وصديقين منذ 20 عاما، مضيفا انه لولا بوتين، لما وصل هو مطلقا الى رئاسة البلاد.
كما نفى وجود اي نية لديه لاعتزال السياسة، مشيرا الى انه لن يحبط ملايين الاشخاص الذين رفعوه الى السلطة ووثقوا فيه، والذين يرون ضرورة اصلاح الدولة والاقتصاد والمجتمع الروسي.
وتعهد ميدفيدف، الذي وعده بوتين بترشيحه لمنصب رئيس الحكومة عند تولية الرئاسة، بمواصلة الاصلاحات خلال الاعوام المقبلة بشكل تدريجي، مؤكدا ان التغييرات الفورية والاصلاحات أمر غير ممكن.
واشار الى ثورات العالم العربي، قائلا ان حكام هذه البلدان يتمتعون بتأييد قطاعات هامة في المجتمع "على الرغم من كل ما يقال"، ولكن امتناعهم عن اصلاح النظام السياسي والاقتصادي في بلادهم هو السبب وراء الاطاحة بهم.
وكان حزب (روسيا الموحدة) الحاكم قد اعلن اليوم رسميا ترشيح فلاديمير بوتين للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في مارس/آذار 2012.
جدير بالذكر أن ميدفيديف، رئيس روسيا منذ مايو/آيار 2008 ، طالب خلال المؤتمر الفيدرالي للحزب الحاكم في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، بدعم ترشيح بوتين للرئاسة.
واضطر بوتين لمغادرة الكرملين في عام 2008 لأن الدستور الروسي يمنع تولي الرئاسة لفترتين متتاليتين.
من جهة أخرى، أشارت المعارضة الروسية إلى تراجع جديد في الحريات مع بوتين الذي قد يظل في الكريملين حتى عام 2024 بفضل الإصلاح الدستوري الذي أجراه ميدفيديف بزيادة عدد سنوات الحكم من أربع إلى ست سنوات.(إفي)