من ستيفاني نبيهاي
جنيف (رويترز) - قال مسؤولون من الأمم المتحدة يوم الخميس إن روسيا وافقت على هدنة انسانية لمدة 48 ساعة في مدينة حلب السورية المقسمة للسماح بتوصيل المساعدات لكن المنظمة الدولية تنتظر ضمانات أمنية من أطراف أخرى على الأرض.
وتمارس الأمم المتحدة ضغوطا من أجل الاتفاق على هدنة أسبوعية مدتها 48 ساعة في حلب المقسمة لتخفيف معاناة نحو مليوني شخص لكن دعم القوى الكبرى لأطراف يناصب بعضها بعضا العداء في الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ خمس سنوات يعقد تنفيذ الهدنة.
وقال يان إيجلاند الذي يرأس مهمة العمل الإنسانية في إفادة صحفية في جنيف "لدينا.. موافقة الآن من الاتحاد الروسي على هدنة مدتها 48 ساعة وننتظر موافقة لاعبين آخرين على الأرض. استغرق ذلك صراحة وقتا أطول مما كنت أتصور."
وكرر رئيسه ستافان دي ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا تصريحات إيجلاند قائلا إن روسيا تدعم الهدنة لكنها تنتظر موافقة أطراف آخرين. وتابع "نحن مستعدون والشاحنات جاهزة ويمكنها التحرك في أي وقت نتلقى فيه تلك الرسالة."
وروسيا الداعم الخارجي الرئيسي لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد. أما جماعات المعارضة فمدعومة من الغرب ومن قوى خليجية.
وفي واشنطن قال البيت الأبيض يوم الخميس إنه يؤيد جهود الأمم المتحدة لتقديم المساعدات الإنسانية لمدينة حلب السورية المقسمة وإنه سيرحب بمشاركة روسيا البناءة.
وذكرت وزارة الخارجية أنه في الوقت الذي تؤيد فيه واشنطن هدنة الثماني والأربعين ساعة في حلب فإنها تركز على تحقيق وقف أوسع للقتال في أنحاء البلاد وهو ما سيكون محور محادثات في جنيف يوم الجمعة.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة إليزابيث ترودو "إذا قالت الأمم المتحدة إنها بحاجة لثمان وأربعين ساعة فإننا بالطبع ندعم الأمم المتحدة. لكن ...تركيزنا منصب على وقف دائم للأعمال القتالية في أنحاء البلاد."
وأضافت أن ذلك سيسمح لجميع السوريين بالحصول على المساعدات وسيوفر أساسا لانتقال سياسي.
ورحب التحالف الرئيسي لقوى المعارضة السورية يوم 19 أغسطس آب بحذر باقتراح هدنة أسبوعية مدتها 48 ساعة في حلب لتوصيل المساعدات للمناطق المحاصرة بشرط أن تراقب الأمم المتحدة الهدنة.
ويحاول دي ميستورا إعادة ممثلي الحكومة والمعارضة إلى مائدة المفاوضات هذا الشهر لاستئناف وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.
وقال إنه ينتظر اجتماعا مقررا يوم الجمعة بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف في جنيف قبل أن يدلي بمزيد من التعليقات بشأن "مبادراته السياسية" لإعادة إطلاق عملية السلام.
وقال إيجلاند إن خطة الإغاثة التي أعدتها الأمم المتحدة لحلب تشمل تسليما متزامنا لشحنات الغذاء إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الشرق وتلك التي تسيطر عليها الحكومة في الغرب.
وأضاف أنه سيجري إيصال المساعدات لغرب حلب حيث "زادت الحاجات بشكل كبير" عن طريق دمشق.
وتابع أنه سيكون هناك أيضا إصلاح للنظام الكهربائي في "الجنوب المتنازع عليه" الذي يغذي محطات ضخ مياه تخدم 1.8 مليون نسمة.
وقال إيجلاند إن مدنيين في بلدات أخرى محاصرة يعانون أيضا من سوء تغذية وخص بالذكر الفوعة وكفريا المحاصرتين في إدلب ومضايا التي تحاصرها الحكومة قرب دمشق والتي لم تحصل على شحنات غذائية من الأمم المتحدة منذ 116 يوما.
وحذر قائلا "المجاعة تلوح في الأفق."
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)