واشنطن، 27 فبراير/شباط (إفي): اعلنت شركة "فيندوم" الامريكية للانتاج عن تصوير فيلم عن مطعم البولي الإسباني الشهير.
ولم يتم حتى الآن اختيار الممثل الذي سيقوم بدور ادريا فيرا، صاحب المطعم.
سيطلق اسم المطعم الشهير على فيلم سيجمع بين الواقع والخيال لقص ملامح "قبلة الطعام في العالم".
وسيجرى التصوير في المطعم ببلدة جيرونا وبعض المطاعم الدولية التي جاء منها الشيفات الذين تدربوا في البولي.
وتدور أحداث الفيلم في العام الاخير للمطعم الذي اغلق ابوابه في يوليو/تموز من وسيتحول في 2014 إلى مؤسسة.
وتكمن الفكرة في عرض الفيلم في 2014 بالتزامن مع افتتاح مؤسسة البولي.
وستبدأ شركة الانتاج العام الجاري في تصوير الفيلم بمجرد اختيار مخرجه.
وذكرت الشركة في بيان "اننا معجبون بالعمل مع شخص مبتكر بهذا القدر مثل ادريا فيرا، فهو شخص طور المطعم ولذا فاننا نبحث عن شخص قادر على نقل للشاشة بواقعية مغامرة التعلم في مطعم يعد بمثابة ايقونة في الطهي".
وأضاف البيان "نعتمد في الفيلم الجديد على كتاب يجمع قصص المتعلمين في المطبخ وطريقة عمل البولي".
ويعتمد الفيلم، الذي يقوم بكتابة السيناريو فيه ديفيد ويلسون، على كتاب "Los aprendices de hechicero" المطبوع في إسبانيا للصحفية الامريكية ليزا ابند والذي يتعمق في عالم البولي.
وتابعت الصحفية الامريكية مراسلة مجلة "تايم" في إسبانيا خلال ستة اشهر في 2009 مجهود 30 شابا من الطهاة والمتطوعين القادمين من جميع انحاء العالم (حيث يستقبل البولي ثلاثة ألاف طلب سنويا).
وذكر المنتجون "نرغب في اعطاء نظرة تعكس الابداع والنظام اليومي في المطعم وبرنامج التدريب الصارم".
وأعرب البولي عن سعادته لنقل المعرفة على الشاشة الكبيرة.
وأكد الشيف الذي يعمل مع منتجي الفيلم في تنفيذ المشروع "انه تكريم جميل لجميع الطهاة الذين قضوا 25 عاما في البولي ويعكس صورة توضيحية لمدى تطورنا".
وقال "سيتم فهم الكثير عن المطعم الإسباني وانجازات البولي".
وأوضح انه لم يتم اختيار بطل الفيلم بعد، مازحا "سيكون من الصعب ايجاد شخص يتحدث مثلي".
وأفادت مصادر من الشركة المنتجة ان هناك عدة اشخاص مشهورين مهتمين باداء الدور وتجرى مفاوضات متقدمة مع احد الحائزين على جائزة الاوسكار.
وأغلق الطاهي الإسباني العالمي مطعمه (البولي) بعد 27 عاما من تحقيق النجاح والشهرة العالمية ومسيرة حافلة بالانجازات حصد خلالها ثلاثة من نجوم ميشلين تكريما له على الثورة الهائلة التي حققها في عالم الطهي.
اعتمد الطاهي الكتالوني خلال مشواره الذي لم يكن سهلا على مبدأ محدد أساسه أن "الابتكار هو عدم التقليد"، ليقود بذلك طليعة ثورة عالم الطهي العالمية خلال العقود الثلاثة الأخيرة، انطلاقا من مطعمه الصغير بحي كالا مونجوا في بلدة روزيس، على الساحل الشرقي الإسباني، وبدعم من مجموعة ممتازة من الطهاة الإسبان آمنوا به وبحلمه.
ولد أدريا فيرا في لوبرجات (برشلونة) 14 مايو/آيار 1962 لأسرة عادية جدا، وبدأ مشواره مع عالم الطهي في سن المراهقة، من (تحت الصفر) كما يقال، كعامل غسيل صحون في أحد المطاعم عام 1980 بفندق بلايفيلز في المدينة الكتالونية.
لم يكن غرضه آنذاك أن يصبح طاهيا شهيرا أو صاحب سلسلة مطاعم عالمية، كان حلمه بسيطا، فقط توفير المال الكافي للقيام برحلة صيف إلى جزيرة إيبيزا، حيث كان ولعه بكرة القدم هو شغله الشاغل، وعندما أدرك أن فرصته محدودة في عالم الكرة، قرر التحول إلى عالم الطهي، بعد أن قرأ كتابا لتعليم فنون الطهي البسيطة.
وبعد أن أتقن قواعد الطهي التقليدية، وهو أمر لا يزال اعتباره ضروريا بالنسبة لأي طاه يسعى نحو الابتكار، التحق بالجيش، وبعد إنهاء الخدمة العسكرية بدأت رحلته مع مطعم البولي، من مجرد متدرب إلى رئيس دورة حيث أظهر مهارة كبيرة في إدارة المطعم، وعمل على تجديد قوائم الطعام الخاصة به، ليصبح في غضون عام واحد رئيس الطهاة.
اعتمد البولي في ثورته التي خاضها مع عالم الطهي على البحث عن الجذور الأصيلة لمطبخ البحر المتوسط، ممزوجة بتقنية فرنسية إسبانية، مما أهله بعد برهة وجيزة من إدارة المطعم للحصول على ثاني نجمات ميشلين.
منذ عام 1984 التحق شقيقه البرت بقسم الحلويات بالمطعم، ليتفرغ هو منذ ذلك التاريخ، "للمزات" أبرز ما في المطبخ الإسباني وسر تفرده على سواحل شمال وجنوب البحر المتوسط، والتي تعرف باسم "التاباس" (Tapas) والتي جعلت من حمية البحر المتوسط جزءا من تراث الانسانية غير المادي.
كما قام فيرا بتأليف العديد من الكتب مثل: "مذاق البحر المتوسط" (1993) و 50 نوعا جديدا من المقبلات (1998) و"الطهى في عشر دقائق" (1998) و"الثلاثية" التي تروي السنوات العشرين الأخيرة في مطعمه الشهير "البولي".
وبيعت مؤخرا مخطوطة النسخة الأصلية من كتاب "أسرار مطعم البولي"، المكتوبة بخط يد أشهر طهاة إسبانيا، فيران أدريا مقابل 55 الف يورو في مزاد أقيم بمدينة برشلونة. (إفي)