جنيف، أول نوفمبر/تشرين ثان (إفي): كشفت دراسة أن عودة 200 ألف مهاجر مصري كانوا يعملون في ليبيا أثرت بصورة سلبية للغاية على مناطق معينة فقيرة في مصر حيث يعيش سكانها في أوضاع متدهورة ويعاني من عدم الأمن الغذائي.
وقدمت وزارة الهجرة الدولية اليوم نتائج بحث أجري بين المصريين الذين غادروا ليبيا اعتبارا من مارس/آذار الماضي بسبب النزاع بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار امتد إلى المدن الرئيسية وأثر على المصالح الاقتصادية هناك.
يشار إلى أن المهاجرين المصريين يعتبرون ضمن أكبر الجاليات المهاجرة في ليبيا حيث يتراوح عددهم بين مليون شخص ومليون ونصف.
وشهدت محافظة الفيوم أكبر عدد من المهاجرين المصريين العائدين من ليبيا والتي تعتبر في الوقت نفسه واحدة من أكثر المناطق فقرا.
وأشارت الدراسة إلى أن الفيوم خسرت بعودة مهاجريها أيضا مصدرا حيويا للدخل عبر الحوالات التي كانت تمثل مصدر الاستثمار الخاص في المناطق الريفية والحضرية في مصر على حد سواء، وتمثل 5.3% من إجمالي الناتج المحلي.
وكانت أسر مصرية عديدة تتلقى حوالات مالية تصل إلى 33 مليون دولار سنويا.
ووفقا للدراسة، يحتاج المصريون الآن إلى مساعدة لبدء حياة جديدة بعد أن استبعد 75% منهم خيار العودة إلى ليبيا أو الهجرة إلى بلد آخر.
ويخطط غالبية المهاجرين للبقاء في مصر وهي الرغبة التي تتعلق بشكل ما بالأمل في عملية انتقالية ديمقراطية بمصر تتضمن فرصا كبيرة للتنمية الاقتصادية والتوظيف.
واعترف مهاجرون آخرون في لقاءات مع عاملين بالمنظمة الدولية أن الأوضاع الحساسة التي عاشوها أو شاهدوها في ليبيا أثنتهم عن محاولة العودة إلى هذا البلد.
وأشارت منظمة الهجرة الدولية إلى أن المساعدة المالية هي البديل الأكثر واقعية للسماح لهذه المجموعة بالمضي قدما لأنه من المستحيل أن يستوعب سوق العمل المصري كل هذا الكم من الأيدي العاملة.
ويضاف إلى ذلك، أن الاقتصاد المصري يعاني انتكاسة منذ ثورة 25 يناير/كانون ثان وينتظر نموه هذا العام بأقل من 2%، فضلا عن حدوث شلل جزئي في قطاعات محورية مثل السياحة والصناعة.
وتشير الأرقام إلى أن 600 ألف من العاملين بأماكن ترتبط بقطاعات السياحة والإنشاءات والخدمات، خسروا وظائفهم خلال الشهور الأولى من العام الجاري.
وتعتقد منظمة الهجرة الدولية أن الوضع قد يسوء بالعودة المحتملة لمزيد من المهاجرين المصريين الموجودين في دول أخرى. (إفي)